العقلية العصبية الشمولية في سلوك حزب الله

حزب الله
يخطىء من يحكم على جميع عناصر وقياديي ومناصري حزب الله لبنان بالتدين الواقعي والسلوك الإيماني الصحيح والسيرة المثالية الإسلامية الأخلاقية والأدبية لمجرد التأمل في الشعارات التي يطلقها الحزب وقياديوه وعناصره وأنصاره في كل اتجاه لتخدير العقول والضحك على الضعفاء والبسطاء والذين تنطلي عليهم الكلمات المعسولة والبيانات الفارغة من جوهر التعامل الديني والإسلامي الحقيقي.

أغلب أتباع حزب الله في لبنان لا يقدِّمون مساعدات مهما كانت ضئيلة لمن لا يثبت انتهاجه نهج ولاية الفقيه العامة، حتى لو أرادت المرأة من أغلب أتباع هذا الحزب تزويج نفسها من رجل فأول سؤال تسأله له إن كان من أتباع ولاية الفقيه العامة، وتسأله ذلك قبل السؤال عن دينه وخلقه!

في حين نبي الإسلام صلى الله عليه وآله يقول :” إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير”. لذلك ازدادت معدلات العنوسة في وسط نساء الحزب، كما زادت معدلات الطلاق بشكل فاحش، فأغلب أتباع هذا الحزب يستسهلون التخلي عن المرأة إن وُجِدت أخرى بمواصفات أرقى، وهذا الأمر يدركه من يخالط هؤلاء، ولا يحتاج لكثرة كلام ومؤونة زائدة لإدراكه. وأول سؤال يسأله القاضي الشرعي الجعفري في المحاكم الشرعية الجعفرية الرسمية عند ورود منازعة طلاق للمتنازعين هل أنتما مع أو ضد ولاية الفقيه؟

 وفي إحدى حالات الطلاق كان السبب قول المطلقة : ” أنا تزوجته على أساس أنه مع ولاية الفقيه “!

 بل بلغ الحال في بلدة عدلون الجنوبية أنَّ زوجة أحد المنتمين لحركة أمل وهي تنتمي لحزب الله، قالت لزوجها : ” لن أسمح لك حتى تحب السيد حسن نصر الله “!

وإن صح الحديث المروي في كتب بعض المسلمين من أن شيطان خاطب المرأة عندما خلقها الله قائلاً : ” أنت نصف جندي “، فإن المرأة في تشكيلات هذا الحزب تُشكِّل ثلثي جنده إن لم يكن ثلاثة أرباع جنده .

ونحن لا نكره الأمين العام، بل قد نحبه من كثير من الجهات، فقد نحب كونه رمز من رموز الشيعة وقوة الأمة وقائد له تاريخ جهادي حافل، ولكننا قطعاً لا نُحبُّه على طريقة هؤلاء، فهناك حالات نفسية من الهوس في الدائرة الاجتماعية لكثير من أتباع هذا الحزب تستدعي المتابعة العلاجية النفسية والتوجيه الاجتماعي، بل تستدعي التعليم لأخلاق الأنبياء عليهم السلام وفقه السماء، وتستدعي تفعيل الدورات الثقافية والرفع من مستواها، إلا اللهم إذا قلنا: إن ما يجري هو مما أفرزته التوجيهات والعلاجات والدورات المشار إليها من نتائج .

وعلى صعيد معاملات السوق يوجه الحزب أتباعه ليشتروا حوائجهم من الباعة التابعين للحزب تماماً كما هي السياسية الاقتصادية اليهودية في السوق. وكذا هو الحال في التقديمات الاجتماعية من طبية وعينية وحصص تموينية ومساعدات مالية يختص بها الحزب أتباعه دون سواهم، وإن كانت هذه الأخيرة قد تقلَّصتْ وجفَّتْ حتى عن الأتباع مؤخراً بسبب سياسة التقشف والضائقة المالية الناجمة عن العقوبات الاقتصادية الأمريكية الراهنة .

 وهكذا هي عقلية الحزب في كل ميدان، فهل تعتبر هذه السلوكيات من السلوك الإيماني في شيء؟

فهل يمكن لهذه المنهجية الحزبية العصبية أن تجعل جميع الشيعة أتباعاً لمنهج ولاية الفقيه العامة على طريقة الفكر الشمولي الذي يمارسه انصار حزب الله بامتياز؟

السابق
هل تحرير فلسطين وقف على الطائفة الشيعية؟
التالي
أردوغان: تركيا ستنفذ عملية بمنطقة خاضعة للأكراد في شمال سوريا