روسيا تتوغل في الحسكة والرقة.. هل أحكمت القبضة على كامل سوريا؟!

روسيا
بعبارات تشريف وترحيب استقبل قائد قوات "قسد" القوات الروسية في الحسكة والرقة، فأين صديق الأمس الأميركي من كل ذلك؟!

ما زالت منطقة شرق الفرات في سوريا الأكثر تجاذباً للقوات الدولية المتصارعة على الأرض، حيث ولدّ الانسحاب الأميركي نهاية أيلول الفائت قلقاً لدى القوات الكردية من انتهاء فترة السيطرة على المنطقة وإعادة تحجيم نفوذهم أمام هيمنة النظام بدعم حلفائه.

القلق ولدّ مفاوضات مع النظام على عدة مراحل فرض فيها الطرفان شروطهما برعاية روسية، ووسط انشغال المشهد السياسي في المنطقة بوضع دول الجوار السوري وخاصة لبنان، عقدت اتفاقيات من تحت الطاولة كان أبرزها لقاء ترامب- أردوغان والذي اعتبرته القوات الكردية اعترافاً أميركياً بالتدخل التركي في منطقة شمال شرق الفرات وضوء أخضر لاقتطاع الحدود السورية من أيدي القوات الكردية.

إقرأ أيضاً: ما هو «الخط الأحمر» لنفوذ إيران في سوريا بالنسبة لروسيا؟!

هذا ما أدى لاتفاق بين الجانبين التركي والروسي في 22 تشرين الأول نتج عنه مذكرة تفاهم “لإنهاء وضع متوتر جدا على الحدود السورية التركية”. حيث اتفق الجانبان على عدة نقاط بشأن سوريا، أبرزها انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية إلى عمق 30 كيلومترا من الحدود التركية باتجاه سوريا، ومغادرة بلدتي تل رفعت ومنبج، بالإضافة إلى قيام القوات الروسية والتركية بتسيير دوريات مشتركة شمالي سوريا في نطاق عشرة كيلومترات من الحدود، ونشر حرس الحدود السوري والشرطة العسكرية الروسية على الحدود مع تركيا، بالإضافة إلى العمل من أجل تأمين عودة اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا.

واليوم في تصعيد جديد للانصياع الكردي للنفوذ الروسي، اتفقت قوات سوريا الديمقراطية مع القوات الروسية العاملة في سوريا على نشر قوات روسية ببعض بلدات محافظتي الحسكة والرقة. ونشر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، على “تويتر”، “تشرفنا اليوم باستضافة قائد القوات الروسية العاملة في سوريا، العماد ألكسندر تشايكو، لقد كان اجتماعا مثمرا للغاية، واتفقنا على نشر القوات الروسية في كل من عامودة وتل تمر)، الحسكة، وعين عيسى، والرقة، من أجل أمن واستقرار المنطقة” مضيفاً “نتطلع إلى بذل المزيد من الجهود المشتركة لمصلحة بلدينا”.

إقرأ أيضاً: قواعد أميركية إضافية شرق سوريا على مرأى من روسيا “العاجزة”

عبارات واضحة في كلام عبدي تظهر حجم التغلغل الروسي في الهيمنة على سوريا والتي بلغت العمق الاستراتيجي للمقدرات الاقتصادية متمثلة بأراضي القمح والقطن في المنطقة الشرقية وبالطبع آبار النفط وحقول الغاز.

فمن يكتب إذاً مستقبل المنطقة الشرقية في سوريا بين تركي يمتد على الحدود بحجة إعادة توطين اللاجئين، وروسي يتوغل في الداخل بحجة منع التوتر، وأميركي يرقب من بعيد ليحمي آبار النفط من خطر “داعش” حسب زعمه وإيراني يراقب بقلق الطريق الدولية الممتدة عبر العراق من معبر البوكمال.

السابق
عون يعد اللبنانيين: ستشهدون في المرحلة المقبلة ما يرضيكم
التالي
بالفيديو.. «تنين البحر» يُفاجىء اللبنانيين!