دعوة الصّدر للتظاهر ضدّ أميركا.. «الحراك» يرفض والمرجعية تحذّر!

مقتدى الصدر
دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى تظاهرة مليونية، للتنديد بالوجود الأميركي في البلاد، بعد لقائه زعماء فصائل شيعية عراقية قبل يومين في مدينة قم في ايران، وقد لاقت هذه الدعوة التي رحب فيها انصار الحشد الشعبي، ردودا غير مرحبة من الحراك، في حين برز موقف "تحذيري" عن المرجعية الدينية الشيعية فسره المراقبون انه غير مرحّب بتلك الدعوة.

رفض عراقيون بشكل قاطع الانسياق وراء زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الذي دعا لحشد “مظاهرة مليونية” ضد الولايات المتحدة يوم الجمعة المقبل.

وجاء في بيان للحراك الشعبي العراقي أن “الدعوة التي تنطلق من الأرض الإيرانية ضد واشنطن مسيسة ولا تصب في القضية العراقية”.

المرجعية تحذّر

وفي سياق متصل، حذرت العتبة العباسية التابعة للمرجعية الشيعية في النجف، الاربعاء، من أسمتهم “الساعين لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح”، لتحقيق “أهداف معينة”.

اقرأ أيضاً: أميركا باقية في العراق.. والصدر يطوي صفحة سليماني من «قم»

واصدرت العتبة توضيحاً، اليوم الخميس،حذرت فيه “من الذين يتربصون بالبلد ويسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالاصلاح لتحقيق اهداف معينة تنال من المصالح العليا للشعب العراقي ولا تنسجم مع قيمه الاصيلة”.

ولفت هذا التصريح المراقبين في العراق الذين يرصدون حال التوتر الذي يتصاعد بين الصدريين ومرجعية السيد السيستاني في النجف، واذا كانت المرجعية لا تصرّح عادة بشكل صريح ولا تتدخل بالنزاعات السياسية، غير ان تمادي الصدر بتصريحاته التي يستشف منها انه الممثل الحصري للحراك وللشارع الشيعي، من شأنه ان يستفز الثوار من ناحية، والمرجعية من ناحية ثانية، خصوصا وانه يتطلع لدور أوسع  قد تمنحه اياه ايران، بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني وابو مهدي المهندس اللذين كانا يتولان فعليا الملف العراقي كامتداد عضوي للسياسة الايرانية في بلاد الرافدين.

بالمقابل أعلن رئيس تحالف الفتح المقرب من ايران، هادي العامري، تأييده للتظاهرة المليونية، داعيا إلى “الخروج بتلك التظاهرة وإعلان الرفض للاحتلال الأميركي والأجنبي لتحقيق السيادة الوطنية الكاملة أرضاً وسماءً.

في السياق، دعا زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، إلى رفض الوجود الأميركي في العراق، داعياً  إلى موقف “وطني” عبر إرسال رسالة لكل العالم.

وقال الخزعلي في تدوينة نشرها حساب مكتبه الإعلامي، “الى أبناء شعبنا الأبي: الان المطلوب موقفكم الوطني في إرسال رسالة لكل العالم أن في العراق شعب يأبى الذلة والهوان ويرفض الاحتلال والعدوان”.

كما نوّه ” أبو دعاء العيساوي” المستشار العسكري لزعيم التيار الصدري، إلى ما وصفها بـ “ملحمة” تندد بانتهاك سيادة العراق، وتطالب بإخراج القوات “المحتلة”.

الصدر زعيم المقاومة

وكان عقد مقتدى الصدر، اليوم الإثنين، اجتماعاً مع عدد من الفصائل المسلحة التابعة للحشد الشعبي في مدينة قم الإيرانية، فيما تحدثت الأنباء عن تسميته “رئيساً للمقاومة”.ومن بين القادة الذين حضورا الاجتماع، زعيم كتائب سيد الشهداء، ابو آلاء الولائي، والقيادي في الحشد الشعبي أبو زينب اللامي.

ورجحت مصادر غير رسمية أن يكون الاجتماع لمناقشة العديد من القضايا وعلى رأسها التعامل مع إخراج القوات الأمريكية في العراق.

العراقيون يرفضون الانسياق وراء رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الذي دعا لما وصفه بـ”مظاهرة مليونية” ضد الولايات المتحدة يوم الجمعة

وكانت عدة مصادر قد أفادت باختيار الصدر “رئيساً للمقاومة” فيما جرى الاتفاق على تسمية هادي العامري رئيساً للحشد الشعبي بدلاً عن فالح الفياض، على أن يخضع القرار الأخير لموافقة مجلس النواب العراقي.

اقرأ أيضاً: الحشد الشعبي.. وانكسار المشروع بعد سليماني والمهندس

وكان نائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، قد قتل في غارة أمريكية استهدفت قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، الأمر الذي اعتبرته بغداد تدخلاً في شؤونها الداخلية وانتهاكا للسيادة العراقية، وأثارت حفيظة الفصائل الشيعية المسلحة الموالية لايران في العراق والتي توعدت بالرد على الولايات المتحدة.

وعلى إثر ذلك، قال  الصدر الذي سافر إلى إيران لتقديم العزاء في مقتل سليماني: “إنني كمسؤول المقاومة العراقية الوطنية أعطي أمراً بجهوزية المجاهدين لا سيما (جيش الإمام المهدي) و(لواء اليوم الموعود) ومن يأتمر بأمرنا من الفصائل (الوطنية) (المنضبطة) لنكون على استعداد تام لحماية العراق”.

السابق
جرعة دعم لسلامة.. الحريري: الحاكم لديه حصانة ولا احد يستطيع عزله!
التالي
في طرابلس وصيدا.. قنابل دخانية ورمي حجارة على فرعي مصرف لبنان!