معركة بأساليب مختلفة بين إسرائيل وحزب الله: لكن ما دور العملاء؟

الحدود
حرب جديدة واسلوب جديد يتعارك بهما حزب الله وإسرائيل، حيث سنشهد صورا من معارك لم نعهدها من قبل. حرب "التقانة" الإلكترونية. فكيف إذا استغل الإسرائيليون عملاء الداخل؟

بعد أن كان اللبنانيون يعيشون على وقع حادثة قبرشمون لمدة 40 يوما، واهتز البلد خلالها هزة كبيرة لم تكن الأولى في هذا العهد القويّ، ولن تكون الأخيرة، وكان سابقا يعيش على وقع مؤتمر “سيدر” والضرائب الجديدة والإمتحانات الرسمية والعنصرية ضد اللاجئين و”صفقة القرن”، وآخرها فضيحة “نيو بلازا تورز” والتغطية السياسية للنصّاب فواز فواز.. جاءت، وعلى نار باردة حادثة “المُسيّرات” الصهيونية في الضاحية الجنوبية لبيروت لتغطيّ على كل الملفات الساخنة سواء الإقليمية، وأبرزها لقاء ظريف مع مجموعة الدول السبع. فجأة انقلب البلد من بلد المناكفات والصراعات السياسية إلى بلد التضامن والتكاتف الشبيهة بفترات الحروب السابقة التي لم ننسها والتي لازلنا تحتفل بها (كذا) منذ أيام.

اقرأ أيضاً: حزب الله والشيطان الأكبر والسيناريوهات المرتقبة

الحروب باتت بالنسبة لنا احتفالية، بلد على حدود إحتلال قوي، لم يعش يوما سلما، أو أياما سلميّة، هو بلد “المؤجلات” والحياة المتوقفة على حادث هنا على حدودنا مع سوريا وآخر في العراق، وثالث في اليمن، وبالطبع الوضع الداخلي مشتعل دوما، أما سياسيا أو إقتصاديا.

بلدنا بلد المراحل المتقطعة سياسيّا، كمن يعمل “بالقطعة” كل فترة نستلم ملفا، ونعمل على إنهائه بالتراضي. ففي لبنان فلسفة تسمى فلسفة “التسويات”، وقاعدة “لا غالب ولا مغلوب”.

فهل تكون، بعد هذا الإستعراض، المرحلة المقبلة مرحلة اللعب بالنار، وتخطيّ الحدود المرسومة بدقة إقليميا، فتهديد السيد حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، ليس بجديد، ولكنه ليس بتقليدي، فتهديده وعصبيته وانفعاله كانا مُلفتين. خاصة أن ثمة معلومات تحدثت عن أن ثمة خرقا داخليا أمنيا سبّب هجمة المُسيّرتين الشهيرتين، وهذا يعيدنا الى كلام المدعو مصطفى الأمين عبر الفايسبوك ابن البقاع الذي كان متفرغا داخل حزب الله، الذي كشف عن أن 3 مسؤولين من داخل حزب الله تم اكتشافهم بحالة الخيانة.

وما يدفع إلى هذه الفرضية المحتملة جدا، أن قدرة “المسيّرة” لا يمكن أن تتعدى في طيرانها مساحة  الـ 5 الى 4 كلم متر. وأن البحرية اللبنانية لم تكشفها! مما يدفع الى فرضية هامة جدا أن العميل الاسرائيلي القاطن في مكان قريب هو من سيّر “المُسيّرة”.

فهل نشهد كشفا لحقائق غير مسبوقة؟ وهل سينتقم حزب الله من إسرائيل فقط أم من العملاء المدسوسين داخله، أم ستكون حربا جديدة مع العدو الصهيوني؟ وتتم عملية الإنتقام من العملاء سرّا ودون أيّ كشف علني؟

لأن ذكاء الإسرائيليين دفعهم للجوء إلى هذا النوع الفني الفائق التطور، ليبعد حربا عن  حدوده. وهذا ما دفع السيد حسن نصرالله إلى القول إن الرد سيكون داخل لبنان ليُبعد الحرب عن حدوده الحرب التي لم ننسها بعد رغم مرور 13 عاما على حدوثها.

من الطبيعي أن تسعى إسرائيل دوما إلى خرق حزب الله لتخفيف المفاجآت العسكرية والاأمنية عنها، لكن السؤال كيف يمكن لمن هو إبن المقاومة المجاهد أن يغيّر الدفة ويدخل عالم العدو الصهيوني، وإن كانت إحدى الاحزاب الوطنية سابقا، بحسب أحد المسؤولين فيها، الذي توفي لاحقا، أن تنعى مسؤولا داخلها بعد اغتياله على يد أحد مسؤوليها بعد إكتشاف عمالته لإسرائيل.

السابق
قضم النفوذ الإيراني «بالتقسيط» حتى تحقيق نتائجه
التالي
هل سيرد حزب الله بالطائرات المُسيَّرة على الخروقات الإسرائيلية؟