«السلطة» القاضية.. الإتفاق أسوأ من الإختلاف !

استقيلوا - لبنان ينتفض
لم يكن من السهل على اللبنانيين ان يخوضوا مغامرة حراك غير محسوب النتائج، تحول إلى إنتفاضة تشق طريقها نحو ثورة على أنفسهم في المقام الاول، ثم على الطغمة الحاكمة من أحاديات وثنائيات، وما لبثت أن انسحبت على كل الأشياء.

شرارة إندلعت في ذاك اليوم المجيد ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩، إندفعت في توقدها حارقة مراحل كان لا بد من تجاوزها، بعد أن إكتوى الثوار بنارها عند كل محاولة ولو خجولة لإستحقاق سياسي إنتخابي أو حتى معيشي

“قبضة الثورة” التي انتشرت في الساحات، لم تقو على التفلت كلياً من القبضة السياسية، بفعل الإستبداد التاريخي والمزمن الجاثم على الصدور من جيل إلى جيل، عبر إدارة البلاد بعقلية قبلية و زبائنية وسياسة الترهيب والترغيب المشهورة، والنفخ في أبواق الطائفية والمذهبية.

اقرأ أيضاً: تاريخ من الفساد يفجر 17 تشرين.. هل يستحق لبنان ثورة؟

المهمة شائكة ولكنها ليست مستحيلة، وهز عروش زعماء “الحرب والسلم” ليس بالهين، إذ ان لدى هذه الرؤوس الحامية المدبرة و المديرة لهذه “المافيا” السياسية خيارات وأوراق يلعبون بها ويتلاعبون فيها. الثورة في واد والسلطة في واد، بحسب منطق (لامنطق) الأمور وتسلسلها ومسارها.

رغم معرفة السلطة المستبدة مسبقاً ان مسار الأمور يشي بان الثورة لن تسكين، وان تأثرت وتيرتها صعودا أو خفوتاً، فهي تنصرف إلى التفكير في خطوات من شأنها إرساء أرضية خبيثة “صلصالة” تُغرق الحراك كما كل الناس ” وفي أحسن الأحوال، على الأرض ياحكم” فيفوز عليهم بالضربة القاضية.

إقرأ أيضاً: لبنان «رهينة» المستقبل السياسي لجبران!

الصراع بين أفيال السلطة الذين يدوسون على عشب الشعب، يتكتلون ضده على قاعدة “النظام المرصوص” يصمون آذانهم عن مطالبه، ويبيعونه مواقف رنانة متزلفة فارغة من أي مضمون.

ولكن على الرغم من نزاعات أركان السلطة وخلافاتهم العميقة التي تعوق تقدم أعمال البلد والحكومة، يبقى ان إتفاقهم أسوأ و أخطر من خلافهم.. انهم يتفقون على البلد وحراكه ! .

السابق
احتجاجات وقطع للطرقات رفضا للتسوية الحكومية!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الأربعاء في 4 كانون الأول 2019