الانقسام السياسي يطيح بمسلسل سوري ويُدخل المنتج الى السجن!

مدرسة الحب
حين قرر المنتج السوري أمير نعمو وشقيقه مصطفى نعمو إنتاج جزء عربي ثاني من مسلسل "مدرسة الحب" القائم على ثلاثيات رومانسية تروي حكايات حب وتجمع نجوماً من العالم العربي، جاءت الرياح على عكس ما تشتهي السفن.

فرغم نجاح الجزء الأول جماهيرياً بعرضه على قنوات عربية كبرى ودخوله السوق المصرية وعرضه على الشاشات في وقت الذروة، إلا أن خلافا حدث بين الممثلة السورية جومانة مراد والأخوين نعمو حولت العمل إلى كابوس زجّ بالأخوين نعمو في سجن عدرا.

فقد ألقى الأمن الجنائي السوري القبض على المخرج صفوان نعمو وذلك عقب أيام على صدور حكم بسجنه بقضية النصب
على الفنانة جومانا مراد.

مصادر إعلامية سورية ذكرت ان ألقاء القبض على نعمو تم في منطقة بريف دمشق وهو في طور الاختفاء عن الأعين،
ومن المتوقع نقله إلى سجن عدرا لتنفيذ الحكم بحقه.

اقرأ أيضاً: من يتابع شط بحر الهوى؟!

الحكاية بدأت عندما اتهمت جومانا الشقيقين بالنصب عليها، وأنهما حصلا على مبلغ مالي كبير يقدر بحوالي 2
مليون و400 ألف دولار ثم وجها لها اتهامات كاذبة بأنها أجبرتهما على توقيع شيكات رغماً عنهما تحت تهديد السلاح.

روايات متضاربة نقلت عن لسان المتخاصمين، فحسبما روى الأخوان نعمو أن جومانا حاولت توريطهما بتقديم ثلاثيات
تتبنى وجهة المعارضة السورية، فسارع الشقيقان عند عودتهما إلى دمشق على إنتاج أوبريتات وطنية تمجّد الجيش وبشار الأسد، وهذا ما أزّم العلاقة بين نعمو ومراد .

أما جومانا فكانت قد لعبت بطولة سداسية من الجزء الثاني ودخلت كشريكة في الإنتاج، ليتغير موقفها من آل
نعمو بعد أن رفضا إتمام العمل وإرجاع النقود لفسخ الشراكة بحسب ما صرحت لوسائل إعلامية.

اقرأ أيضاً: بعد النجاح بتسويقها عربياً: المسلسلات اللبنانية تحرز الصدارة في «رمضان»

ليلة غامضة الأحداث في مصر حدثت فيها المصارحة، وبين تضارب في حقيقة احتجاز جومانا لمصطفى نعمو وإجباره على توقيعه على شيكات وتنازل، وبين رواية نعمو في أن جومانا اعتدت هي وزوجها عليه بالضرب وهددته بعائلته، كثير من الألغاز حسمها رفع جومانا دعوة عبر الانتربول لملاحقة آل نعمو، وجدت طريقها للقضاء، وتم إلقاء القبض على أمير نعمو حيث ينظر القضاء السوري بعدة دعاوى بحقه تقدر عقوبتها بأكثر من ٢٥ عاماً ليصدر بعدها حكماً بحبس المنتج أمير نعمو 3 سنوات، في 25 شباط الماضي، وتم الحجز على ممتلكاته، وذلك على خلفية الدعوى التي أقامتها ضده جومانة مراد.

هل انتهت القصة هنا؟! ربما، لكن المؤكد أن حالة الانقسام السياسي دخلت كافة مساقات الفن والحياة في سوريا
فلم يعد مستغرباً أن يُجهض عمل كامل من أجل موقف سياسي كما حدث بداية الثورة حين غدا بعض أصدقاء العمر في التمثيل أقطاباً يبادلون بعضهم اتهامات العمالة اوالتشبيح.

وحتى يعود الفن في سوريا إلى سابق عهده على الفنانين دخول مدرسة للحب يتعلمون فيها من جديد كيف يعملون
من أجل صناعة دراما حقيقية منافسة تعيد اكتشاف ملامح الإبداع لديهم.

السابق
جبق: أعتذر عن الدولة اللبنانية لأنها لم تقم بواجباتها تجاه أبناء المنطقة
التالي
لا عدالة دون علمانية وديمقراطية…