فضيحة المطار تتصدر ملفات الفساد..ومطالبة دولية بالإصلاحات

مطار بيروت
ما ان انهى رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة مؤتمره الصحفي، وانجلت الغبرة عن الاتهامات السياسية الموجهة له بلبوس اتهامات مالية، حتى بدأت وسائل الاعلام اللبنانية تتناقل المعلومات الجديدة هن أخبار فضيحة الرشاوى التي طالت جهاز أمن المطار.

بحسب صحيفة النهار، فان التطور الابرز الذي سجل بعد نحو أسبوعين من الانطلاقة العملية للحكومة الجديدة تمثل في التحرك القوي الذي تولته فرنسا لدعم رئيس الوزراء سعد الحريري في مسعاه المركزي والمحوري المتعلق بتقديم تنفيذ مقررات مؤتمر “سيدر” كأولوية أساسية لا ينبغي ان يضيع زخمها وسط تشتت الملفات والقضايا الداخلية الاخرى بالغاً ما بلغت أهميتها.

وشكلت جولة المحادثات التي اجراها الموفد دوكان مع عدد من المسؤولين في مقدمهم الرئيس الحريري والمواقف التي اعلنها بعد هذه اللقاءات والتي توجها بمؤتمر صحافي عقده مساء في قصر الصنوبر وأجمل فيه خلاصة الزيارة والاتجاهات التي ستعتمد لاطلاق عجلة تنفيذ مقررات “سيدر”، تطوراً بارزاً لجهة المعطيات التي توافرت عن المواقف التي نقلها دوكان باسم بلاده وكذلك معظم الدول المانحة التي ساهمت في تجميع اموال مشاريع “سيدر” التي تفوق 11 مليار دولار.

اقرا ايضا: الحريري يرفض الخلاف مع عون وفرنسا تحضّر لبنان لانطلاق «سيدر»

وتفيد هذه المعطيات ان لقاء بعيداً عن الاضواء عقد بين دوكان وممثلي الدول المانحة والمنظمات الدولية المعنية في قصر الصنوبر خلال وجود المبعوث الفرنسي في بيروت تخلله عرض للاستعدادات القائمة لاطلاق تنفيذ مقررات “سيدر” استناداً الى استعدادات الحكومة اللبنانية. وبدا التقويم العام ايجابياً ولو مشوباً بحذر وبضرورة مصارحة الجانب اللبناني بمحاذير التأخير الاضافي في اطلاق آليات الاصلاح بعد طول المدة التي استهلكتها عملية تأليف الحكومة وتركت آثاراً سلبية على الزخم المطلوب لتنفيذ مقررات “سيدر”. ويبدو ان دوكان صارح المسؤولين اللبنانيين بضرورة اعطاء دلائل سريعة في الاسابيع المقبلة على الجدية الحاسمة في التزام الاصلاحات وخصوصا في القطاعات الاكثر الحاحاً كالكهرباء والاتصالات والنفايات. وهو امر يستتبع تحريك الاليات الادارية بسرعة في هذه القطاعات سواء لجهة تشكيل الهيئة الناظمة في الكهرباء أو خصخصة بعض القطاعات في الاتصالات أو الشروع في وضع الخطط التنفيذية لازمة النفايات. وكان دوكان واضحا في قوله بعد لقائه الرئيس الحريري إن “على الحكومة أن تقوم بالعمل اللازم لتحديد الأولويات لديها. فهناك العديد من المشاريع التي عرضت خلال المؤتمر، وقد مرت فترة طويلة، وعليه لا بد من تحديد ما هي المشاريع التي يجب أن تنفذ في السنة الأولى ثم في السنة الثانية، وما هي المشاريع ذات الأولوية القصوى. من هنا لا بد من التحديد، وهو أمر طبيعي مع تشكيل الحكومة الجديدة”.

فضيحة الرشاوى في جهاز أمن المطار وتصاريح الدخول 

قالت الـ “MTV” انه بناءً على إشارةٍ قضائيّة، قامت أمس عناصر من المخابرات في الشرطة العسكريّة بتوقيف الجندي م. ش.، وهو أحد مرافقي قائد جهاز أمن المطار العميد جورج ضومط في منزله في زحلة.

توقيف م. ش. أتى في سياق تهاوي أحجار الدومينو في “ملف السماسرة” الذي كشف تورّط مدنيين وعسكريين، أحدهم مرافق مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون، في قبض رشاوى مقابل خدمات وتسهيلات وتلاعب في مستندات قضائية خارج إطار القانون، وهو ملف بات في عهدة النيابة العامة العسكرية بعد إنهاء “شعبة المعلومات” تحقيقاتها الاوليّة بشأنه.

وتنفي أوساط العميد ضومط بشكلٍ قاطع بأن يكون م. ش. من مرافقيه، بل هو أحد عسكريي الجهاز. ويؤكد مطلعون أنّ التحقيقات بدأت معه وهي كفيلة بكشف تورّطه من عدمه، مع التأكيد أنّه ليس من ضمن العناصر التي تخدم الى جانب ضومط في المطار.

بالمقابل، تفيد معلومات أنّ إعترافات الموقوفين في “ملف السماسرة” المشبوهين قاد الى كشف تورّط الجندي م. ش. الذي تؤكد مصادر مطلعة أنه كان يعمل لدى العميد ضومط منذ كان الاخير في مخابرات زحلة، وحين تمّ تعيينه قائداً لجهاز أمن المطار كان من ضمن العسكريّين الذي عملوا الى جانبه.

ويؤكد عاملون في مطار بيروت أنّ م. ش. كان لديه نوعٌ من السطوة والنفوذ، ووفق التحقيقات هناك تسجيلات صوتيّة ورسائل “واتساب” تدينه وتكشف تورّطه في تقديم خدمات خارج إطار القوانين في المطار، وبشكلٍ خاص تسهيل الحصول على تصاريح الدخول الى المنطقة المحرّمة لمدنيّين مقابل مبالغ ماليّة، إضافةً الى خدماتٍ أخرى.

ويجزم مطلعون أنّ م. ش. سهّل الحصول على الآف التصاريح في السنوات الماضية. مع العلم أنّ كلّ تصريح دخول “شرعي”، أي لحالات الضرورة المنصوص عليها قانوناً، يُدخِل الى ميزانية الدولة عشرة آلاف ليرة قيمة الطابع الذي يوضع عليه، ما يعني أنّ هناك هدراً بقيمة مئات الاف الدولارات حرمت منها خزينة الدولة في السنوات الماضية.

السابق
«سوريا الديقراطية» تتوقع معركة شرسة مع «داعش» في جيبه الأخير
التالي
شدياق تكشف: هذه الطريقة التي نتعاطى بها مع “حزب الله”