في آخر تطورات هجمات أرامكو، نشرت مواقع أميركية، اليوم الاثنين، صورا جوية التقطت بالأقمار الصناعية، لأعمدة دخان المتصاعدة من منشأتي بقيق وخريص النفطتين في السعودية، وأظهرت الصور أنّ الهجوم استهدف 17 موقعا داخل المعملين المستهدفين في الموقعين التابعين لـ”أرامكو”، فيما شكك مسؤولون أميركيون أن تكون الهجمات تمّت بطائرات مسيرة، مرجحين أن يكون الاستهداف بصواريخ كروز أطلقت إما من العراق أو إيران.
من جهته أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ عن “قلق بالغ” ازاء تصاعد التوتر بعد الهجوم، متّهما إيران بـ”زعزعة” المنطقة.
قال المتحدث باسم التحالف العربي الذي يشنّ حملة عسكرية في اليمن ضدّ الحوثيين، إنّ الأسلحة المستخدمة في الهجوم على منشآت نفطية في السعودية “إيرانية”.
اقرأ أيضاً: الإستهداف الحوثي لمنشأتين سعوديتين في «آرامكو» ينذر بإحتمالات عسكرية خطيرة
في السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنّ الهجمات التي شنّها الحوثيون على منشآت النفط في السعودية هي “دفاع عن النفس”. وصرح في مؤتمر صحافي في أنقرة جمعه إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، إنّ “اليمن مستهدفة بعمليات قصف يومية… والشعب اليمني مجبر على الرد، انهم فقط يدافعون عن أنفسهم”.
وكانت الخارجية الإيرانية قد اعتبرت أن اتهامات واشنطن لها “واهية ولا أساس لها”، وأنها تشبه مخططا استخباراتيا لتشويه سمعة إيران كأرضية لإجراءات أخرى ضدها.
وفي إطار الرد على الموقف الإيراني شكك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعدم مسوؤلية إيران، معلقاً في تغريدة نشرها عبر حسابه الخاص على موقع “تويتر”: “سوف نرى”.
وعلى الخط نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ إسرائيل مستعدة لاحتمال تورّطها في أيّ مواجهة أميركية – إيرانية بعد الهجمات على منشأتي نفط بالسعودية.
في المقابل استشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بآية من القرآن الكريم في حديثه عن الأزمة بين اليمن والسعودية، وضرورة إجراء الحوار بين الأطراف المتنازعة. وقال إنّ “ما يجري في اليمن هو كارثة إنسانية حقيقية ونحن مستعدون لتقديم المساعدات للشعب اليمني، ولا ينبغي أن تحل الأزمة إلا بالحوار”. ودعا أطراف النزاع اليمني إلى اتخاذ منصة أستانا نموذجاً يحتذى لجمعهم حول طاولة واحدة، وقال: “هنا أريد أن أذكر بعض الآيات من القرآن: “واعتصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”.
وعند سؤاله حول الطريقة التي يمكن لروسيا أن تساعد بها السعودية، بعد الهجمات التي تعرضت لها شركة “أرامكو”، قال: “علي هنا أن استشهد بآيات من القرآن الكريم أيضا والتي تقول: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ”.
وأضاف مازحاً أنّه على السعودية إذا أرادت الدفاع عن نفسها أن “تحذو حذو إيران التي اقتنت من روسيا صواريخ إس-300، وحذو تركيا التي اشترت منّا إس-400، فهذه الصواريخ وسيلة ناجعة لتأمين وحماية أي بنى تحتية من أي اعتداء وهجوم جوي”.
اقرأ أيضاً: هل تندلع الحرب ويتجرع لبنان الكأس الإيرانية المرّة؟
وكانت السعودية قد تعرضت لهجومَيْن استهدفا معمَليْن تابعَيْن لشركة “أرامكو” في السعودية، يوم السبت 14 أيلول، في منطقَتَيْ بقيق وهجرة خريص بالمنطقة الشرقية، ما أدى إلى اندلاع حريقَيْن في المعمَلَيْن، فيما أعلنت الرياض أنّ طائرات مسيّرة من دون طيّار “درونز” نفّذت الهجمات.
وبحسب مجلة “ديفينس نيوز” الأميركية، فإنّ الطائرات من دون طيار، تمثّل تحدياً جديداً لوسائل الدفاع الجوي المصمّمة لمواجهة الطائرات والمقاتلات الحربية الضخمة والصواريخ “الباليستية”، كما فتحت تلك المركبات المسيّرة “درونز”، بحجمها الصغير، الباب، لتطوير وسائل جديدة للدفاع الجوي يمكنها التصدي لها ومنعها من اختراق المجال الجوي.
وتتميز الطائرات المسيّرة بأنّها رخيصة التكلفة، مقارنة بالطائرات الحربية التقليدية، كما يمكنها تنفيذ هجمات ضدّ أهداف حيوية في مهامّ “انتحارية”، أو حتى قاذفات قنابل.
