الحشد الشعبي.. وانكسار المشروع بعد سليماني والمهندس

الحشد الشعبي العراقي
الحشد الشعبي في العراق بدأ بتأسيسه وتنظيمه الجنرال قاسم سليماني الذي وفد من ايران على عجل عام 2014 لمواجهة تنظيم داعش الارهابي بعد انهيار الجيش العراقي وعجزه عن المواجهة بسبب الفساد الذي تفشى في صفوفه في زمن حكم رئيس الوزراء الاسبق نوري المالكي، ورغم تعافي الجيش الذي تمكن من تحرير مدينة الموصل وحده وطرد داعش نهائياً، الا ان الحشد كبر دوره وتضخم واصبح ذراع ايران وعنوان هيمنتها على العراق.

فوضى واضطراب في صفوف الحشد

قيادي في احد الاحزاب العراقية المشاركة في البرلمان قال لـ”جنوبية” تعليقا على التطورات الدراماتيكية الاخيرة في بلاد الرافدين، ان حالا من الفوضى والاضطراب تسود صفوف فصائل الحشد الشعبي العراقي الذي يتكون من احزاب شيعية مسلحة متآلفة، وذلك بعد الغياب المفاجىء لزعيميه وهما قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني، وقائده المباشر ابو مهدي المهندس، اللذين اغتيلا سوية في مطار بغداد الدولي قبل 10 أيام بواسطة طائرة اميركية مسيرة.

إقرأ أيضاً: توفيق شومان لـ«جنوبية»: المواجهة بين أميركا وإيران مفتوحة على حرب محتملة!

ويشدّد المصدر ان “المهندس” الذي كان يشغل منصب نائب رئيس الحشد، كان هو القائد الحقيقي ومهندس مشروعهم  وثقة سليماني ومركز قوتهم الطموح جدا والهادئ وصاحب الخبرة، وبعد المهندس ما بقي من قيادات هزيلة هم شخصيات غير قيادية ستخلّف الفوضى، ولن يستطيع رئيس كتلة الفتح هادي العامري الذي حلّ مكان المهندس ان يسيطر على فصائل الحشد ابدا”.

ابو مهدي المهندس كان هو القائد الحقيقي للحشد و”مهندس” مشروعهم  ويحظى بثقة قاسم سليماني ومركز القوة الطموح جداً والهادئ وصاحب الخبرة

 وحسب مصدرنا العراقي، فان مشروع “المهندس” المدعوم من ايران الذي انكسر نهائيا برأيه “كان تحويل الحشد إلى اهم قوة عسكرية واقتصادية وتسليحية ومالية وامنية تتحكم بالقرار العراقي، وفي المرحلة الثانية من المشروع كان توحيد قيادة الحشد تحت امرته بدعم من سليماني، وطرد بعض القيادات واستيعاب اخرى على أن يكونوا تابعين لقيادة المهندس من اجل الحفاظ على وحدة القرار والقيادة وتجاوز حالات الخلاف بين فصائل الحشد أو انهاء علاقة بعض قادة الفصائل بدول اخرى”.

كسر هيبة الحشد وايران

وحول كسر هيبة ايران في العراق والحشد الذي برز في الايام الماضية من خلال استنكار الهجمات على القواعد الاميركية من قبل عدد من الرسميين العراقيين وهو لم يك يحدث سابقا، وكذلك عودة التظاهرات وشعار “ايران برّا” قال مصدرنا الحزبي العراقي “ان الكسر بدأ مع مظاهرات تشرين الاول واستمر تصاعديا الى يوم اغتيال الجنرال والمهندس وازداد مع الضربة الايرانية الضعيفة على عين الاسد، لكن الجماعة لازال بحوزتهم  قوة كاتم الصوت وهذه تثير رعب عند النخب وتمنعهم من الكلام والتصريح او تجبرهم على مدحهم او العمل معهم، وهو ما شهدناه امس مع اغتيال احد الصحافيين المشهورين أحمد عبد الصمد الذي يعمل في تلفزيون “دجلة” ومصوّر معه”.

وبرأي المصدر فان “الموقف النهائي الذي يمكن ان يؤمن توازن لصالح الشعب العراقي سيكون في ان تحافظ امريكا على مستوى القوة الذي اظهرته وهذا ما يساعد المعترضين على ان يكون اعتراضهم اكثر ويساعد اخرين ساكتين على اظهار اعتراضهم ،وبالنتيجة فان رد الفعل الايراني بالضربة الصاروخية كان تفاوضيا وهذه المرة الاولى التي تظهر هذه الحالة من سنوات بمعنى خلال المرات السابقة عندما كان سليماني حياً  كان رد الفعل الايراني يكون انتقاميا ثأريا حادا لكن مع رحيله مباشرة ظهرت القدرة التفاوضية وان كانت صاروخية ، بمعنى ان التغيير حاصل عما قريب والغرب يقرأ ذلك جيدا”.

ويخلص المصدر العراقي بقوله لـ”جنوبية” بأنه  ” بعد أن ابعد الايرانيون وحلفاؤهم في العراق حيدر العبادي عن رئاسة الوزراء منذ عام وقرروا الحكم بانفسهم اكتشفوا انهم غير قادرين على ادارة البلد، وان هذه المسؤولية ليست عملية زرع عبوة أو إطلاق صاروخ كاتيوشا في عتمة الليل لذلك امضوا السنة الماضية بحكم العراق بالتهديد والوعيد والتخويف الذي لايجيدون غيره”…

السابق
بالفيديو: إميل رحمة ينضم للسياسيين المطرودين.. وهذا ما قاله للـ«جديد»
التالي
إيران تثأر سينمائياً لسليماني.. إقتحام البيت الأبيض وقتل ترامب!