قناة سامر فوز تتحايل على العقوبات الأميركية

سامر الفوز
يبدو أن رجل الأعمال السوري الموالي للنظام سامر الفوز قرر تصعيد الموقف تجاه العقوبات الأميركية الموجهة ضدّه، فبعد قرابة العام على إطلاق قناة "لنا" كأول قناة تلفزيونية فضائية تبث للداخل السوري بعد الثورة، قررت إمبراطوريته الإعلامية إطلاق مشروع إعلامي جديد يحمل اسم "كيوميديا" ويشمل منصة إلكترونية انطلقت قبل أشهر، وتلفزيون وإذاعة يجري التحضير لهم للبث من داخل المنطقة الحرة في دمشق.

المختلف هذه المرة أن فوز لم ينتقِ بيروت لإطلاق المشروع كما فعل في قناة “لنا” التي ما زالت تسجل وتبث برامجها من داخل منطقة “الداون تاون” وسط العاصمة اللبنانية، بل اختار العمل من دمشق رغم سقف العقوبات والتهديدات العلنية المتلاحقة للفوز بعد استيلائه على جزء كبير من مقدرات الاقتصاد السوري وواجهته الإعلامية.

حالة التمدد لشركات فوز تشبه سيطرة نجيب سيوريس في مصر على شبكات الإعلام وتصدر رجل الأعمال وليد أبوهشيمة ومن بعده المنتج تامر مرسي لواجهة القطاعات الإعلامية من إدارة شبكات تلفزيونية إلى حقل الإنتاج الدرامي، ما حول الخطاب الإعلامي في مصر إلى اتجاه واحد ينطق بذات المفردات وعبر شعارات مختلفة.

اقرأ أيضاً: عقوبات أميركية ضد 16 شخصا وكيانا سوريا بينهم سامر فوز

أما الفارق في سوريا فهو غياب الإعلام القوي ما فتح المجال للفوز كي يتمدد بشكل أفقي واسع، بدءاً من قناة “لنا” التي استقطبت الجمهور عبر عرض مسلسلات قديمة تشمل وجوه معارضة للنظام، ما خدع به الجمهور وظنه محاولة جدية لفصل السياسة عن الفن، لتأتي شركة الإنتاج الممولة من قبل الفوز ذاته وتحمل عنوان “إيمار الشام” وتنتج مسلسلات عديدة تصب في مصلحة النظام، فحاولت طمس الثورة بتهمة الإرهاب، وتبنت رواية النظام الكاذبة عن الأسلحة الكيماوية، وعمدت الى تصوير المجتمع السوري أنه يريد ان يعيش في كنف نظام الأسد فقط.

من ناحيتها عملت قناة “لنا” على إطلاق عدة برامج وعبر إنشاء قناة رديفة لها حملت اسم “لنا بلاس” واتجهت القناتان إلى إنتاج رديء ضعيف التكلفة لم يقنع الجمهور خاصة لتقديمه من قبل عدة مذيعين لبنانيين أضروا بهوية القناة السورية.

اقرأ أيضاً: لم يبق إلاّ العفن

بالمقابل جاء مشروع “كيوميديا” كشبكة إلكترونية تحاكي مفاهيم وسائل التواصل الاجتماعي، لكن سلسلة من الإخفاقات في بداية الطريق عثرت الشبكة في الوصول للجمهور ما دفعها للاعتماد على مواضيع رائجة لكسب المتابعين دون أي استراتجية واضحة للعمل.

وسط ذلك كله ما زالت الأرقام الفلكية التي يتناقلها الصحفيون عن حجم تبييض الأموال في المشروعين صادمة حد الرعب، فهل هذه هي ملامح الصورة الإعلامية السورية بعد سنين الثورة السمان؟!

السابق
ترحيل سوريين معارضين من لبنان بالتنسيق مع السفارة السورية!
التالي
المراهق علي ضحية «خيبة عاطفية»