هذا الفيلم الذي تنبأ بفايسبوك وانستغرام قبل عشرين عاماً!

جيرار

لأن السينما لا تتوقف عند شريط ملون يعبر عبر فريمات متلاحقة إلى العين، بل هي قراءة متجذرة للواقع من باب التاريخ استشرافاً لمستقبل تقرأه عدسة السينمائي قبل الجمهور وإذ بها تفاجئهم حين تتحقق النبوءة على أرض الواقع.

الكاتب جيرار غيلبرت نشر في “الاندبندنت” مقالاَ عن فيلم “أن تكون جون مالكوفيتش” الذي أنتج عام 1999 واستشرف حال الفرد إذا ما اقتحم حياة الآخرين وعاش الوحي معهم بفكره وهذا ما تحققه وسائل التواصل الاجتماعي عبر حالة الإيهام لتماثل الفرد مع الشخص الذي يتابعه على الفايسبوك أو تويتر أو انستغرام.

إقرأ ايضاً: «سأكون بين اللوز» فيلم سوري لاجئ بإنسانية عالية

كتب جيرار: “تخيلوا للحظة أننا نعيش في عام 1999، وأن العالم بأسره يمتلك منفذاً مباشراً إلى ذهن بيل كلينتون. ستُرفض هذه الفكرة لكونها سخيفة، بالطبع – ولأنها خيال علمي، أو ربما إذا كنتم مونيكا لوينسكي، ستعتبرونها تبرئة. ومع ذلك، بعد 20 عاماً، بات الكوكب بأكمله يمتلك بوابة مفتوحة على ذهن دونالد ترمب، حيث يستخدم الرئيس الأميركي الخامس والأربعون موقع تويتر للرد مباشرة على أي شيء وكل شيء.”

وتابع يشرح عن بناء الفيلم: “في 29 تشرين الأول من عام 1999 ، شهدت دور السينما في الولايات المتحدة عرض فيلم “أن تكون جون مالكوفيتش”، وهو أول عمل سينمائي للمخرج سبايك جونز والكاتب تشارلي كوفمان. يقوم ببطولة الفيلم جون كوزاك في دور كريغ، وهو محرك دمى أشعث وعاطل عن العمل، وزوجته ذات الشعر المنفوش والمهووسة بالحيوانات الأليفة (كاميرون دياز ـ التي لا يمكن التعرف عليها بعد أدائها المذهل لدور الحسناء الشقراء تينا في فيلم “ذا ماسك” (القناع) قبل بضع سنوات) التي تشجعه على قبول وظيفة أرشيفية في شركة غريبة. وضمن اللامنطقية الكلاسيكية لهوفمان نجد أن الشركة موجودة في الطابق السابع والنصف حيث تقع بين الطابقين السابع والثامن في بناء يحتوي على مكاتب، ويضطر الموظفون إلى خلع أبواب المصعد كي يخرجوا منه، ومن ثم السير شبه مطويين على أنفسهم بسبب الأسقف شديدة الانخفاض.”

وعن وصف الفيلم: “خلال عمله في هذه البيئة الشبيهة بمزيج من أجواء حكايتي المسخ لفرانز كافكا وأليس في بلاد العجائب للويس كارول، يكتشف كريغ منفذاً يوصله مباشرة إلى رأس الممثل جون مالكوفيتش – حيث يختبر حياة الفنان لمدة 15 دقيقة قبل أن يُلقى به على قارعة طريق سريع في نيوجيرزي.”

إقرأ ايضاً: فيلم الـJoker ورقم قياسي جديد

أما التقاطع فجاء عبر مقاربته حيث قال: “يمكن تشبيه ما تقدمه تلك البوابة بحسابات المشاهير على موقع إنستاغرام – ما عدا أن إنستاغرام غير إجباري – لكن قبل عقد من الزمن من اختراع موقع مشاركة الصور. يشاهد كريغ مالكوفيتش وهو يختار لون مناشف الحمام الخاصة به من كتالوج، وهو يأكل وجبة الإفطار، وهو يطلب سيارة أجرة ويقوم بأنشطة دنيوية أخرى، بنفس الطريقة التي يمكن أن يرى بها أتباع تايلور سويفت أو كيم كارداشيان البالغ عددهم 100 مليون شخص ما تقومان به في يومنا هذا. ومثل مشاهير انستاغرام حالياً، يحوّل كريغ تلك التجربة إلى فرصة عمل تجاري عندما يتعاون مع زميلته الجذابة في العمل ’ماكسين’(الممثلة كاثرين كينر) ليقوم بتقاضي مبلغ 200 دولار من المقامرين مقابل قضاء 15 دقيقة داخل رأس مالكوفيتش.”

السابق
الناشطة دانا حمود الى الحرية: لست نادمة!
التالي
رهان خاطئ ولا «مناقصات».. ماذا وراء الصحوة المفاجئة لوزارة الطاقة؟