الحريري يقاوم بالإقالة والإستقالة من 7 أيار إلى 17 تشرين

الحريري
لم تستطع حملة حزب الله العسكرية في 7 أيار 2008 على بيروت والجبل، ان تنهي سياسيا رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وتبعده عن السلطة، فقد تمثل بعده تياره بقوة في حكومة ما بعد اتفاق الدوحة، عبر حكومة رئسها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة.

وفي شباط 2011 جرى استبعاد سعد الحريري عن رئاسة الوزراء ليأتي حزب الله وحلفاؤه بصديق آل الأسد نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة 8 آذار، فكانت حكومة اللون الواحد الفاشلة التي حكمت عامين سقطت، ليعود الحريري مجددا ويتقلّد منصب الكرسي الثالثة أقوى من السابق.

اليوم يتجدد الهجوم على سعد الحريري من قبل نفس الاطراف في محاولة لاستغلاله واستنزاف شعبيته عبر وضعه في مواجهة الحراك الشعبي ومواجهة العقوبات الاميركية على حزب الله وبيئته، وكذلك مواجهة تعنّت “العهد القوي” وصهره الذي يتشبّث بمكاسبه وبشبكات الفساد التي تنخر الدولة ماليا وإداريا.

اقرأ أيضاً: «سموم» المحاصصة تنبعث من مشاورات التكليف والتأليف!

فلم يكن مشهد أمس الاثنين مع هجوم انصار حزب الله وحركة أمل على خيم المحتجين وحرقها في بيروت والجنوب غير تكرار للمشهد الذي سبقه قبل شهر تقريبا عندما أرسل التنظيمان الشيعيان بلطجيتهم للاعتداء على المحتجين على جسر الرينغ في بيروت ثم الهجوم على ساحة رياض الصلح وتحطيم الخيم وضرب المعتصمين فيها، لذلك فان الرئيس الحريري كان رده واحدا في كلتي الحالتين، فهو أعلن استقالته من رئاسة الحكومة في نفس اليوم الذي جرى فيه الاعتداء الاول في 29 من شهر الماضي، وكرّر نفس الردّ اليوم عندما اصدر بيان رفض تكليفه بتشكيل الحكومة، بعد اقل من 24 ساعة على الاعتداء الهمجي على المتظاهرين وحرق خيامهم من قبل نفس الاطراف المستقوية بسلاحها التي تضع نفسها فوق القانون، ليحسم بذلك الحريري خياره نهائيا، انه لن يكون الا بجانب الشعب وثورته.

 فقد أدرك  الحريري ان الهجومين شبه المسلحين على المتظاهرين غايتهما ليس فقط ترهيب المحتجين، وانما ترهيبه هو أيضا ويدخل ضمن الضغط السياسي والأمني الذي يمارسه حزب الله على القوى السياسية للقبول بشروطه لتشكيل الحكومة، وهو هذه المرة ” بق البحصة” في بيانه اليوم الذي اصدره رافضا فيه التكليف، فقال:

“عندما أعلن للملأ، في السر وفي العلن، أنني لا أرى حلا للخروج من الأزمة الإقتصادية الحادة إلا بحكومة اخصائيين، وأرشح من أراه مناسبا لتشكيلها، ثم أتبنى الترشيح تلو الآخر لمن من شأنه تشكيل حكومة تكنو-سياسية، أواجه بأنني أتصرف على قاعدة “أنا أو لا أحد” ثم على قاعدة “أنا ولا أحد”. علمًا ان كل اللبنانيين يعرفون من صاحب هذا الشعار قولًا وممارسة. وأسوأ الإنكار هو ان من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قرارًا من “سعد الحريري المتردد” لتحميلي، زورًا وبهتانًا، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة”. لذلك ” أعلن أنني متمسك بقاعدة “ليس أنا، بل أحد آخر” لتشكيل حكومة  تحاكي طموحات الشباب والشابات”.

الردّ العنيف من الطرف الاخر اتى قبل ساعات قولا وعملا. فقد كتب موقع العهد التابع لحزب الله قبل قليل ما نصه:

“من الذي يُعرقل تشكيل الحكومة؟ المعرقل بات أشهر من نار على علم، فإنّ “المعرقل هو من يصر على حكومة “تكنوقراط” رغم أنّ قوى سياسية بارزة، ولها ثقلها في السياسة الداخلية تطالب بحكومة تكنوـ سياسية. المُعرقل هو من يُظهر عدم تمسكه برئاسة الحكومة، رغم تمسكنا به ـ وهذا في النهاية شأنه ـ لكنّه يعمل على ترشيح أسماء بديلة عنه، وما إن يتم الاتفاق معها حتى يبدأ المراوغة، وتبدأ التسريبات عن عدم قبوله بالاتفاق العتيد، ما يسحب الغطاء عن رأس “السني” المرشّح للرئاسة الثالثة. هل عرفتم من هو المعرقل؟ إنّه الحريري، تقول المصادر لـ”العهد”.

اقرأ أيضاً: بين من يهلل للدولة وآخر لـ7 أيّار.. إنذارٌ بالفتنة!

أما عمليا فقد بدأ الردّ بعد ظهر اليوم الثلاثاء، بتنظيم المسيرات الداعمة لحزب الله ولحليفه رئيس الجمهورية ميشال عون  في بعلبك وبعبدا، برعاية الحرس الجمهوري.

غضب حزب الله من موقف الحريري الذي تنازل فيه عن التأليف والتكليف، تحيله أوساط اعلامية عربية، “الى أنّ الحريري يدرك تماماً عمق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، خصوصا القطاع المصرفي فيه، وأنّ لا مجال للحصول على أي مساعدات عربية أو دولية، خصوصا من الولايات المتحدة، في حال تمثّل حزب الله في الحكومة. وتتوقع الأوساط اللبنانية استمرار الأزمة السياسية في لبنان طويلا في ظلّ إصرار حزب الله على تشكيل حكومة على مقاس طموحاته التي تصبّ في تحويل لبنان إلى مجرّد ورقة إيرانية”.

السابق
بالفيديو.. ازالة الاعلام اللبنانية من قبل مناصري «حزب الله» في بعلبك!
التالي
بعد تداول أسماء للحكومة على أنّها اقتراحاته.. توضيح من الحريري