تعقيدات المشهد في شرق الفرات.. من يمتلك النفوذ بعد أميركا؟!

تركيا
ما يزال المشهد على الحدود السورية التركية مريباً ينتظر إعلان أنقرة توغلها بشكل مفرد ظاهرياً شرق الفرات بالاستعانة بفصائل «الجيش الوطني السوري» وضبابية مستقبل النفوذ أمام خطر عودة «داعش»

انتقد المبعوث الأميركي السابق لدى التحالف الدولي لمواجهة «داعش»، بريت ماكغورك، ما وصفه بالـ«عيب المتكرر» في جوهر السياسات الخارجية للولايات المتحدة في جميع المجالات، معتبراً أنّ «ترامب اتخذ قراراً متهوراً بالمثل» عندما كان في منصبه وهو ما دفعه إلى الاستقالة. وحذر ماكغورك من أنّه ليس لدى تركيا أي نية أو رغبة أو قدرة على إدارة 60 ألف محتجز من عناصر «داعش» في مخيم الهول، مبيناً أنّ «الاعتقاد بخلاف ذلك هو مقامرة متهورة على أمننا القومي»، وذلك رداً على تصريح ترامب: «يجب عليهم أن يراقبوا (الأتراك)، مع الاتحاد الأوروبي والآخرين، مقاتلي داعش المحتجزين وعائلاتهم. الولايات المتحدة فعلت أكثر بكثير مما توقعه أحد في أي وقت مضى، بما في ذلك السيطرة على 100% من خلافة داعش».

إقرأ أيضاً: ترامب يتخلى عن حلفائه الأكراد ويبيعهم لتركيا!

بدورها، علقّت مستشارة الأمن القومي في إدارة الرئيس باراك أوباما، سوزان رايس، في مقالة نشرتها مجلة «ذا أتلانتك» قائلةً: «على الرغم من أنني أعترف بالتكاليف الباهظة التي ستترتب عن وضع حدود لتحركاتنا، ولست راضية ولا فخورة بالاعتراف بذلك، إلاّ أنني أعتقد أننا كنا صائبين بقرارنا عدم التورط بشكل عميق أكثر على المستوى العسكري في الحرب الأهلية السورية». وفي السياق نفسه، ربط الخبير العسكري، ماكس هومان، بين قرار ترامب الانسحاب من سوريا وإعادة انتخابه في العام 2020، فعبر الانسحاب من سوريا يكون ترامب الذي انتخبه الأميركيون على «أساس الخروج من هذه الحروب اللانهائية والسخيفة»- كما يقول- قد وفى بوعده. وقال هوفمان: “يريد أن يقول إنّه هزم «داعش» وأعاد الشباب (الجنود الأميركيون) إلى الديار».

في المقابل، تحدّث أستاذ العلوم السياسة في جامعة صلاح الدين في إربيل، رضوان باديني، عن إمكانية لجوء الأكراد إلى حليف قوي آخر مثل روسيا. وقال في حديث مع موقع «فويس أوف أميركا»: «ما زالت هناك فرصة تتمثل بلعب روسيا دوراً في التوسط بين الأسد والأكراد»، مضيفاً: «أن تكون روسيا إلى جانبك، على الرغم من أنّها حليفة مقربة للنظام، أفضل بكثير من ترك تركيا تحتل المنطقة الكردية». بدوره، لفت المحلل المتخصص في الشأن السوري، نيكولاس هيراس، إلى أنّه سبق لروسيا أن أوضحت للقوات الكردية بأنّها «لن تضغط من أجل السوريين الأكراد في دمشق»، موضحاً: «تريد سوريا استسلام قوات سوريا الديمقراطية للأسد، وبعدها يمكن أن تحظى بحماية الأسد من تركيا».

توازياً، اتسم موقف إيران، حليفة دمشق وشريكة تركيا في مسار أستانة، من عملية «المنطقة الآمنة»، بالتوازن الحذر فبعدما «تفهّم» وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في اتصال مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو باعتباره اتفاق أضنة «أفضل اتفاق بين سوريا وتركيا من أجل إزالة القلق»، أبلغه أنّ طهران «تعارض» عملية عسكرية في سوريا، وشدّد على ضرورة «احترام وحدة أراضي (سوريا) وسيادتها الوطنية وعلى ضرورة مكافحة الإرهاب وإحلال الاستقرار والأمن في سوريا».

إقرأ أيضاً: بين «الجنون» و «التسرع».. الفرات يغمر أوراق السياسة الأميركية في سوريا

وفي ظل ردّ الخارجية التركية على تصريحات بلدان أخرى بشأن «المنطقة الآمنة»، بالقول «مصممون على إنشاء “المنطقة الآمنة” شرق الفرات» وتصريح رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون القائل: «من أجل استقلالنا ومستقبلنا، سيستمر كفاحنا ضد الإرهاب دون انقطاع ولا هوادة داخل وخارج حدودنا»، ينتظر الأكراد الرصاصة الأولى. فمتى وكيف ستُطلق؟

السابق
إعلان هام من المحكمة الدولية لمن يملك معلومات عن عياش
التالي
بعد خبر فقدان 9 مليون دولار.. هذا ما أوضحته وزارة التربية