شكراً آيسلندا شكراً للمتمردين على مادونا

ايسلندا
ايسلندا التي عدد سكانها 360 ألف شخص، اكثر اخلاقية بـ 225 ضعف مرة عن المانيا التي اعتبرت حركة بي.دي.اس حركة لاسامية وعنصرية.

يعيش في آيسلندا 360 ألف شخص. وفي المانيا يوجد اكثر من 80 مليون، أي اكثر بـ 225 ضعف ايسلندا. ولكن في اختبار الاخلاق فان ايسلندا هي اخلاقية ليست فقط اكثر من 225 ضعف من المانيا، بل ألف ضعف، مع تاريخها القاتل خلال اجيال ولا سيما ضد اليهود. في هذه الاثناء، بدل القيام بدور رئيسي في احلال السلام والعدل في الشرق الاوسط، تضع المانيا كل اسهمها في الاحتلال الاسرائيلي وفي مواصلة قمع الشعب الفلسطيني.
هنا في ايام الاورفزيون السعيدة خرج البوندستاغ الذي صدى اسمه ما زال يثير القشعريرة لدى الكثيرين، خاصة هنا، خرج بقرار يعتبر حركة بي.دي.اس حركة لاسامية وعنصرية، الامر الذي اثار الحزن والأسى الكبير لدى بتسلئيل سموتريتش، فارس حقوق الانسان.
اجل، يوجد لاساميون في بي.دي.اس، لكن يوجد الكثيرون ومنهم يهود يرون في المقاطعة صورة للنضال المشروع ضد المظالم والشر الذي ترتكبه اسرائيل ضد الفلسطينيين. الكثيرون ممن يؤيدون المقاطعة يعتبرون هذه الخطوة جرس انذار من اجل الشرح للاسرائيليين بأن الاحتلال ينبت ديكتاتورية تعتبر ترتيبات الحكم السليم غريبة عليها. انظروا الى قانون الحصانة المتبلور.

اقرأ أيضاً: الورطة الايرانية

في هذه الاثناء المنافقون في هيئة الاذاعة الاوروبية يعلنون أن مسابقة الاورفزيون هي “حدث غير سياسي”، كل ذلك ردا على ظهور راقصين رسمت على ملابسهما اعلام اسرائيل وفلسطين في الوقت الذي غنت فيه مادونا. الايسلنديون الذين رفعوا اعلام فلسطين يتوقع أن تفرض عليهم عقوبة، الحديث يدور عن غرامة مالية أو وقفهم في مسابقة الاورفزيون. اسرائيل المحتلة الى الداخل وايسلندا المؤيدة لحقوق الانسان الى الخارج. اوروبا اللاسامية والعنصرية تسير في الخلف.
مع ذلك، يطرح سؤال ما هو سياسي في علم فلسطين؟ حيث أن هذا العلم هو علم شعب. لماذا يتبنى الاوروبيون بسرعة البرق رواية اليمين الاسرائيلي بشأن العلم؟ حيث أنه في مرات كثيرة رفرف هذا العلم في لقاءات ثنائية بين زعماء اسرائيليين وفلسطينيين. ما الجريمة التي ارتكبها الراقصون في عرض مادونا؟ باستثناء القول للعالم “انتبهوا للرجل الحاضر – الغائب في هذا الاحتفال الكبير الذي يشعر به الجميع، رغم كل محاولات اخفائه. السادة هنا يحاولون اقناع العالم بأن فلسطين غير موجودة، ولكن قطعة قماش بأربعة الوان اثارت هزة ارضية. نعم، هذه هي قوة فلسطين، هي تقض مضاجع المضطهدين.
لذلك، شكرا لكما أيها الراقصين المتمردين على مادونا، اللذين من اجل أن يحسنا الرقص ويفرحا الـ 200 مليون مشاهد، قررتما التذكير بأن الظلم الذي يحدث حقا في الساحة الخلفية للمنصة التي وضعت بكامل قوتها امام العالم. اجل، يوجد اكثر من مليوني فلسطيني محاصرين تماما في غزة على بعد مرمى حجر عن تل ابيب. واردتما الشرح للعالم بأنه من مصلحة هذا الحدث الفاخر تم اغلاق المجال على 3 ملايين شخص في الضفة الغربية. حقا ما هو الخطأ في هذا البيان الاعلاني البريء، الذي قدم على ظهر راقصين ممتازين؟
الايسلنديون يستحقون الشكر بـ 225 ضعف الشكر، عدد سكان هذه الدولة الجميلة. ايضا هم قرروا المشاركة في التشويش على التزييف الكبير المعروف امام العالم. هؤلاء الاصدقاء من ايسلندا شرحوا لـ 200 مليون مشاهد أنه في الوقت الذي استعدت فيه دولة اسرائيل لاستضافة القادمين اليها بوجه طلق فانها منعت والدي طفلة عمرها خمس سنوات من غزة، عائشة اللولو، من مرافقتها اثناء اجراء عملية خطيرة لها في شرقي القدس.
لذلك، قامت امرأة لا تعرفها بمرافقتها الى هذا الحدث. عائشة شفيت وهي وحدها في مستشفى المقاصد، وأجريت لها عملية معقدة لاستئصال ورم في الدماغ بدون وجود والديها. من هناك نقلت الى مستشفى المطلع في شرقي القدس من اجل المتابعة، ومنه خرجت وحدها بابتسامة حزينة في الطريق الموحشة الى غزة، وبعد ذلك الى طريقها الاخيرة.

السابق
استجواب المولى اليوم على خلفية تسريب برقيات وتقارير ديبلوماسية
التالي
خطة طهران البحرية