هل سيرد حزب الله بالطائرات المُسيَّرة على الخروقات الإسرائيلية؟

الطائرات المسيرة
إن معركة مواجهة سلاح الجو الاسرائيلي بدأت تتبلور في أفق سياسة حزب الله وفي استراتيجيته الدفاعية للدفاع عن لبنان ، كما بدأ كل محور المقاومة يتجه نحو هذه الاستراتيجية هذا العام وفي العام المقبل في إيران والعراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن.

 وفي لبنان كثرت مطالبة حزب الله بضرورة رد العدوان الجوي الإسرائيلي المتكرر على سماء لبنان بعد حرب تموز 2006، وتحدثت قيادة الحزب عن وجوب مثل هذا الرد في مقابلات تلفزيونية عدة، وبعد الخرقين الإسرائيليين الأخيرين في ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع الغربي أخذت إسرائيل قرار الحزب بالرد على محمل الأمر الواقع، فاستنفرت كل قواها العسكرية والأمنية على حدود لبنان وفي داخل فلسطين المحتلة في اليومين الماضيين، وتتعدد التحليلات السياسية وتتنوع الاحتمالات العسكرية وتختلف الآراء الأمنية حول كيفية وإمكانية وحجم الردود التي قد تتصدر الموقف في اليومين القادمين، وإن كان ثناء رئيس المجلس السياسي للحزب النائب الأسبق السيد إبراهيم السيد ثناؤه على موقف رئيس الجمهورية قد يفهم منه أن حجم الردود ستكون دفاعية وليس هجومية، فقد صرَّح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان لن يبادر بإطلاق عمليات حربية ضد إسرائيل عند الحدود التزاماً منه بالقرار 1701 ، وثناء السيد إبراهيم على الرئيس بعد هذا التصريح قد يُقرأ في هذا الاتجاه، وفي أن الحزب سيرد ولكن خلف الدولة اللبنانية هذه المرة وليس بقرار منفرد. وهذا سيضيق من دائرة احتمالات الرد، وسيستبعد معه الدخول في الحرب الشاملة في الوقت الحاضر، فكلا الطرفين اللبناني والإسرائيلي ومن ورائهما الإيراني والأمريكي ليسا في وارد الدخول في الحرب الشاملة في المدى المنظور ، خصوصاً وأن تقارباً أمريكياً إيرانياً قد يحصل في فرنسا في الساعات القليلة القادمة ، ولكن وعود أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بالرد لا بد من الوفاء بها لتحافظ القيادة على مصداقيتها أمام الجمهور العربي والإسلامي عموماً واللبناني خصوصاً، وهي القيادة التي عُرِف عنها في العقود الأربعة الماضية أنها إذا قالت فعلت ، فكيف سيكون هذا الرد في ظل المعطيات المذكورة؟

اقرأ أيضاً: حزب الله والشيطان الأكبر والسيناريوهات المرتقبة

يرى مراقبون بعد النجاح الجزئي العديد من طلعات الطائرات المُسيَّرة لحزب الله فوق فلسطين المحتلة بعد حرب تموز 2006، حيث حلقت طائرات استطلاع المقاومة أكثر من مرة في السنوات الأخيرة بطلعات استخباراتية ناجحة ولم تتمكن الدفاعات الأمنية الجوية الإسرائيلية من منعها، يرى الخبراء أن رد حزب الله بعمليات بواسطة هذه الطائرات سيكون أنجح السبل في ظل المعطيات المذكورة، وفي ظل التعقيدات الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والتحالفات الداخلية التي ترافق ظروف المقاومة في المرحلة الراهنة، وأن عمليات بطائرات مُسيَّرة على الطريقة اليمنية قد تكون أقل كلفة في ظل مخاوف إسرائيل من مفاجاءات عملية عسكرية شاملة ضد لبنان ، لذلك يظهر أن تطوراً من هذا النوع هو سيكون سيد المرحلة القادمة، وأن عمليات الطائرات المُسيَّرة كافية في المدى المنظور للجم الخروقات الجوية الإسرائيلية كافة، وأنها ستكون العين بالعين والسن بالسن في الحسابات الميدانية وهو ما ينسجم مع ثقافة حزب الله القرآنية الفقهية الدينية الشرعية الإسلامية.

فهل سيعتمد حزب الله في استراتيجيته الدفاعية الجديدة لرد الخروقات الجوية الإسرائيلية طريقة الطائرات المُسيَّرة اليمنية مما سيخلق الرعب ويُعيق تحرك سلاح الجو المعادي في المرحلة المقبلة؟

السابق
معركة بأساليب مختلفة بين إسرائيل وحزب الله: لكن ما دور العملاء؟
التالي
اعتداء بالضرب على موظفين في شركة لتقديم الخدمات في «كفرا»