«المجاهدون» يركبون موجة الإحتجاج: نحن نئن وكوادرنا يبذخون !

التظاهرات في لبنان
لقد بدأ يظهر في الأفق انقسام الرأي بين القاعدة والقيادة لحزب الله حيال الحراك الشعبي المطلبي الذي عبرت عنه موجة الاعتراضات حول الأوضاع المعيشية والحياتية الصعبة، هذه الموجة التي عمت البلاد من شرقها إلى غربها، ومن جنوبها إلى شمالها، ومن جبلها إلى العاصمة وقلبها.

وفي ظل كل ذلك ظهر هذا الانقسام في الرأي من خلال الرسالة المطلبية التي وجهها بالأمس بعض المحازبين لأمين المقاومة السيد حسن نصر الله يبُثُّون فيها أوجاعهم المتراكمة منذ عقود، بالخصوص في الجانب الحياتي والمعيشي أمام ما يرون من فساد في الدائرة التنظيمية الحزبية، وقد صيغت الرسالة كشكوى مكتوبة لتُرسل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لأمين المقاومة ، ويبدو فيها بوضوح عدم الانسجام الواقعي بين القاعدة ومقررات القيادة.

فبعد ان وزعت مواقع التواصل ارشادات من قيادة الحزب للمناصرين تحذّر من التظاهرات المطلبية وتشكك بالجيش وقيادته أبرزها ان ” الاشتراكي والقوات والمردة يمسكون مفاصل الطرق مع شباب من المستقبل وإسلاميين في صيدا وطرابلس، كذلك انها محاولة انقلاب على سلطة منتخبة ديموقراطياً من اقل من سنتين بكل ما للانقلاب من معنى. تم توزيع الأموال عبر مصارف في مناطق جبيل والشمال وغرفة العمليات موجودة في احدى السفارات الكبرى. وأيضاً ان جمعية المصارف والجامعة الاميركية في بيروت تتلقيان التعليمات من السفارة الكبيرة والهدف شل البلد، وقيادة الجيش مصرة على التدخل لمصلحة طرف واحد.

إقرأ ايضاَ: «هيئة تنسيق الثورة» تحدد مطالبها: لاستقالة الحكومة فوراً!
بالمقابل ظهر هذا المنشور وهو عبارة عن رسالة من قاعدة الحزب الى امينه العام جاء فيه:

“رسالة من المجاهدين إلى سيد المقاومة .. السلام عليك يا سيد المجاهدين ، وبعد …

لقد نفدت ذخيرة الأمل لدينا إلا منك أنت وحدك دون سائر المسؤولين الذين غرق جلّهم في بحر التمحيص المتلاطم ! فأنت كل الأمل وعليك كل الرهان . يا سيدنا ، لقد تبلغنا من المعنيين أن المشاركة في حراك الناس ممنوعة علينا، ونحن نشعر كأبناء ثورة الحسين أننا ننتمي لتلك الساحات، ونشارك الناس وجعهم وألمهم، ولكننا نلتزم أوامرك الحكيمة.

يا سيدنا، بتنا حين نئنّ من الوجع أو ننتقد أخطاء مسؤولينا نتعرض للأذى المعنوي من المسؤولين، ونتهم بنوايانا تجاه المقاومة، وحين نسأل عنك يقال لنا:  إن السيد – لظروفه الأمنية – لا يعلم، وإن من حوله يوصلون إليه ما يريدون فقط، ويصورون له الأمور وردية جميلة، أفتراك يا سيدنا حقاً لا تعلم ؟ يا سيدنا ، إن أغلب المجاهدين يكابدون الحياة ، ويضطرون بعد عملهم الجهادي للعمل بدوامين أحياناً حتى يتمكنوا من دفع إيجارات منازلهم وإطعام أطفالهم ، وجُلُّهم يعجز عن تأمين قوته وقوت عياله حتى إننا أحياناً نعجز عن دفع فارق ضمان للهيئة الصحية في شراء الأدوية أو في المعاينات !

رواتب معظمنا تتراوح بين ٥٠٠ و٦٠٠$ فيما إيجارات البيوت القابلة للسكن تبدأ من ٤٠٠$ فما فوق، هذا ولم نتحدث بعد عن الماء والكهرباء ورسوم البلدية وباقي ضروريات الحياة .

كل هذا يا سيدنا،  ونحن نرى كثيراً من مسؤولينا – إلا من رحم ربي – يعيشون حياة البذخ والترف ولا يفكرون بإيجارات ولا طبابة ولا كهرباء ولا سواها ، بل معظمهم يسكنون في أفخم الشقق ويركبون هم وزوجاتهم وأولادهم أغلى السيارات ! ولا تراهم إلا في المطاعم الفخمة ومحلات الملابس الفاخرة ، وحين نتساءل بيننا عن كل ذلك نتلقى الأجوبة المكررة بأن أهل المسؤول أغنياء ، أو – كما العادة – السيد لا يعلم !!

يا سيدنا ، أنت قلت : إن راتبك ١٣٠٠$ ، ونحن نوقن أنك لم تطلب الدنيا يوما وأن الشهادة مطلبك الوحيد ، ولكن ألا تسأل كثيراً من مسؤولي القطاعات والأقسام والمناطق والوحدات والمعاونيات عن مصادر أملاكهم ؟! حتى أن مسؤول الشعبة في الحزب – إلا من رحم ربي – بات متهماً بالترف من أموال التبرعات التي يصرفها على ملذاته ، ومن هدايا المتمولين والأغنياء وأصحاب المؤسسات ومولدات الكهرباء وغيرها .

من أين لمسؤولين عاشوا طوال عمرهم في الفقر أن يصبحوا اليوم أصحاب إمبراطوريات مالية ؟!

أنصرْ المجاهدين والجرحى واسألْ المسؤولين : من أين لهم هذا ، فكثير منهم باسم المقاومة والشهداء سرقوا ونهبوا وانتهكوا الحرمات واعتدوا على شعبك . فلا ترحمهم لأنهم كالسرطان لا يخدمون سوى الأعداء ، وقد نكتشف يوماً أن بعض من نقدسهم هم من العملاء . أعِدْ يا سيدنا للمقاومة بريقها، وانفض عنها غبار الفاسدين وكن إلى جانب الشعب المنتفض لأجل مستقبل أولادنا ، وكلنا معك ورهن إشارتك .

والسلام عليك وعلى إخوانك المجاهدين ورحمة الله وبركاته .. ” .

السابق
الطرقات يوم غد مقطوعة.. وهذه التفاصيل
التالي
في الجنوب.. محتجون يقطعون الطريق بأجسادهم!