«الإشتراكي» يرفع سقف المواجهة بفضائح قضائية بالجملة: الحبس ليس لوليد جنبلاط!

رامي الريس
في ظل استمرار الإجازة الحكومية المأخوذة "على حساب" رئيس الحزب الديمقراطي طلال ارسلان وحلفائه الذين "يشجعونه" ببقاء السقف عال بالنسبة لأزمة "حادثة البساتين"، لم يستطع الحزب التقدمي الإشتراكي السكوت أكثر، حيث خرج بمؤتمر صحفي مطوّل فند فيه الأمور قانونياً وسياسياً، مع إضاءة أساسية وبارزة على تصرفات القضاء خلال التحقيقات التي جرت في المحكمة العسكرية.

الوزير وائل أبو فاعور كشف اليوم كل ما لدى الحزب التقدمي الاشتراكي من اوراق، فطلب من الفريق الآخر تحديد وجهة “الكمين” المزعوم، أهو ضدّ الوزير الخارجية جبران باسيل أم ضدّ وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب؟ كما ثمّن أبو فاعور تضامن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “المستند الى حق” كما قال، وحمّل باسيل مسؤولية ما حصل من الألف الى الياء.

وسخر أبو فاعور من الحديث عن لقاءات رئيس الحزب وليد جنبلاط مع السفراء وتصوير بأنه في موقف حرج، وضحك عند استحضاره لكلام النائب ماريو عون عن “زج وليد جنبلاط بالسجن”. وتوجه الى مجلس القضاء الأعلى بالدعوة للإلتئام لمعالجة “إنحرافات رئيسه” حفاظاً على صدقية القضاء.

هذا المؤتمر الذي امتد لساعة ونيّف، شرّع الباب مجدداً أمام سيناريوهات جديدة حول مصير الحكومة والملف والمواجهة السياسية في المرحلة المقبلة، وحول هدف العهد الذي وصفه النائب مروان حمادة قبيل المؤتمر بـ”الفاشل الذي تتشابك فيه أوصاف الخفّة والغباء”، والذي اعتبره جنبلاط “إرهاباً منظماً” يعيش حكامه في الماضي المظلم المبني على منطق “حروب الالغاء”.

وللوقوف على أسباب الكلام الإشتراكي الجديد الذي يعلن جهارة عن المواجهة وعدم السكوت، قال مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس، في حديث لموقع “جنوبية”، “أن الكلام اليوم أتى بعد فشل جميع محاولات الحل من جهة، والإتهامات وحجم التدخلات الهائل من جهة أخرى التي يشهدها القضاء اللبناني بطريقة سافرة ومباشرة وغير مسبوقة من قبل وزراء العهد لفبركة وتركيب ملفات مناقضة لنتائج التحقيق الذي قام به فرع المعلومات، ليتلاءم مع الإتهام السياسي لفريق “العهد”.

وأشار الريس “أن ما قمنا به اليوم هو الكشف أمام الرأي العام لحجم التدخل الذي يحصل، وهذا الرأي العام يحكم، ونحن سنستمر بهذه المواجهة “سياسياً وقضائياً وشعبياً” لوقف التعدي الذي نتعرض له كزب سياسي وجهة سياسية من أعلى المستويات. واعتبر أن هذه المعركة هي “معركة وجود سياسي”.

اقرأ أيضاً: برّي ينصح بأولوية تحقيق المصالحة ويعدّها شبكة أمان للحكومة

الحكومة الى أين؟

في ظل السقف العالي “الإشتراكي”، الذي من المتوقع أن يواجه بالأسلوب نفسه من الفريق الآخر، يبقى السؤال اليوم عن مصير الحكومة واستمراريتها وإمكانية تخطيها للأزمة الراهنة، وفي هذا الإطار، اكد الريس “اننا لسنا من نعطل الحكومة، من عطل الحكومة هو الطرف الذي أراد أن يفرض على رئيسها جدول أعمال، وهذا من صلب صلاحياته، وهو الفريق الصامت اليوم بعدما حطمت مراجع سياسية عليا نظرياته التي عطل البلد فيها على مدار شهر، وهي مزاعم محاولة اغتيال الغريب أولاً، واليوم محاولة اغتيال القريب”، في اشارة منه الى باسيل.

وأكد أن الكلام اليوم أتى لتوضيح ما يحصل في المحكمة العسكرية، وبالتالي ما كان سيحدث أكثر في المجلس العدلي.

ولكن العهد.. رغبة من ينفذ؟ في هذا الشأن قال الريس “هذا السؤال يوجه لفريق الرئيس عون، ولكن بطبيعة الحال هناك أوامر عمليات خارجية وداخلية ولكن لا نعلم اذا  كان رئيس الجمهورية في جو ما يحصل باسمه أو انه بعيد عن هذا الجو”.

السابق
إلى دريد ابن رفعت الأسد: بيني وبينكم دماء مائة ألف علوي فقير -أو يزيد- قتلوا ليحافظوا على عروشكم..
التالي
الرجوب: لن نتعاطى مع مؤتمر «كامب ديفيد» وقبلة حماس ليست القدس..