طرد الحاجة «فدوات».. خروج عن التعاليم الإنسانية الإسلامية!

لم تظهر الحجة فدوات بفيديو جديد بعد عدد من المقاطع التي سجلتها خلال الأيام الماضية، مطلقة بها صرخة بوجه شخصيات تابعة لحزب الله قاموا بالإعتداء عليها واختطافها، بحسب ما قالت، وذكرتهم بالأسماء، فهي اليوم لا تنضو تحت سقف بيتها، وفقدت بعض من أثاثه الذي رمي على قارعة الطريق بعد طردها مساء أمس منه في قرية بافليه الجنوبية.

لا تبدو “فدوات” من أسرة ميسورة، ولعل عدم درايتها بالواقع المفروض، دفعها لقول ما لديها، دون خوف وباستخدام وسائل لا يمكن لأحد تشفيرها ومنعها عن الرأي العام، وربما استطاعت فدوات أن تظهر أن قوة كـ”حزب الله” بمسؤوليه وقيادته، تنكمش أمام سلاح الكلمة لأي كان، وخصوصاً من البيئة الحاضنة، حيث تعتبر “الخيانة” قائمة وجزاؤها “بئس المصير”.

دفعت اليوم فدوات ثمن جرأتها، سواء كانت محقة بكلامها أم لا، فحل هكذا أمور يتم، إذا افترضنا أننا في دولة مؤسسات وقانون، تحت سقف القضاء، إلا أن النتيجة كانت تجاهل عناصر الدرك في مخفر جويا للشكاوي التي تقدمت بها، وصولاً الى مساعدة القوى الأمنية بطردها من البيت الى خارج البلدة.

ولعل هذه الحادثة تعيدنا بالذاكرة الى الممارسات التي نفذتها الميليشيات في الجنوب بالثمانينات، حيث سجن بعض “المخالفين لها”، وقتل آخرون، واليوم وبفعل صدى الوسائل التي استخدمتها الحجة فدوات، يبدو أنهم اكتفوا بهذا “العقاب”، ولكن الى متى ستبقى الكلمة بهذا الثمن؟ 

اقرأ أيضاً: تخطت الخط الأحمر وفضحت مسؤولي «حزب الله».. فطردتها بلدية بافليه!

هذا الصوت المعارض لحزب الله وسياسته لا يصدح وحيداً، بل قضاء صور بأكمله على أبواب انتخابات فرعية، لتعويض النائب المستقيل نواف الموسوي، وكان للمرشح المعارض حسين عطايا تعليقاً على ما حصل مع الحجة فدوات. 

وفي حديثه لـ”جنوبية”، قال عطايا “ما حصل من اضطهاد للحاجة فدوات هو دليل على فقدان الإنسانية وروحها التي يجب أن يتمتع بها البشر، وهذا خروج عن تعاليم الإسلام كون المنطقة إسلامية”، مضيفاً: “إذا أردنا القول أكثر فهذه المنطقة شيعية وأهلها ينتمون الى المذهب الشيعي، وما حصل هو خروج عن كل تعاليم الشيعة، فأئمة الشيعة لا يتحلون بهذه الصفات”.

حسين عطايا

وضرب عطايا مثلاً عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث قال: “عندما كان اليهودي يضع القمامة أمام منزله يومياً، تفقده النبي عندما غاب، فكيف يتم التعامل مع إمرأة ضعيفة بهذا الشكل؟”

وأضاف: “مشكلتنا في مجتمعاتنا هذه اننا لا نملك ثقافة احترام الآخر واحترام رأيه وهذه المشكلة الكبرى”.

تجاهل من مخفر الدرك

في هذا الشأن، علق عطايا على طريقة تعامل القوى الامنية مع الأمر، حيث اعتبر أن هذا يبين أن قوى الأمر الواقع هي من تحكم، ولنضع جانباً العساكر والعناصر فالموضوع أكبر منهم، والدليل أنه إذا استذكرنا “غزوة بيروت” عام 2008، حينها ماذا فعل الجيش؟، وهذا يتكرر مع كل أزمة أمنية، حيث نرى أن الجيش يقف على الحياد وهذه مشكلة الدولة.

وأشار الى أنه بالنسبة لقوى الامن الداخلي، فـ”قوى الأمر الواقع” هي من تشكل العناصر أينما أرادت، وقال: “لماذا لم تتحرك الداخلية للتحقيق بما حدث مع الحجة فدوات؟”

اقرأ أيضاً: من هم المُرَبُّون في حزب الله؟

مصير الحجة فدوات

بعد متابعة لقضيتها واهتمام الرأي العام بها، كشف عطايا أن بعض القيمين في بلدة المجادل وبلديتها مسقط رأس فدوات، اقترحوا عودتها الى البلدة، وقال: “إذا أحد أخطأ فعلى القيمين المساهمة بتصحيح الخطأ، وليس مبادلته بخطأ أكبر”.

ورجّح عطايا أن يكون مسؤولو حزب الله المذكورين في مقاطع الفيديو التي نشرتها، هم من بادروا بإخراجها من بيتها بقرار فردي بعيد عن قرارات القضاء، وغني عن القول ان بلدية بافليه لا تستطيع منعهم.

السابق
أسماء الأسد تحاور نفسها كي تعلن شفاءها من مرض السرطان
التالي
مسؤولية نهضة الأمّة مناطة بالمفكّرين والفقهاء وليس بالسلطات