ما هو «الخط الأحمر» لنفوذ إيران في سوريا بالنسبة لروسيا؟!

روسيا ايران
من يمتلك اليد الطولى في سوريا؟ بعدما هدأت صوت المدافع، بدأت الأصوات تتعالى بين الحليفين النديين "روسيا وإيران"

في ظل صراع الدول المتورطة في النزاع السوري حول مرحلة ما بعد الحرب، يظهر واضحاً التجاذبات بين روسيا وإيران في تحديد من صاحب الهيمنة الفعلية أكثر على الأرض السورية.

وحول ذلك كتب الصحفي إيغور سوبوتين، في صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية المحلية، عن تحميل روسيا المسؤولية عن تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، ولعب دمشق على وتر الخلافات الروسية الإيرانية.

إقرأ أيضاً: انغيل: ترامب قدم هدية لروسيا وإيران وداعش!

ومما جاء في المقال أن المشاركة الروسية ساعدت في عملية مكافحة الإرهاب في سوريا، كما ساعدت إيران على تعزيز نفوذها في هذا البلد. وقد ورد هذا الاستنتاج في تقرير معنون بـ”شبكة التأثير الإيرانية في الشرق الأوسط” الصادر حديثاً عن معهد لندن الدولي للدراسات الاستراتيجية.

إلى ذلك، يجدر الانتباه إلى حقيقة عدم وجود رأي واضح حول الحاجة إلى علاقات وثيقة مع موسكو، في أعلى مراتب السلطات الإيرانية. فالتقرير الصادر حديثاً عن شركة RAND التحليلية الأمريكية، والذي يحلل المناقشات الدائرة في الجمهورية الإسلامية، يؤكد تناقض صورة روسيا في أعين النخبة العسكرية والسياسية في إيران.

وقد أشار باحثو راند إلى أن الإيرانيين لا يريدون أن يكونوا عرضة لأي تدخل أجنبي، ويصفون التعاون بين موسكو وطهران بالاضطراري، وثمة نظرة شائعة ترى في الملف السوري إمكانيات كبيرة لنزاع روسي إيراني محتمل في سوريا يحتاج لفتيل.

إقرأ أيضاً: هل تفعلها إيران وتمنح روسيا قواعد عسكرية في الخليج؟

لكن خبير المجلس الروسي للشؤون الخارجية أنطون مارداسوف، لا يرى ذلك، فيقول: “ولكن ينبغي أن نأخذ في الاعتبار أن موسكو وطهران تتفاعلان، بالإضافة إلى سوريا، في مسارات أخرى- في أفغانستان، ومنطقة بحر قزوين، وفي مجال التعاون العسكري التقني- وحتى تدهور العلاقات بسبب الملف السوري يستبعد أن يكون له تأثير أساسي على جودة العلاقات. ومن الواضح أن روسيا وإيران تنظران إلى بنية سوريا في مرحلة ما بعد الصراع بشكل مختلف”.

ويشير مارداسوف إلى أن من المهم بالنسبة لموسكو، في الوقت نفسه، أن لا تتجاوز إيران “الخط الأحمر” في تصرفاتها، فتجعل بعض المناطق السورية هدفاً للقوات الإسرائيلية.

وقال: “في المستقبل، ومع استمرار إضعاف قوات سوريا الديمقراطية، ستواجه روسيا مسألة كيفية ملء الفراغ في شرق سوريا: الدخول إلى هناك بشكل مستقل وتشكيل منطقة عازلة من القوات المحلية التي يمكن تحفيزها من قبل الرياض وأبو ظبي؛ أو السماح بتنشيط عمل الاستخبارات التركية مع القبائل؛ أو السماح بمزيد من التوسع في النفوذ الإيراني؟”.

السابق
خلدون جابر الى الحريّة: «تعرّضت للضرب»!
التالي
اللبنانيون.. مديرو مصارف صغيرة يديرونها في بيوتهم