نهايات مسلسلات رمضان المخيّبة: لماذا علينا تصديقكم؟!

وكأنّ كتاب الدراما تفاجأوا بأنهم بلغوا الحلقات الأخيرة فما كان منهم إلا إنهاء المسلسلات الرمضانية بشكل مستعجل بعد ساعات من الإيقاع البطيء، ما دفع الجمهور للتساؤل عن مدى واقعية هذه النهايات وما الذي يلزمهم على تصديق ما آلت إليه الحكاية الدرامية في نهايتها المخيّبة؟!

لا شك أن النص الدرامي هو ملك الكاتب الذي يبنيه وفق خياله وكيف تحركه دوافعه ونظرته للحياة إلى صياغة فرضية تتحرك فيها الشخصيات وتتصارع وصولاً لذروة تبدأ بعدها العقد بالانحلال، فكيف إذا كانت العقدة لدى الكتاب تصاغ في الحلقات الأخيرة وتنحل في المشهدين الأخيرين، فنسأل أنفسنا لماذا علينا مشاهدة مسلسل اسمه “خمسة ونص” دون معرفة سبب التسمية حتى اللحظة الأخيرة، وإذ به توقيت موعد الحادث الذي تتعرض له “بيان” في المسلسل مع لقطة لساعة النجمة وسط بيروت قرب البرلمان، وحتى الوصول للنهاية كانت مسارات الأحداث قد تقاطعت بشكل ضعيف لتصّور “بيان” على أنها المحور الرئيسي، فتارة هي الزوجة المخدوعة من قبل زوجها، كما هي الأم التي ستحرم من ابنها الصغير، هي الطبيبة التي نذرت نفسها من أجل الأطفال المصابين بالسرطان، وهي أيضاً وأيضاً النائب السياسي التي وصلت لسدّة البرلمان لحل مشاكل لبنان العالقة ولا سيما مطامر النفايات. كل ذلك جاء مصدراً دون إيلاء الأهمية الأساسية لواقعة الخيانة وكأن العمل وجد لها مبرراتها فبدت “بيان” ضحية بدل ان تكون مذنبة.

بالمقابل، انطوت صفحة “الحصاد” في ثالث مواسم “الهيبة” على تصفية رجال المافيا لبعضهم رغم أن الشخصيات المتورطة تداخلت بين المواسم فلم يعد واضحاً من هو متحالف مع من؟ فجاءت ربع الساعة الأخيرة من المسلسل كمشاهد هوليودية ملأت الشاشة بالدماء، وانتهى الحصاد بمشهد طويل يسقط فيه الرصاص زخاً على سيارة “جبل” وابنه وزوجته في الجزء الثالث، ولكن المفارقة أنّ يد “جبل” وبعد العرس الدموي تمكنت من فتح باب السيارة مع رجفة تشوق الجمهور لانتظار جزء رابع كما تثير الشائعات.

اقرأ أيضاً: مسلسلات دراما 2019: حكايات لا تشبهنا!

حرص مسلسل “أسود” من ناحية ثانية على الغوص في أعماق قضايا التحرش الجنسي والانعكاس النفسي لهذه الظاهرة على الأبناء حين يكبرون، وإن تعارض هكذا طرح جدلي مع أجواء شهر رمضان المبارك، فإن التوقف جاء عند مدى نضوج الحكاية سواءً من ناحية ظهور الأبطال وإطلالاتهم المبالغ بها أو من مدى سذاجة النهاية التي توقعها جميع المشاهدين منذ الحلقات الاولى بمقتل الشريرين وانتصار البطل والبطلة أسود وحبيبته، مع ضعف غير مبرر في المؤثرات العاطفية لمشهد لقاء الحبيبين في المشهد الاخير.

النهايات الوردية لاحقت مسلسل “بروفا” رغم التصعيد الدرامي طوال المسلسل، ومحاولة إبراز جيل المراهقين كجيل بائس لا يعرف كيف يحدد دوافعه أو وضع خطة لأحلامه، إلا أن النهاية جاءت كحل مشجع لوصول كافة الشباب لأحلامهم مع مقاربة واقعية أن ما يعكسه الشباب عبر صفحاتهم الافتراضية على مواقع التواصل لا يعني بالمحصلة صدق ما ينشرونه، بل في كثير من الأحيان حالة إيهام لما يريدون عكسه عن شخصياتهم.

وسط ذلك كله، خيبة تلاحق الجمهور الذي تحول برؤية شركات الإنتاج إلى متفاعل رقمي عليه صناعة حالة جماهيرية للعمل أثناء عرضه من أجل سوق الراتينغ، دون إيلاء أي اهتمام لمشاعره ووعيه في مدى تأثير ما يشاهد وهل تركيزه في المتابعة يستحق التقدير، أم ان الدراما وجبة باتت منتج استهلاكي تنتهي صلاحيته عند الحلقة رقم 30؟

السابق
علوش لجنوبية: جريمة طرابلس فظيعة والحملات على السنّة مؤشر خطير
التالي
لواء ‘الفاطميون’ يغادر سوريا الى ايران لمواجهة اميركا