هذه هي مقومات «الصمود والتصدي» للأزمة المالية!

الهجرة
مع تضخم الأزمة المالية بسبب العقوبات الاقتصادية والمديونية العامة وسياسة الجباية التي تفرضها الدولة اللبنانية كل يوم، يترافق كل ذلك مع مقررات من المرجعيات النقدية تزيد الطين بلة سيما ما تعزم عليه الأسبوع المقبل على صعيد تمويل استيراد البترول والقمح والدواء بالدولار وتثبيت سعر صرفه فقط لهذا الغرض من قبل حاكم مصرف لبنان بالتنسيق مع الحكومة ووزارة المالية مما يهدد بخسارة لبنان المزيد من عملاته الصعبة في المدى القريب ويزيد في الأزمة المالية بدلاً من حلحلتها!

فأمام كل هذا الواقع المرير الذي يعصف بالبلاد، يعقد اللبنانيون الأمل على كدِّ أبنائهم في بلاد الاغتراب، ويقطع اللبنانيون أملهم بساسة البلاد الذين كان انتخابهم الأخير وما قبله عبأً على الخزينة والشعب، فالشعب أتى بهم ليجلسوا على الكراسي ويتفرجوا على السفينة وهي تغرق دون أن يسعى أحد لحلول جادة، لأن الفتق اتسع على الراقع، وهذا ما خلفته سياسات هؤلاء في العقود الثلاثة الماضية!

اقرأ أيضاً: من «يزرع» الكوارث السياسية «يحصد» الإقتصاد المر!

 وبجردة سريعة لمقومات الصمود الاقتصادي لا نجد إلا باب الهجرة مفتوحاً للشباب اللبناني الذي يغادر بصمت لاعناً ساسته ومخلفاً آمالاً على مستقبل الانتشار في أرض الله الواسعة، فلا البنوك في مأمن، ولا العملات الأجنبية في مأمن، ولا العملة الوطنية في مأمن، ولا سوق العقارات في مأمن، ولا أسواق العمل المحلية في مأمن، ولا ثروة النفط والغاز في مأمن؛ وكل ما يبحث عنه السياسيون الآن هو: “قانون انتخابي جديد يضمن بقاءهم في السلطة”، إلى جانب لهثهم وراء قروض سيدر ووراء إقرار موازنة جديدة لتمويل الانتخابات النيابية المقبلة!

في الوقت الذي نام فيه ملف النفط والغاز في أدراج اللجان النيابية، كما نامت كل المشاريع الإنتاجية الفعلية التي كان يتأمل اللبناني أن تؤمن للدولة بعض الواردات علها تريحه قليلاً من أعباء فرض المزيد من الضرائب، وحتى مشروع قوننة الحشيشة نام في أدراج اللجان النيابية، ولم يبق للبنانيين سوى كثرة كلام السياسيين في كل مناسبة عبر الإعلام الموجه والمسيس وغير العادل وغير الموضوعي حول هذه الأمور.

اقرأ أيضاً: ليس بـ«الحاكم» وحده تحيا أزمة المال!

فالسياسيون اللبنانيون باتوا معروفين بكثرة الكلام ونُدرة العمل وهم يرددون كل يوم نشيد البلاد: “كلنا للوطن للعلا للعمل” كذباً وزوراً.

ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود…

السابق
تعميم من جمعية المصارف يتعلق بالقروض.. ماذا في التفاصيل؟
التالي
ترامب يعيد احياء «صفقة القرن» ويستعجل إعلانها!