التجمع اللبناني: لبنان دخل أزمة حكم خلفها حزب الله

ناقش “التجمع اللبناني” التطورات وأصدر البيان التالي:

أولاً: دخل لبنان ازمة حكم جديدة، حرب الصلاحيات اندلعت في سياق القضم المتواصل للصلاحيات الدستورية لرئاسة الحكومة،على خلفية حادث البساتين الذي علّق أعمال مجلس الوزراء، وكشف هشاشة التسوية الرئاسية التي قامت على تبادل الخدمات والمنافع لأطرافها، وشكلت الدعوة الرئاسية لتفسير مادة دستورية دعسة ناقصة مقصودة…ما يؤكد أن الدخول في الازمة اسهل بكثيرمن الخروج منها،لأن المشاركين فيها لا يملكون حرية الوصول إلى الىتسوية وإنما حرية التصعيد والمناورة والتعطيل انتظاراً للقرارالذي يُملى عليهم من صاحب القرار في الحقبة الحالية!

اقرأ أيضاً: عدنان منصور: إدراج ظريف على لائحة الحظر قرار أحمق

ويظهرحزب الله للعلن، وبدون مواربة، انه وراء افتعال الازمة وفق أجندة مرسومة ترمي الى توجيه ضربة للزعماء الذين يتمتعون بقاعدة شعبية داخل طوائفهم تمكنهم من معاندة سياسات الالتحاق بالمشروع الايراني الذي يقوده الحزب والتي بدأت تظهر بوادرها في حملات الكراهية المنظمة ضد اللاجئين السوريين والفلسطينيين وفي خطابات طائفية مقيتة ضد الخارجين على مشروع تحالف الاقليات، يقودها الفريق الرئاسي، حليف الحزب في تفاهم مارمخايل، والمتنطح الى إقامة ولاية لبنانية يحكمها فريق مسيحي مرتبط بإيران!

ان فتنة الجبل هي الخطوة الاولى من اجل تنفيذ هذا المشروع، ويبدو التصعيد في مواقف حزب الله والفريق الرئاسي مفتعل يرمي الى إحكام الحصار على جنبلاط الذي يشكل الحلقة الاقوى بين المعارضين لهذا المشروع وهم يعتقدون انهم بكسر هذه الحلقة فان بقية الحلقات سوف تتداعى بسهولة اكبر…

لاشك بان حزب الله قد تعلم من التجربة السابقة بان صف معارضيه من داخل النظام يمكن ان يتصدّع بسهولة عند اول امتحان للقوة وهذا ماحدث في7 ايار يوم غزا حزب الله بيروت والجبل، ووقفت

السلطة وجيشها وقواها الامنية موقف المتفرج مما يجري، فكيف اذا ما كان الفريق الرئاسي يقف اليوم طرفاً في الهجوم على المعارضين؟ …وهنا مكمن الخطورة في كل ما يجري!

للاسف الشديد، نشاهد تصدعاً في صف “المعارضين” من داخل النظام حين تنجرف بعض اطراف الحكومة في لعبة الكراهية ضد اللاجئين وتزايد على الفريق الرئاسي في اعلان مواقف معادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان في تجاهل واضح للقوانين 128 و129 التي تمنح اللاجيءالفلسطيني وضعاً خاصاً… ويسمح هذا الموقف لحزب الله بالظهور بمظهر المدافع عن حقوق الفلسطينيين في هذه اللحظة الخطيرة من عمليات الاستقطاب الجارية في لبنان والمنطقة!

ثانياً: وبينما يندفع حزب الله في سياسة تكبيل ايادي معارضيه ومحاولة شل حركتهم، نرى بعض القوى المتنطحة لانتقاده تلعب دور راس الحربة في لعبة قمع الحريات وصولاً الى محاربة فرقة موسيقية تحت حجة الدفاع عن القيم الدينية!!! فمن جهة يدعوحزب الله علناً لولاية الفقيه ومن جهة اخرى تدعو قوىً، من المفروض انها على الطرف النقيض منه، الى تحكيم المؤسسة الدينية في تقييم افكارنا وثقافتنا وفنوننا وهي في هذا تلتقي مع حزب الله في تحكيم المؤسسات الدينية في رقاب اللبنانيين!

إن ما يحدث اليوم يجعلنا نتمسك اكثر من أي وقت مضى بضرورة قيام الدولة المدنية ومؤسساتها العلمانية كحل لا بد منه لصيانة الوطن والحفاظ عليه في وجه ماتتعرض له الدولة اللبنانية من محاولات لتصديعها وتدمير مؤسساتها وضرب الحياة الديموقراطية.

ثالثاً: يرى التجمع اللبناني ان ما تمر به المنطقة لابد وان ينعكس علينا سلباً ام إيجاباً ، وهو يرصد بعين المراقب ما يجري حولنا وهو يدرك تمام الإدراك ان المحور الايراني يحاول ان يوازن الضغوط التي يتعرض لها في المنطقة بالمزيد من إحكام اليد على لبنان ومقدراته مستفيداً من انصياع الحكم لسياسات هذا المحور من جهة ومن تشتت قوى المحاصصة المختلفة معه من جهة أخرى!

ومما لا شك فيه أن غياب معارضة شعبية فاعلة يترك الحرية كاملة للمحور الإيراني في إملاء سياساته على البلد وجره إلى حافة الهاوية..ومن هنا فإن التجمع اللبناني يرفع الصوت من جديد ويؤكد على ضرورة قيام إطار شعبي يجمع المعارضة الحقيقية الضرورية في هذه اللحظة من أجل إنقاذ لبنان وتجنيبه مخاطر الحروب وسياسة العقوبات التي تطال أطراف ذلك المحور والتي قد تنعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني ومعيشة اللبنانيين.. هذه هي مهمتنا الأساسية في هذه الفترة العصيبة.

السابق
لبنان: مَن يبدد هواجس الانهيار؟
التالي
روسيا.. أزمة حكم أم أزمة نظام؟