هل يملك اللبنانيون مقومات مواجهة شاملة مع «إسرائيل»؟

الاعلام الحربي
حتى الآن لم تتمكن المقاومة اللبنانية من إقناع بقية الفرقاء في الوطن بواجب المواجهة العسكرية الميدانية مع إسرائيل, وهي التي لم تتمكن من تجنيد غير الشيعة في صفوفها في كل المراحل السابقة منذ أربعة أو خمسة عقود وحتى الآن.

فالمسيحيون والدروز في المرحلة الراهنة لم يكن لهم دور يذكر في العمليات العسكري التي أدت إلى تحرير جنوب لبنان وبقاعها الغربي من الاحتلال الإسرائيلي، والبعض  من هؤلاء يعيش على أمجاد الأجداد في الماضي عندما كان لبعض المسيحيين والدروز دورٌ في القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والقرى اللبنانية الحدودية منذ نكبة فلسطين عام 1948. فالمشاركات غير الشيعية في العمل العسكري ضد العدو الصهيوني في عمليات التحرير لغاية عام 2000 وفي مواجهات تموز 2006 كانت شبه معدومة، وإن كان الجيش اللبناني قد لعب دوراً محدوداً وخجولاً.

اقرأ أيضاً: نصر الله يجر لبنان إلى حرب إقليمية

أما بالنسبة للمسلمين اللبنانيين من الطائفة السنية الكريمة فلم يكن لهم دور معتبر يذكر في التحرير منذ خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان ، وإن كان البعض منهم قد خاضوا مواجهات مهمة أثناء الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 ، ولكن العبأ الأكبر في كل عمليات المقاومة  اللبنانية كان يُلقى على المسلمين الشيعة في كل المراحل المذكورة، والكثير من الشيعة بل الأكثر لم يشاركوا في العمليات العسكرية التي نَعُمَ بثمارها كل اللبنانيين بكل طوائفهم وفئاتهم.

وبالأمس في مواجهات الحدود الشرقية وقف الجيش والمقاومة وقفة واحدة ليتحقق النصر الحاسم على الإرهاب عند الحدود الشرقية ، فهل سيتكرر المشهد في أي حرب مقبلة مع الإرهاب الإسرائيلي عند الحدود الجنوبية في الحرب المقبلة التي يكثر أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الحديث عنها في الإعلام عند كل إطلالة له؟ أم ستترك الطائفة الشيعية لوحدها في المواجهة؟ ففي الوقت الذي لم يكن للشيعة في الدولة حصة تميزهم عن سائر الطوائف! هل ستبقى تبعات الحرب عليهم لوحدهم يتحملونها عند كل منعطف دون وقوف سائر اللبنانيين في الميدان العسكري معهم في المواجهات القتالية ؟ ففي الوقت الذي لم تتمكن المقاومة اللبنانية من إقناع جميع اللبنانيين بخوض مواجهة شاملة مع إسرائيل ، فعلى أي أساس ستبني المقاومة حساباتها الحربية والجهادية والقتالية المقبلة؟ هل ستبنيها على حساب الشيعة الذين يعاني غير المقاتلين منهم من أبسط مقومات الصمود والتصدي؟

اقرأ أيضاً: «حرب تموز» بعد 13 عاماً: كيف ينظر اللبنانيون إليها؟

فجهوزية المقاومة المسلحة للمواجهة الشاملة لا يقابلها جهوزية الشارع الشيعي لمثل ذلك، فالشارع يشكو من كثير من مقومات هذه المواجهة المرتقبة، فهل ستأخذ قيادة المقاومة ذلك بالحسبان في أي قرار قد تأخذه بالنيابة عن كل اللبنانيين عموماً والشيعة بنحو الخصوص؟ أسئلة بحاجة للإعداد والجواب قبل أي عمل عسكري قادم مرتقب، اللهم قد بلَّغْت… 

السابق
ولاية الفقيه… بين تعزيز دور علماء الدين الشيعة وإذلالهم
التالي
سجال حاد في مجلس النواب… سليم عون لنديم الجميل: «يلي خلّف مات وشبع موت»