لبنان «رهينة» المستقبل السياسي لجبران!

جبران باسيل
ما زال لبنان رهينة التجاذبات السياسية التي تهدد كيانه السياسي وأمنه الاقتصادي، وقد أصبح واضحا ان وزير الخارجية جبران باسيل هو المسؤول عن عرقلة الحلول، ويحاول فرض نفسه سياسيا في الحكومة رغما عن ارادة غالبية اللبنانيين من الحراك وحتى من رموز السلطة، الذين توافقوا على توفير حكومة انقاذ مؤلفة من اختصاصيين تقود المرحلة الخطيرة المقبلة.

لم يكن تصريح رئيس مجلس النواب نبيه بري عن “لبن العصفور” الذي قدمه للحريري قبل أسبوعين من أجل تسهيل تشكيله للحكومة المقبلة تصريحاً خيالياً، فقد أكدته الأوساط الإعلامية حينها، وهي أن “حكومة التكنوقراط” حازم على موافقة جميع أقطاب معسكر 8 آذار ومن ضمنهم حزب الله.

المفاجأة كانت الفيتو الذي رفعه الرئيس ميشال عون لحساب الصهر  وزير الخارجية ورئيس تياره الحر جبران باسيل.

“لا حكومة دون جبران باسيل”، هذا هو الفيتو، وباسيل أفصح لدائرته الضيقة أنه “إذا لم أتمثل في الحكومة القادمة فإن مستقبلي السياسي سوف ينتهي”.

اقرأ أيضاً: الثورة اللبنانية بعيون فرنسية: الحل بحكومة تكنوسياسية!

باسيل، بيدق حزب الله والغطاء المسيحي، وجوده السياسي أصبح في دائرة التهديد، وهذا أيضاً استدعى من الحزب العودة خطوة إلى الوراء، وطرح مبادرات جديدة تبقي حليفه ال في السلطة ومع أن العصيان المدني اشتدّ في الأسبوعين الماضيين والأزمة الاقتصادية تفاقمت، والسلم الأهلي تهدد مع غزوات “الشيعة” على ساحات الاعتصامات، فإن الموقف العوني الداعم لباسيل ما زال هو نفسه، ولم يتغيّر.

وفي الأسبوع الماضي وبعد تكثيف الضغوطات على رئيس الحكومة المستقيل من أجل القبول بترؤس حكومة تكنوسياسية وما رافقها من تهديدات بتشكيل حكومة لون واحد، تفاجأ الرأي العام اللبناني بالموقف الصلب الذي وقفه الحريري وبردّه غير المتوقع عبر بيان أصدره رفض فيه “التكليف”، نافياً ما لحق به من إفتراءات وإشاعات، وأنه يريد احتكار منصب رئاسة الحكومة، شارحاً “معروف من هو صاحب قول أنا أو لا أحد”، غامزاً بذلك من قناة باسيل، هذا الموقف أسقط ما بيد حزب الله وحلفاؤه الذين عادوا بعد أن استشعروا عمق الخسارة بخسارة الغطاء السني هذه المرة؛ وبدأت سياسة تدوير الزوايا التي يبدو أنها ما زالت فاشلة رغم أن الرئيس بري هو من يشرف عليها شخصياً.

اقرأ أيضاً: ثورة لا تعرف اليأس.. و«دقوا راسكم بالحيط»!

وفي آخر المعلومات وحسب مصادر إعلامية متطابقة، فإن الطرح الذي كان يقضي بتوزير باسيل وثلاثة وزراء سياسيين يمثلون أمل وحزب الله وشخصية سنية سقط، وأن الحريري يدفع بالمرشح السني المستقل سمير الخطيب ليترأس حكومة تكنوقراط وإختصاصيين بشكل كامل، وأن حزب الله في طريقه لقبول هذا الحلّ الذي فرضه صمود الحريري وصمود الشارع الثائر معه.

التيار الوطني الحر ما زال يرفض وزعيمه رئيس الجمهورية هذا الطرح رغم التهديد الذي يواجهه الوطن اقتصادياً وأمنياً، والقناعة أصبحت بفرض الحلّ الأخير “التكنوقراطي”، الذي يريده الشعب اللبناني بقوة ويتبناه الحريري، رغم ممانعة الرئيس وصهره، ورغم التهديد بفسخ “تفاهم مار مخايل”، الذي يقول مقربون من التيار أن باسيل لوّح فيه بوجه حزب الله. 

السابق
بيروت تلبي النداء.. مسيرة «بيروتية» من فردان الى ساحة الشهداء
التالي
حريق النجف ودخان الضاحية