العميد هشام جابر: لا ردّ قبل العاشر من محرّم

العميد الدكتور هشام جابر
المجتمع الدولي يقف رافضا لأية حرب شاملة في المنطقة. كيف يُحلل رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد الدكتور هشام جابر طريقة إخراج عملية رد حزب الله المنتظرة على العدو الاسرائيلي؟

التحليلات والسيناريوهات المرتبطة بموعد الحرب المرتقبة تنوعت وتعددت، فهل ستبدأ على شكل رد من حزب الله على الخرق الأمني في الضاحية الجنوبية لبيروت من قبل العدو الاسرائيلي بعد ان سيّر الاخير طائرتي درونز الأحد الماضي، فجّرت احداها هدفا عسكريا للحزب؟ لكن الخبير الإستراتيجي العميد هشام جابر يقدّم رؤيته المختصة في هذا الشأن، حيث أكد أن الرد سيكون محدود في الزمان والمكان لأساب دوليّة وإقليمية أكثر منها محليّة. فماذا قال العميد جابر لـ”جنوبية”؟

ردا على سؤال يتمحور حول دخول لبنان في مرحلة الإنتظار الطويل لعملية الرد على الإعتداء الإسرائيلي، بانتظار مؤشر إقليمي مناسب للمقاومة، قال العميد هشام جابر لـ”جنوبية”: “لا مرحلة انتظار طويلة، وأعتقد إن الرد سيكون مدروسا ومحدودا وضيقا وسريعا أي كما يُقال “houghtful, limited, tight and fast”، وسيكون خلال هذا الشهر(أيلول)، إنما بعد العاشر من محرّم، ويمكن أن يكون خلال النصف الثاني من شهر أيلول”.

ويتابع جابر، بالقول “أين وكيف؟ أعتقد إن المقاومة أو حزب الله لا زال يدرس إن كان سيرد بواسطة (درونز) على الجليل الأعلى أو بواسطة عملية سريعة لـ”كوموندوس” تتم في الجليل الأعلى، خاصة أن إسرائيل أخلت ثكنة (أفيفيم) التي تقع تحت مارون الراس، ولم نعد نرى جنودا إسرائيليين خلال الأسبوع الفائت، وخاصة أن اليونيفيل أوقفت دورياتها على الحدود، وطلبت من الجيش اللبناني تكثيف دورياته لمنع أيّ تسلل من الجهة اللبنانية”.  

ولكن هل بات التهديد من قبل المقاومة عملية رادعة للصهاينة، كون الجيش  الاسرائيلي تجّهزبكل قواه؟ يجيب العميد هشام جابر بسؤال”هل إن التهديد من قبل المقاومة هو رادع ردعا ويتعلق بشن حرب شاملة؟ إنهم يعرفون أن حربا شاملة واسعة مع جنوب لبنان يمكن أن تتحوّل إلى جنوب سوريا لأسباب عديدة، هم يعرفونها، وقالوها على القناة العاشرة، لكن عن ردعهم عن القيام بالرد على العملية المنتظرة للمقاومة فلا. وأعتقد إنه إذا قامت المقاومة أو حزب الله بالرد بعملية عسكرية ولو محدودة، لا بد أن يقوم بنيامين نتنياهو بالرد على الرد، إنما تبقى برأييّ تحت سقف الحرب أو التهديد بالحرب، لأنه – كما سمعنا- أن ثمة إشارة أميركية لإسرائيل، كما قال الجميع، أنه إذا ضربوك لا ترد بضربة أعنف حتى لا تتورط برد أعنف مما يدفع إلى حرب شاملة لا يريدها أحد، وتصير ككرة الثلج تتدحرج لتصير حربا شاملة، لا أحد يريدها، ولا أحد يمكنه تحمّلها”.

ورد على سؤال حول وقوف المجتمع الدولي مع لبنان هذه المرة على خلاف السابق، فما هو السبب برأيه؟ يلفت الجنرال جابر إلى أن “وقوف المجتمع الدولي مع لبنان أمر طبيعي، لأن اسرائيل هي التي خرقت قواعد الإشتباك المحترمة من قبل الطرفين منذ عام 2006 وخاصة أن فرنسا على دراية بالموضوع، وأن اسرائيل هي التي خرقت، إضافة إلى الموقف اللبناني الموّحد الذي هو رسالة”.

وختم العميد هشام جابر، “لن يكون المجتمع الدولي، خاصة فرنسا، داعما لإسرائيل، كونه يخشى من أية حرب يمكن أن تؤدي إلى حرب، كونها تعتبر نفسها حريصة على لبنان، ويمكن أن تؤدي هذه الحرب إلى نزوح مئات آلاف السوريين من لبنان باتجاه أوروبا”.

السابق
حزب الانتماء اللبناني شاهد على ما فعله الثنائي الشيعي بالآخرين في معركة الإلغاء
التالي
جمعية المصارف تُؤكد فرض واشنطن عقوبات على «جمال ترست بنك»