نصرالله وبري.. خطابان «لا يسمنان ولا يغنيان من جوع»!

نصرالله بري
لم تتناسب كلمتا نصرالله وبري يوم أمس مع حجم التوترات التي يشهدها لبنان ولم تأت في صلب اهتمامات الناس.

نجح المأزق بالانتقال  بين الدولة  والحراك الشعبي  و البنك المركزي وسعر صرف العملة اللبنانية. و بعد الإستماع لكلمة الرئيس نبيه بري المقتضبة والتي أجّل فيها الجلسة التشريعية الى الاسبوع المقبل، وبدت و كأنها رتّبت وهُرّبت على عجل في سياق لحظة تاريخية لا مبرّر  لها في الزمان والمكان، اذ كان بمقدور النائب انور الخليل ان يتلو هذا البيان بنجاح. واذا أضيف ما  جاء في كلمة السيد حسن نصرلله،  فإن الخطاب كان دون  مستوى توقعات  الجماهير، اذ الناس كانت تنتظر شرحا عن مازق الدولة وكيفية ردم الثغرات بينها وبين آمال الشعب اضافة للتوق لمعرفة  اسباب التأخر في تشكيل الحكومة وعن ماهيتها وما موقف الحزب منها اكانت سياسية ام تكنوقراط ام شبه عسكرية وما هي الخطوات المرتقبة وما هي الاحتمالات للصراع.

اقرأ أيضاً: من «محاسن» الثورة..


كانت كلمة القائد حسن نصرلله لا تناسب لحظة استنفار وتوتر وقلق وانتظار ولهفة الناس لانها لم تُضف اي معلومة جديدة فالجميع يعرف ان من واجبات القضاء اللبناني محاسبة المجرمين ماليا كما ليست مهمة المواطنين جمع الادلة ضد الفاسدين لتشكيل ملف قانوني بل من واجبات ممثلي الشعب واجهزة رقابة الدولة  والنيابات العامة كما الجميع يعرف ان الاميركي يقف بالمرصاد لأي تقارب مع اي دولة تدخل ضمن عقوباته أكانت ايران ام الصين ام روسيا، اما الحديث عن الزراعة فجيد وجميل الا انه اتى من خارج نصّ اللحظة المتعمقة بمأزقها في الشارع وفي العمل وفي لقمة العيش وسط قرع التنك والطناجر وتوقف المصارف عن اعادة مال الناس لاصحابها في ظل تكهنات وتوقعات مالية صمت عنها الحاكم المركزي.

لم تأت خطوتي حركة أمل وحزب لله برفع السرية المصرفية عن نوابهما و وزرائهما ورؤساء بلدياتهما ومدرائهما وموظفيهما في لحظة وطنية هادئة ولا في لحظة أخلاقية-إيمانية بل حصلت في زمن انفلات الشارع على كل الاحتملات وضمن شروط سيدر لوقف الهدر المالي ومكافحة الفساد تحت ضغط مطالب حراك شعبي ما عاد يحترم ولا يوقر أحد وهذا امرٌ يحزننا ولا يفرحنا لان القرار بدا كأننا مرغمون عليه.

لم تكن اطلالة الرئيس نبيه بري موفقة ولم يكن خطاب السيد حسن نصرلله في صلب اهتمامات الناس وكأن الثنائية الشيعية قررت في اللحظة الأخيرة التزام الصمت وعدم البوح بأي معلومات .
كأن الثنائية الشيعية محرجة او في مازق مؤلم او في مرحلة استهداف مباشر او غير مباشر لشعورها انها في عين العاصفة وفي قلب الاحداث.
تحدث الحاكم المركزي دون ان يقول شيئاً

كان يوما سيئاً على اللبنانيين الذين انتظروا اخباراً تخفف من توترهم فجاءت الاخبار بما يزيد من قلقهم و من أرقهم.

بعض طروحات الحراك الشعبي تلامس العبثية والشبه فوضى وجنون الا ان ردّ السلطة غير المتجانسة مستفحل في الغباء والارباك.
لا تقوم سلطة الا على انقاض سلطة فيا ويلنا ان قامت سلطة شعب على انقاض الشعب نفسه .
صديقك من صدقك وليس من يعطيك من طرف اللسان حلاوة ثم يروغ منك كما يروغ الثعلب.

السابق
أرودغان: سأبلغ ترامب أن واشنطن لم تنفِّذ الاتفاق!
التالي
بعد رغبة الموفد الفرنسي بلقاء ممثلين عن المجتمع المدني.. هكذا جاءه الردّ!