هل سيعود آل الأسعد لرئاسة مجلس النواب في لبنان؟

لقد استمر حكم آل الأسعد الوائليين في بلاد الشيعة في جبل عامل قرابة أربعة قرون، وكان حكمهم في الظل أثناء التسلط العثماني، واستطاعوا المحافظة على زعامة رجالهم العاملية عبر تحالفات وخدمات متنوعة قدَّموها للسلطات العليا العثمانية، وقد نافسهم في مراحل متأخرة على زعامة الشيعة أسر أخرى كآل الزين وآل الخليل وآل عسيران.

 وشهد جبل عامل نزاعات بين هذه العائلات كانت تتحول إلى نزاعات مُسلَّحة في بعض الأحيان، وبقيت الأسرة الأسعدية هي صاحبة اليد العليا، ليستمر حكمها بعد انهيار الدولة العثمانية وانتقال السلطة إلى الانتداب الفرنسي الذي قرَّب بعض رموز آل الأسعد لغايات لا تخفى، واستطاع الأسعديون بالحنكة السياسية استمالة المندوبين الساميين الذين سمحوا ببقاء زعامة بيت الأسعد في بلاد الشيعة وبالخصوص في جنوب لبنان.

ولما نال لبنان استقلاله وتعرض لعدوان إسرائيلي على حدوده الجنوبية بعد سنوات، وفي ظل نشاط المنظمات الفلسطينية المسلحة في الجنوب وحلفائها من اليسار اللبناني، لم يجد هؤلاء حرجا في اتهام آل الأسعد م ببيع أراض لليهود، مما فتح باب تخوين هذه الأسرة ورموزها،  ثم جاء الإمام القائد المغيب السيد موسى الصدر لينافس أمجاد هذه الأسرة فأسس حركة أمل التي كان أحد أهدافها القضاء على الإقطاع السياسي في جبل عامل المتمثل في التيار الأسعدي وبقية التيارات العائلية التي حكمت بلاد الشيعة في تلك الحقبة من التاريخ..

اقرأ أيضاً: نبيه بري: ربع قرن برئاسة مجلس النواب و38 سنة في رئاسة حركة أمل!

وبعد تغييب الإمام الصدر آلت الأمور إلى ما آلت إليه فظهرت زعامات شيعية جديدة مع هيمنة ثنائية حركة أمل وحزب الله المدعومتان من ايران وسوريا على المشهد الشيعي العام، لتمحو من الذاكرة أمجاد آل الأسعد ..

 ومنذ ثلاثة عقود عاود بعض رموز آل الأسعد العمل السياسي من البوابة السورية، ومن خلال تحالفات مع قوى سياسية جديدة ليتمكن فيعيد إلى الذاكرة التاريخ الأسعدي من بعض جهاته، ومن بعده حاولت ثلاث شخصيات من آل الأسعد التحرك السياسي نحو البرلمان دون جدوى ، فكانت مساعي كل من رياض الأسعد، وأحمد الأسعد نجل الرئيس كامل، ومعن الأسعد مؤسس التيار الأسعدي الجديد.

كانت مساعي هؤلاء لتصدُّر الواجهة الانتخابية عند كل استحقاق، ولكن هذه الشخصيات السياسية لم تتمكن من المنافسة في الانتخابات لأسباب عديدة أهمها التحالف الكبير والقوي بين حزب الله وحركة أمل في الانتخابات ..

  واليوم تحاول بعض هذه الشخصيات الأسعدية نسج تحالفات في الساحة اللبنانية تمهيداً لمرحلة ما بعد الرئيس نبيه بري، وتتجاهل هذه الشخصيات الأسعدية في خطابها السياسي الرئيس بري وكأنه ليس موجوداً على الساحة السياسية اللبنانية!

 وفي المقابل تحاول هذه الشخصيات التودد من قيادات حزب الله كون الحزب هو القوة الضاربة التي ستكون لها اليد العليا لتحديد هوية الرئيس العتيد الذي سيخلف الرئيس بري في رئاسة المجلس النيابي، فبعض الشخصيات السياسية الأسعدية تحاول العودة إلى الواجهة من بوابة حزب الله ولا تخفي طموحها لإعادة أمجاد الحكم الأسعدي للبرلمان النيابي اللبناني.

اقرأ أيضاً: الاقطاعي كامل الأسعد

فهل سيكون من السهل مثل هذا الاختراق لتعقيدات البرلمان اللبناني؟ وهل سيكون نزول الرئيس بري عن كرسي البرلمان اللبناني كافياً لحسم هذا الخيار أم سيستمر نهج ودور الرئيس بري بمن سيُقحِمُه لخلافته في رئاسة مجلس النواب من بعده؟

 سؤال للغد .. وإن غداً لناظره قريب …

السابق
المحاكم الشرعية الجعفرية وإطلاق دفتر شروط الزواج: خطوة إيجابية لكنها غير كافية
التالي
النجدة الشعبية انهت مؤتمرها العام وانتخبت هيئتين إدارية ورقابية