«حزب الله» يهدم كيان علماء الدين الشيعة المستقلين

علماء الدين
منذ أكثر من سنة وحزب الله يتخبط في أزماته الاقتصادية التي تزداد قسوة يوماً بعد يوم من خلال ارتفاع وتيرة العقوبات الاقتصادية على رجاله ومنابعه..

من أهم المصادر المالية التي يحاول “حزب الله” من خلالها تعويض خسائره المالية، هي السيطرة على منابع الحقوق الشرعية، من الخُمس والزكاة والصدقات الواجبة والمستحبة، وسائر الهبات والتبرعات والهدايا من هنا وهناك.. ولذلك فانّ “هيئة دعم المقاومة الاسلامية” التابعة ل، تعلن في مراكزها المخصصة لجمع المال والتبرعات، عن استعدادها لقبول “الحقوق الشرعية” المالية المشار إليها إلى جانب التبرعات الأخرى العينية والنقدية..

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (45): مسلك علماء الشيعة بين الفقر والثراء

ولما كانت وكالات علماء الدين الشيعة المستقلين من مراجع النجف الأشرف وقم المشرفة، مزاحمة لسياسة حزب الله المالية والاقتصادية لجمع الحقوق الشرعية المالية المشار إليها، وحصرها بيده، فإن ن هذه الوكالات – التي تُعدُّ بالمئات في لبنان – هي مصدر وازن لاستقطاب الحقوق الشرعية المالية، ولأن هذه “الوكالات” تحظى بتأثير كبير في دوائر اجتماعية ليس للحزب فيها نصيب، فقد عمد ويعمد حزب الله لتشويه صورة وصفحة علماء الدين الشيعة المستقلين، حتى لا تبقى لديهم القدرة والقوة المعنوية والروحية على اجتذاب الناس للحصول على رؤوس أموال الحقوق الشرعية، التي بدورهم يقومون بها على شرائح من المجتمع لا تريد العمل السياسي الحزبي وليست تحت مظلة حزب الله!

اقرأ أيضاً: محاربة حزب الله لعلماء الدين الشيعة (1): مهاجمة من لا يؤمن بولاية الفقيه

وطرق تشويه وتهشيم وتهميش علماء الدين الشيعة المستقلين من قبل حزب الله مستمرة في السرّ والعلن، وإن كانت قد أخذت أشكالاً متعددة، من خلال النفي الإعلامي والثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي. يتم ذلك عبر جهاز نشر الدعايات والإشاعات المضادة المغرضة، التي يخالف فيها الحزب كل موازين الشرع الحنيف! وكل ذلك تحت عنوان ضرورات العمل الإسلامي التي ما أنزل الله بها من سلطان. فمتى يُعطى الأمان لعلماء الدين الشيعة المستقلين ليتحركوا في ورشة الإصلاح والتغيير في لبنان بحرية هذه الورشة التي عجز معمموا حزب الله الكُثُر، عن النهوض بها في العقود الأربعة الماضية؟ ومتى يترك وكلاء مراجع التقليد غير الحزبيين وغير السياسيين متى يُتركون بحرية ليوصلوا الحقوق الشرعية المالية إلى أهلها من الفقراء والمعوزين والمحتاجين من نساء وأطفال وشيوخ وعاطلين عن العمل، ومرضى وعجزة الذين تفوق أعدادهم التصور في المجتمع الشيعي في لبنان، بسبب الأزمة الراهنة التي عجز حزب الله عن حلّها؟ متى يكون ذلك؟

السابق
المأساة البيئية في الضاحية الجنوبية
التالي
رفع جلسة مناقشة الموازنة العامة الى السادسة مساء