حزب الانتماء اللبناني شاهد على ما فعله الثنائي الشيعي بالآخرين في معركة الإلغاء

في أجواء الانتخابات ما قبل الأخيرة بدأ نجل الرئيس الراحل كامل بيك الأسعد حركة سياسية جديدة في الوسط الشيعي تمهيداً لتلك الانتخابات ، وحصد تأييداً واسعاً ، أسس على أثره حزب الانتماء اللبناني الذي أطلق وثيقة عرفت بالأحكام العشرة وضَّح فيها أهدافه ورؤيته في العمل السياسي .

ان التأسيس لما عرف بتيار الانتماء اللبناني سنة 2008، وهي السنة التي تم فيها ترخيص عمل هذا الحزب ، ليبدأ العمل في الدائرة الشيعية بقوة، وكان يومها يهتم باستيعاب غير الشيعة كما الشيعة ، ولكنه حصد التأييد الأكبر في الوسط الشيعي ، وبدأ بعقد الاجتماعات في مختلف القرى الجنوبية وفي بيروت ، وكان له تحرك في البقاع كذلك فتمكن من تأسيس هيئة علمائية تحولت إلى هيئة شرعية لاحقاً وكان جلُّ مشايخها من البقاع في البداية . ولكن هذه الهيئة تعرضت لشتى ألوان الضغوط من الثنائي الشيعي حتى تراجع أكثر مشايخها الذين بلغ عددهم في مرحلة الذروة قرابة المئة من مختلف مناطق لبنان ، وعلى أثر تلك الضغوط وصل العدد لعدد أصابع اليد ، حيث كان يتراجع الواحد منهم بنشر بيان براءة من الهيئة تلبية لرغبة الثنائي الشيعي في هذا المجال .

    ولم تقتصر حرب الثنائي الشيعي لتيار الانتماء اللبناني على هذا ، بل قام أنصار الثنائي بحرق بعض السيارات التابعة للتيار المذكور لإرهاب مؤيديه وفرض التراجع عن تأييده في الوسط الشيعي ، وهكذا كان ، فقد تراجع مؤيدو التيار المذكور إلى نسبة أكثر من الخمسين في المئة قبل أن تبدأ الانتخابات يومها ! وكثرت الاختراقات لصفوف التيار المذكور ، كما كثرت الدعايات ضد أنصاره ، حتى بلغ الأمر إلى حد تخريب المجلس العاشورائي الذي أقامه التيار المذكور في قاعة البيال وسط بيروت وذلك حصل باختلاق مشكل أثناء اجتماع الناس بين الحاضرين !

     كل هذا وعمل مؤسس التيار على احتواء التراجع من حوله ما أمكنه ولكن الثنائي الشيعي تدخل بقوة ليُضعف الحضور الجماهيري من حوله ، فغدا غير قادر على جمع الناس في احتفالاته في القرى بسبب الخوف والتهديد الذي فرضته حركة أمل وحزب الله على كل من تسول له نفسه المشاركة في أنشطة التيار المذكور .

      فما جرى لحزب الانتماء اللبناني خلال أشهر من الإجهاض من قبل الثنائي الشيعي لهو خير شاهد على محاولات الإلغاء التي تنكر لها أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير في ذكرى حرب تموز 2006 .. ولا ننسى ما حصل مع تكتلات أخرى من جمعيات وتجمعات دينية وغير دينية والقائمة تطول ولكنها بحاجة لتأمل ذوي العقول …

السابق
بالفيديو.. الجيش الإسرائيلي: صورة توضيحية لمشروع الصواريخ الدقيقة في لبنان
التالي
العميد هشام جابر: لا ردّ قبل العاشر من محرّم