حرب التصريحات التركية-الروسية ومصير إدلب المجهول!

روسيا سوريا
هل آن الآوان أمام روسيا للاختيار بين نظام الأسد وتركيا؟ من الأقوى في معركة كسر العظام في إدلب؟ أو من يصدق رواية القلق على «المدنيين»؟!

لم يأت الخلاف هذه المرة بسبب المجازر التي يرتكبها النظام في إدلب، أوالتخاذل التركي في دعم المعارضة على جبهة معرة النعمان أو بالصدام داخل الساحة الليبية. بل جاء إثر مقتل عدد من الجنود الأتراك بقصف من المدفعية السورية، وبذلك تواجه الجيش النظامي مع القوات التركية وظهرت روسيا بموقف العاجز عن إيجاد طرف تقف لصالحه، فلا هي تريد خسارة الحليف الضامن لمصالحها في سوريا، ولا تريد إعلان تخليها عن الأسد بشكل مباشر أمام وضع إدلب الحساس قبيل سيطرة النظام على الطريق الدولي دمشق حلب بالكامل.

البداية من تركيا

تركيا قامت بالرد اللازم على قصف جيش النظام السوري للجنود الأتراك، الذي أسفر عن مقتل 5 جنود وموظف مدني، مؤكدة أن قوات النظام ستكون هدفاً لها من الآن فصاعداً، وأنها أبلغت روسيا بالتطورات في إدلب قبل مقتل الجنود الأتراك.

إقرأ أيضاً: جبهة إدلب تستعر.. تركيا تخسر جنوداً وتتوعد بالعقاب!

وأكد وزير الدفاع التركي أن قوات بلاده تعاملت بالشكل اللازم مع قصف النظام السوري للجنود الأتراك في إدلب. وقال في تصريح من مناطق الحدود مع سوريا، التي توجه إليها على الفور مع قادة القوات بالجيش التركي، أمس (الاثنين) عقب قصف الجنود الأتراك: “على الشعب التركي أن يكون مستريحاً، فقد قمنا ونقوم بما يلزم تجاه هذا الاعتداء”.

وزارة الدفاع التركية قالت: إن القصف التركي رداً على قصف النظام أدى إلى تحييد ما بين 30 و35 من عناصر الجيش السوري، وفي البيان الصادر عن الدفاع التركية أنها ردت فوراً على مصادر النيران، لافتة إلى أن النظام السوري أطلق النار على القوات التركية المُرسلة إلى المنطقة من أجل منع نشوب اشتباكات في إدلب، على الرغم من أن مواقعها كانت منسقة مسبقاً مع الحليف الروسي.

جنود سوريون
الجيش السوري أخر الفاعلين في حرب ادلب

تكذيب الرواية الروسية

وأكد متحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركياأن أنقرة أبلغت روسيا بالتطورات في منطقة إدلب السورية، مكذباً ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، من أن تركيا لم تخطرها بالتحركات قبل مقتل جنودها في قصف سوري.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، أمس، إن الجيش التركي تعرض لنيران قوات النظام السوري لأنه لم يخطر موسكو بشأن عملياته في منطقة إدلب، شمال غربي سوريا، مؤكدة أن طائرات سلاح الجو التركي لم تنتهك حدود سوريا، ولم تُسجل أي هجمات على قوات النظام.

إقرأ أيضاً: الاستنفار سيد الموقف.. تركيا ترُّد على هجوم قوات الأسد وروسيا تتفرج!

وقال المتحدث على “تويتر”: “القول إن روسيا لم يتم إبلاغها غير صحيح. تركيا تقدم معلومات منتظمة وفورية لروسيا. كما أنها أبلغتهم في هذه الواقعة الأخيرة. ليس صحيحاً القول إنه لم يتم تبادل المعلومات. تمت الاستعانة بالآليات القائمة كما هو الحال دائماً”. وأضاف أن تركيا ستعتبر قوات الحكومة السورية أهدافاً حول نقاط المراقبة التركية في إدلب. وأضاف في تصريح تلفزيوني أن “النظام السوري سيكون من الآن فصاعداً هدفاً لنا في المنطقة بعد هذا الهجوم، ونتوقع ألا تدافع روسيا عن النظام أو تحميه؛ لأنه بعد الهجوم على قواتنا المسلحة أصبحت قوات النظام حول مواقعنا أهدافاً لنا”.

وتابع بأن قوات نظام الأسد “تتصرف كمنظمة إرهابية” وأن محادثات ستجري مع المسؤولين الروس الذين يساندون الحكومة السورية بشأن الوضع في إدلب.

النفي الروسي

ونفت وزارة الدفاع الروسية تصريح إردوغان حول القصف الجوي، مؤكدة أن أي طائرات تركية لم تعبر الأجواء السورية.

فال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ظهر اليوم “أن تركيا لا تلتزم بمجموعة من التعهدات الأساسية لحل مشكلة إدلب”. وأضاف: “مئات المقاتلين من منطقة خفض التصعيد بإدلب السورية ينتقلون إلى ليبيا للمشاركة في الأعمال”.

وتذرع بوتين لتبرير الحادثة بالقول: “لم نتمكن من إبلاغ الجيش السوري بتحركات الأتراك في إدلب لأنه لم يتم إطلاعنا عليها”.

ادلب
قوافل التهجير لم تتوقف إلى إدلب بفعل النظام

عملية تركية رابعة!!

وبعد ثلاث عمليات عسكرية قادتها الفصائل المدربة من قبل تركيا في الشمال السوري نتج عنها السيطرة على مدن منبج وجرابلس والتمدد إلى غرب الفرات وإقامة شريط حدودي عازل، وفي مسعى للضغط على قوات النظام، أطلقت فصائل المعارضة السورية عملية باسم “العزم المتوقد” على محور تادف في مدينة الباب الواقعة ضمن منطقة “درع الفرات” التي تسيطر عليها تركيا والمعارضة في حلب، من أجل دفعه إلى وقف الهجوم في إدلب، فهل تنذر العملية بمنطقة سيطرة تركية جديدة في سوريا تفي بها تركيا بوعودها لتوطين مليون لاجئ على الشريط الحدودي؟!

السابق
«المستقبل» تُعلّق على صفقة القرن: «موقفنا من التوطين محسوم»!
التالي
صلاح الحركة لـ«جنوبية»: حبذا لو قاد الشيعة هذه الثورة