المرشح حسين عطايا: لا نشعر باليأس.. والمعارضة يجب أن تتوحّد لمواجهة حزب الله في الانتخابات الفرعية

في حوار حول البيان الإنتخابي للمرشح عن مقعد صور في الإنتخابات الفرعيّة، للإضاءة على برنامجه الإنتخابي، حاورت "جنوبية" الناشط والسياسي حسين عطايا صاحب التاريخ النضالي الطويل، فماذا قال لناخبيه الذين سيدخلون غرفة الإقتراع في 15 أيلول 2019؟

“أنا عربي الإنتماء، لبناني الهوية، يساريّ الهوى، قبلته فلسطين، قضيته الإنسان، مقاوم مناضل في سبيل حرية لبنان وسيادته على كامل ترابه، على أن يبقى لبنان جزءً من الأمة العربية بتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وتبقى فلسطين قضيتنا الأولى». هكذا قدّم المرشح أبن مدينة صور حسين عطايا نفسه وبرنامجه الإنتخابي لقرّاء “جنوبية”.

يقول المرشّح عطايا: “بداية، لا بد من توجيه الشكر لـ”جنوبية” على اهتمامها وحملها لواء الصحافة الوطنية، فالصحافة هي السلاح لنشر الوعي الوطني في زمن يتمذهب فيه الآخرون ويخنقونه في أزقة وزواريب الطوائف”.

اقرأ أيضاً: لا معركة انتخابية فرعية في قضاء صور

وعن سرّ ترشحه عن المقعد المنفرد في فرعية صور الآن وليس في العام 2018، قال “في انتخابات العام 2008 كانت فكرة خوض الانتخابات واردة، ولكنها لم تكن قد نضجت لأسباب عدة، أولا: إن السلطة أقرت القانون الإنتخابي في الدقائق الأخيرة، ونحن لم نكن بعد على دراية وفق أيّ قانون ستجري الإنتخابات خصوصا ما اكتنف عملية إقرار القانون من مناقشات ومماحكات واعتكافات ومعارضات. ثانيا: لا يمكنني أن أخوض إنتخابات في الربع الساعة الأخيرة، فارضا نفسي على مواطني الدائرة، وأنا لم أقدّم لهم شيئا لا على صعيد البرنامج الإنتخابي، ولا على صعيد التواصل ما قبل الإنتخابات. ثالثا: لم يكن هناك معارضة حقيقية في لائحة متجانسة تواجه لائحة السلطة المتمثلة بالثنائية الشيعية. رابعا وأخيرا، لقد شاركت بالتحضيرات للحملة الإنتخابية مع آخرين، وتعلمّت من تلك التجربة دروسا كثيرة، استفيد منها اليوم وغدا”.

المرشّح حسين عطايا

ولكن هل لا زال الخط الوطني المقاوم غير المتمذهب مطلوبا في الجنوب؟ يجيب المرشح عطايا: ” إنه لشيء محزن أن تتحوّل مقاومة شعب إلى مقاومة مذهبية تُعتبر وكالة حصرية تحتكر دينا أو مذهبا. فمن خلال تجربتي في العمل في صفوف جبهة المقاومة الوطنية تعلّمت أن الأوطان تُبنى بتكاتف جهود كل أبنائها، بعيدا عن الدين واللون وحتى العرق. كنا في “جمّول – جبهة المقاومة الوطنية” وهذا الأسم محبّب جدا إلى قلبي وعلى مسمعيّ، وحقيقة يطربني، فهو كان عشقا وحبّا لوطن ولقضية ولأمة”.

نعم، “كنا في “جمّول” خليط من مختلف شرائح المجتمع لم نكن نسأل الرفاق عن دين أو مذهب أو منطقة، بل كانت قلوبنا تنبض حبّا للبنان وقضيتنا الأساس تحرير الأرض من رجس الإحتلال الصهيوني وعملائه، وحينها لم يكن يراودنا أننا سنتلقّى مكافأة أو أجراً أو راتباً، بل لأننا كنا تعلمّنا من أحزابنا أن الصراع مع الصهاينة ومنذ اغتصاب فلسطين أن قضيتنا هي قضية اجتثاث العدو من كل أرض عربيّة، فكيف يوم أتى هذا الإحتلال ليغتصب أرضنا”.

