بين الاقتباس والتجارة: الدراما نصّ بلا روح…

زلزال
ما أن هدأت حماوة الموسم الرمضاني الفائت، حتى بدأت المشاريع الدرامية بالتحضير في محاولة لكسب السوق منذ البداية، وتبدّل في منحى التسويق لصالح إيجاد مسرب للمنصات الرقمية بعد تراجع صدارة القنوات الفضائية في نسب المشاهدة.

وسط ذلك، يبدو أن القلق الأكبر يتجسد في غياب روح النص الصافي، في ظل عدم وجود مشاريع درامية صافية تعبّر عن هوية الكاتب وتخرج من بازار الأعمال المعدّة سلفاً كطبق طعام جاهز للتقديم على الشاشة.

وهنا إذا ما خيّر للجمهور فرصة إعادة مشاهدة العمل التلفزيوني الدرامي، فهل سيقدم على ذلك لمرة ثانية. هل ما زالت الحلقة الدرامية قادرة على أسره لمشاهدتها مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: حياة النجوم الخاصة.. ملك من؟!

في السنوات القليلة الفائتة، غابت الدراما المحلية عن حديث فئة الشباب وباتت الأعمال الأجنبية هي حديث الساعة، ما استدعى شركات الإنتاج للخوض أكثر في غمار مسلسلات القوالب الجاهزة لمحاولة استقطاب الجمهور، فهو يشاهد نفس صورة المسلسلات الأجنبية ويتابع نمط الإخراج ذاته حتى ستايلات النجوم المنسوخة من الأعمال المستوردة.

ونظراً لغياب الأقلام الشابة في العالم العربي عن الدراما، ورؤية الكتاب الكبار في دراما ذاتية تعبّر عن نظرتهم للدراما من جانب روائي وقصصي بحت، تنامت الفجوة في الوصول إلى دراما مقنعة للشباب وتحمل ديمومة مسيرة الكاتب وتضمن له أعمالاً متتالية في ذات السياق الفني العالي، وهذا ما وقع فيه الكاتب المصري عبد الرحيم كمال في الموسم الفائت بعدما تبرأ من مسلسل “زلزال” للفنان الشاب محمد رمضان. رمضان الذي يشكل حالة جماهيرية استثنائية لم يحترم تاريخ كمال في أعمال قيّمة مثل “ونوس، واهو ده اللي صار”.

المخرجة كاملة أبو ذكرى وبعد سلسلة من أعمال الدراما والسينما الناجحة انسحبت من مسلسل “زي الشمس” القائم على نمط الفورمات، ما أوقع الإنتاج في إرباك وخلخل من توازن العمل.

اقرأ أيضاً: خيام اللجوء تهتز طرباً بصوت مكادي نحاس

في الدراما المشتركة، لم يكن حال مسلسل “الهيبة” مغايراً عن “العراب” الذي سبقه بسنوات في مشكلة إيجاد سيناريست يكتب نص متفق عليه مسبقاً ومستوحى من فيلم أو مسلسل أجنبي.

وعلى أبواب التحضيرات لدراما 2020 رهان شائك أمام كتاب الدراما بعد تغير بوصلاتهم من دراما محلية إلى عربية معدة مسبقاً، ومن إطار القصص الاجتماعية الواقعية إلى الخيال والبوليسية والفانتازيا البعيدة عن ملامسة تحولات المنطقة في هذه الفترة الحساسة من تاريخ شعوب الشرق الأوسط.

السابق
جبق أطلق برنامج التعليم الصيدلي المستمر وأكد إلزامية متابعة المحاضرات تعزيزا للمهنة
التالي
أرسلان: ما حصل فتنة مخطط لها وتم التحريض عليها قبل يومين والمطلوب تحويل هذا الملف الى المجلس العدلي