بعد النجاح بتسويقها عربياً: المسلسلات اللبنانية تحرز الصدارة في «رمضان»

يوسف حداد
تخرج الدراما اللبنانية من عباءة الدراما العربية المشتركة تدريجياً، لترسم مساقها الخاص الأقرب للمحلية والقائم على نجوم باتوا يحظون بشهرة إقليمية بعدما حظيت بيروت بفرصة تصوير عشرات الأعمال المشتركة فيها، ما استثمره المنتجون اللبنانيون لتسويق الدراما المحلية على نطاق عربي مع الاستفادة من الكوادر العربية في النصوص والإخراج، لكن هل تعيش هذه الأعمال بعد عرضها للمرة الأولى، أم تدخل في إطار تسويق سريع انتهاء الصلاحية؟!

على خارطة الموسم الرمضاني 2019 عدد من المسلسلات اللبنانية الخالصة، أو المشتركة بحضور سوري أو مصري أو خليجي، وتضمن هذه المسلسلات بيعها للقنوات اللبنانية نظراً لتعدد المحطات التلفزيونية، وعلو سقف راتينغ هذه الأعمال في السنوات الأخيرة، لتتراجع أمامها مواعيد عرض المسلسلات العربية الأخرى إلى فترة الظهيرة أو في وقت متأخر من الليل.

تبدأ الإنتاجات مع مسلسل “جمهورية نون” الذي تتفرد فيه الممثلة ريتا حايك بمقعد البطولة مع مجموعة من الممثلين الكوميديين مثل وداد جبور، انطوانيت عقيقي، أرزة شدياق، ومي سحاب، أما البطولة الذكورية فمن حصة يوسف حداد وجان دكاش. وتدور أحداث المسلسل في إطار كوميدي اجتماعي حول أمّ لخمسة أولاد، يدخل شخص حياتها لتعتقد في البداية أنه فقير الحال، وبعد أن يستأجر شقة بالقرب منها، تنكشف الكثير من الأسرار بينهما بقالب رومانسي دافئ، عن نص لكريسيتن بطرس وإخراج جيسكيا دحدوح.

اقرأ أيضاً: «الكاستنج»: ممثلون يتنافسون في جمال الشكل والوساطات…

كما سوف يتم عرض مسلسل تاريخي عن ستينيات القرن الماضي يجمع كارلوس عازار بالممثلة فرح بيطار تحت عنوان “غربة” تأليف ماغي البقاعي، وإخراج ليليان البستاني، يتصدر مشهد المشايخ أو (الزعماء المحليون)، المحور الرئيسي للمسلسل، والصراعات الاجتماعية في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة، مع مجموعة من الممثلين أبرزهم: أسعد رشدان، سامي أبوحمدان، وسام حنا، كارين سلامة.

وبعد تميزه كوجه شاب في السنوات الأخيرة بدءاً من إطلالته في مسلسل “عشق النساء” يلعب الممثل جو صادر بطولة مسلسل “موجة غضب” للمخرج منير معاصري ضمن إطار تشويقي يجمع طوني مهنا وبيار شمعون وخالد السيد وإيلي شالوحي.

الدراما التاريخية تستمر مع مسلسل “رصيف الغرباء” للكاتب طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف، يروي المسلسل مرحتلين زمنيتين، الأولى في عام 1945 والثانية في عام ،1965 وتشمل أكثر من قصة تتناول أغلبها العادات والتقاليد اللبنانية المستوحاة من واقع المجتمع، وصراع العائلات على النفوذ والسلطة مع بطولة: فادي ابراهيم وعمار شلق وروبير فرنجية ويشاركهم الأداء رهف عبدالله ومنى كريم ووسام حنا.

العمل الأكثر ضخامة من حيث الإنتاج على الصعيد المحلي، هو مسلسل “أسود” لصالح شركة إيغل فيلمز، وهو من تأليف كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي، أما أدوار البطولة فهي من صالح ورد الخال وباسم مغنية وداليد خليل.

يشارك الفنانون اللبنانيون في بطولة أعمال تصور داخل وخارج لبنان، حيث تتصدر سيرين عبد النور بطولة ثالث اجزاء مسلسل “الهيبة” وتقدم نادين نسيب نجيم دور طبيبة في مسلسل “خمسة ونص”، وتطلّ سيتفاني صليبا عبر مسلسل “دقيقة صمت” الذي يصّور كاملاً في سوريا، ولا تغيب ماغي بوغصن عن الحضور الرمضاني عبر مسلسل “بروفا” مع الممثل المصري أحمد فهمي، كما يصّور عدداً من الممثلين اللبنانيين خماسيات درامية لصالح شركة “غولدن لاين” في ثاني مواسم “الحب جنون”.

وعربياً يشارك الممثل يوسف الخال في بطولة مسلسل “مقامات العشق” عن حياة الإمام محيي الدين ابن عربي، وتحقق الممثلة تقلا شمعون حضوراً خاصاً في مسلسل “عروس بيروت” الذي يجري تصويره في تركيا إلى جانب مواطنتها كارمن بصيبص، ويجمع مسلسل “صانع الأحلام” كلاً من طوني عيسى وجيسي عبدو في بطولته. أما دانييلا رحمة فتشارك للعام الثاني الفنان السوري باسل خياط بطولة مسلسل رمضاني يحمل هذا العام اسم “الكاتب”.

اقرأ أيضاً: حين تعبث السياسة بالدراما… من هو الخاسر الأكبر؟!

في حين لم يعرف بعد إذا ما سيدخل مسلسل “راصور” السباق الرمضاني حيث يعيد عادل كرم إلى الدراما التلفزيونية مع الممثلة كارمن لبّس والفنان الشاب عباس جعفر.

إذاً جذب، فمشاركة، فاستثمار، وبذلك يكبر الإنتاج الدرامي ويحقق الممثلون اللبنانيون تواجداً مؤثرا على الشاشة، ولكن ماذا عن جودة النصوص اللبنانية المتينة والرؤية الإخراجية؟! هل وصلت التجربة اللبنانية في الدراما مرحلة التخمر لصناعة عمل درامي إقليمي منافس من الألف إلى الياء؟

قد يبدو الرهان صعباً على ذلك إلا أن الشركات اللبنانية نجحت في المحصلة بتوزيع مسلسلاتها عربياً والنفوذ الى القنوات الكبرى وصناعة هالة للممثلين اللبنانيين حتى يصبحون نجوماً.

السابق
حكم غيابي بالسجن 3 اشهر على مراسل قناة الجديد
التالي
كيروز: في «اليوم المرأة العالمي» أوجه التحية الى المرأة اللبنانية في كل الساحات