أين مصلحة لبنان بعدم الانضمام لاتفاقية أوتاوا لنزع الألغام؟!

الالغام
مرة جديدة، يرفض حزب الله انضمام لبنان الى اتفاقية اوتاوا، التي تهدف الى حظر استعمال وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدمير الموجود منها، الأمر التي اعتبرته أوساط في حزب القوات اللبنانية بأنه فرصة ضائعة للبنان للتخلص من الألغام الموجودة على الأراضيه وتدميرها بتمويل من الدولة النروجية.

وكان الإتفاق قد أثار حرجاً في مجلس الوزراء، الذي لم يستطع الانضمام الى هذا الاتفاق على رغم ورود الطلب ودرسه لدى الجيش اللبناني. بعدما اعتبر وزراء “حزب الله” أن فيه تقييداً لعمل المقاومة في وجه اسرائيل، مما دفع برئيس الحكومة سعد الحريري الى إرجائه.

ويرفض هذا الإتفاق من قبل اسرائيل أيضاً الى جانب لبنان، الأمر الذي استغربته مصادر قواتية، حيث قالت: ” المستغرب تقاطع الحزب وإسرائيل على عدم توقيع هذه الاتفاقية، الأمر الذي دفع نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني إلى مخاطبة وزراء الحزب قائلاً انّ انضمام لبنان الى هذه الاتفاقية يجعل لبنان في موقع متقدّم على إسرائيل ويُظهرها على حقيقتها في الموقع الخارج عن الشرعية الدولية، كذلك يخوِّل لبنان تلقّي مساعدات مالية سنوية من دولة النروج بغية التخلّص من الألغام الموجودة على الأراضي اللبنانية وتدميرها”.

واعتبرت المصادر أن السبب برفض الحزب انضمام لبنان للإتفاقية، هو ترسانته العسكرية خارج إطار الدولة اللبنانية، وحساباته المتصلة بالسلاح التي حالت دون الانضمام إلى هذا الاتفاق المهم.

وفي هذا الشأن، قال النائب السابق انطوان زهرا، في حديث ل”جنوبية” أن رفض حزب الله يأتي لأن ذلك يحد من حركته العسكرية، وهو ما يعلنون عنه بشكل واضح. وعن امكانية تمرير الملف بقرار من مجلس الوزراء، قال: “لا لن يمر بعد رفضه في المجلس، ولا أعتقد أن الأمر سيطرح مرة أخرى، وذلك لأن الحزب ليس لوحده في الحكومة فالى جانبه كتلة من 11 وزير بامكانه استغلالها لاسقاطه”.

وأضاف: “كنا نستطيع أن ننتهي من أزمة الألغام الى الأبد ولكن الحزب “حاكمك وربك”.

وأشار الى أن بهذه الخطوة نظهر للمجتمع الدولي بأننا مثل إسرائيل، وقال: “شو وقفت على هالأمر؟ فهناك الكثير من القضايا التي تثير تساؤلات المجتمع الدولي بسبب بعض الأطراف الداخلية”. واعتبر أنه كان من الضروري أن نتميز عن اسرائيل بهذه الخطوة، ولهذا السبب قلنا بأن ما حصل هو عبارة عن فرصة ضائعة.

ويذكر أن الإتفاقية المذكورة حررت في أوسلو، النرويج في 18 أيلول عام 1997، وتهدف الى إنهاء المعاناة والإصابات الناتجة عن الألغام المضادة للأفراد التي تقتل أو تشوه، كل أسبوع، مئات الأشخاص، معظمهم من الأبرياء والمدنيين العزل وبخاصة الأطفال، وتعيق التنمية الاقتصادية والتعمير، وتمنع اللاجئين والمشردين داخلياً من العودة إلى الوطن، وتتسبب في نتائج أخرى وخيمة بعد سنوات من زرعها.

اقرأ أيضاً: أهالي عرسال ضحايا الألغام… والإهمال!

وتتألف الإتفاقية من 22 مادة، بعناوين مختلفة، وهي غير محددة المدة، وعلى كل دولة طرف في الإتفاقية أن تلتزم وتتعهد بعدم باستعمال الألغام المضادة للأفراد، وعدم استحداث أو إنتاج الألغام المضادة للأفراد أو حيازتها بأي طريقة أخرى، أو تخزينها أو الاحتفاظ بها أو نقلها إلى أي كان، بصورة مباشرة أو غير مباشرة، إضافة الى عدم مساعدة أو تشجيع أو حث أي كان، بأي طريقة، على القيام بأنشطة محظورة على دولة طرف بموجب هذه الاتفاقية.

وتتعهد أيضاً كل دولة طرف بأن تدمر جميع الألغام المضادة للأفراد أو تكفل تدميرها وفقاً لأحكام هذه الاتفاقية.

السابق
اصطياد سمكة عملاقة في بحر صيدا بوزن 65 كلغ
التالي
«الصناعة»: عناصر نقولا فتوش منعت فريق الوزارة من انجاز مهامه في عين دارة