سنّة العراق.. حذر من المشاركة بالاحتجاجات ودعم عبر «المنصات»

الاحتجاجات العراق
ليس خفياً ان الاحتجاجات في العراق انطلقت من البيئة الشيعية، في المناطق ذات الغالبية الشعبية التي شكلت في الفترات السابقة القاعدة الشعبية للقوى الشيعية الحاكمة، لذلك يطرح مراقبون تساؤلات حول دور الكتلة السنية العراقية وموقعها مما بجري، علما ان ايران نجحت في استقطاب النخبة الحاكمة التي وصلت الى البرلمان بدعم ايراني.

في هذا السياق قال موقع “Middle East Eye” البريطاني، إنه رغم ما تشهده شوارع العراق من أمواج المظاهرات المتلاطمة احتجاجاً على البطالة والفقر ونقص الخدمات، فإنَّ الكثير من المُسلمين السُنَّة في البلاد يتردّدون في النزول إلى الشوارع، خوفاً من اتهامهم بالتطرف أو التعاطف مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وحسب الموقع البريطاني، رغم حساسية مشاركة السنة في التظاهرات فإن هناك من شارك في مظاهرات عبر الإنترنت على منصات التواصل الاجتماعي، جنباً إلى جنب لكل الذين يتوقون للتغيير في محافظات الأنبار، وصلاح الدين، وكركوك، والموصل.

إقرأ أيضاً: العراق.. الجيش ينسحب من مدينة الصدر بعد سقوط 8 قتلى

تقول تهاني صالح، البالغة من العمر 30 عاماً، في حديثها مع موقع Middle East Eye البريطاني، إن اهل السنة في البلاد غاضبون، ولكن الكثير منهم يخشى الظهور.

وأضافت: «لا يزال أهل الموصل يعانون من حالة الدمار التي خلّفها تنظيم داعش، ولم تفعل الحكومة شيئاً سوى إهمالنا، وإذا تظاهرنا فإننا نجازف بوصمِنا واتهامِنا بالتصرّف على غرار داعش والسعوديين والبعثيين وما إلى ذلك».

وتابعت تهاني أن المتظاهرين السنَّة كانوا قلقين أيضاً من أنهم قد «يؤثِّرون سلباً» على حركة الاحتجاجات، بتعريض النشطاء الآخرين لمثل هذه الاتهامات على يد الساسّة وجماعات المصالح، الذين يودون إلقاء اللائمة عليهم _ وتصوير المظاهرات على أنها تخريبية.

وقالت: «سنستمر في الاحتجاج عبر الإنترنت، بينما نتأكَّد من أن رسالتنا واضحة، وأن الذين يعبرون عن أملهم سيكونون في أمان، ويمكننا التصرّف على نحو مختلف، ولكن الأمر حينها سيكون أكثر خطورة».

وقال ناشط من محافظة الأنبار، فضَّل عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته، إن «مجموعة تدّعي أنها تنتمي إلى مجلس الأمن الوطني العراقي في الأنبار أعدّت قائمة بأولئك الذين يدعمون الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي».
وقال: «ثلاثة ممن تعرَّضوا للتهديد أصدقاء شخصيون لي، وأُلقي القبض عليهم، اتُّهموا بأنهم إرهابيون لمجرّد التعبير عن رأي لا يُعجب الحكومة».
وقال عمر حذيفة، وهو ناشط من محافظة صلاح الدين: «تلقيت رسالة تهديد من الأمن الوطني، وقالوا إن لديهم صوراً من كل منشوراتي التي أبديت فيها دعماً للمظاهرات. وقد أخبروني أنني إذا واصلت نشر المزيد من مثل هذه الأشياء -ويقصدون أي شيء يتفق مع احتجاج بغداد- فسوف يُلقى بالقبض عليّ».

السابق
ايران تفاوض حول العقوبات على لبنان؟
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 7 تشرين الأول 2019