وعن  سرّ عدم فوز مرشحي اليسار على أيّ مقعد رغم كل ما قدّموه في المواجهات ضد الصهاينة، يشرح عطايا “حقيقة الأمر إن لعدم فوز مرشحيّ اليسار في الدائرة الثانية “صور- الزهراني” أسباباً، أبرزها: عدم وجود معارضة موّحدة، بل معارضات جُمعت أو تجمّعت على عجل، و”كيفما كان” حتى تركيب اللائحة كان يُظهر عدم التجانس. ثانياً: لعب بعض الأطراف المُشاركة في التحضير للعملية الإنتخابية دورا إستعلائيّا فوقيّا حيث نصّب نفسه هو السيد الآمر، ووضع الفيتو على هذه الجهة وذاك الطرف. وكأنه لا زال يعيش تلك الفورة اليسارية ما قبل العام 1982″.

“ومن جهة أخرى، لم يكن يتوفر للائحة أيّ دعم حقيقي، ولا حتى تغطية إعلامية. يضاف إلى كل ذلك انقطاع الصلّة ما بين المرشحين وجماهير الجنوب. وبالطبع يواجه هذه اللائحة الثنائيّة الشيعيّة: “حزب الله” وامكانياته التي تفوق امكانيات الدولة، وطبعا حركة أمل، وهي الجزء الأهم في السلطة، وما لديها من امكانيات ضخمة”.

هل تعتقد إن المنافسة ستكون شريفة في ظل عدم تكافؤ الموازين في الدعم والحشد والتجييش؟ يشدد عطايا بالقول “إن تكافؤ الفرص مع الطرف الآخر غير متوفر وعلى كل الصعد. لكن ذلك لن يمنعنا من خوض هذه التجربة كي تكون عملية تحضير لإنتخابات العام 2022. ونحن نعلم إننا سنخوّن ونُكفّر، وسنتعرض لأبشع حملات التشكيك والتخوين وحتى في الأمور الشخصية لا نستبعد تركيب ملفات فيها من الإفتراء الكثير”.

فـ”كيف ستكون المنافسة متكافئة وخصمنا في الإنتخابات “حزب الله” يملك الإمكانات بمختلف أنواعها. ولا ننسى أن الإنتخابات سيسبقها مناسبة عاشوراء يعني سنكون نحن من شارك بقتل الحسين وأهل بيته، وسنكون الطبق المفضّل والأبرز في كل مجلس عزاء، وعلى امتداد مساحة الوطن حتى في خارج الحدود”.

ولكن ألا يشعركم هذا الواقع باليأس؟ يردّ عطايا “لم يراودنا يوما اليأس أو القنوط من قدرة شعبنا على الإنتفاضة مجددا للمساهمة في تغيير الواقع الحالي. مع بداية مقاومة الإحتلال كانت تسود نظرية هي أن “العين لا تقاوم المخرز”. لكننا قاومنا وإنتصرنا بإحتضان شعبنا الذي لم يتأخر في النهوض والإنتفاضة. واليوم كما الأمس لم نفقد الأمل من قيام أهلنا في الجنوب من الإنتفاضة على الأوضاع السائدة من احتمال تمثيله وحصرية المنافع التي توّزع فقط على الأزلام والمحاسيب”.

اقرأ أيضاً: علي عيد: نترشح في الانتخابات الفرعية في «صور» لكسر تابو الإحتكار

وختم المرشح حسين عطايا بالقول “لو عدنا إلى نتائج الإنتخابات في العام الماضي، والتي كانت نسبتها47.6  % ذلك يعني أن نسبة 53 % لم تشارك بالإقتراع، وهذه النسبة تشكّل أكثرية مطلقة من مجمل الناخبين، كما لا يُخفى أن ما نسبته 25 % من الملتزمين في صفوف أحد أطراف الثنائية لم يشاركوا بالإقتراع اعتراضا على التحالفات، واعتراضا على المرشحين. والأمل بالتغيير موجود وسيحصل ولو تأخّر بعض الوقت. فالعمل السياسي مهنة وليس هواية، ونحن في كل مراحل حياتنا، كنا وسنبقى لأن لبنان هو الوطن والقضية، ولسنا في وارد الهروب عند أول محنة يتعرّض لها البلد”.

السابق
بدء التحقيقات مع زوج رنا البعينو
التالي
هكذا بدأت قصة شقيق أمير قطر بالتدبير لجريمة قتل أميركيين