إسمع يا دولة الرئيس (54): ولا تقل لهما أفّ…

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
[إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا].

قد يكون الأصوب أن توجّه هذه الرسالة لمعارضي الثنائي الشيعي بدلاً من توجيهها لدولة الرئيس، لكنّ الشأن الشيعي متداخل للغاية، بين قوى أمر واقع ومعارضيهم، وجملة من المرتزقة الذين وجدوا مصالح ضيّقة في معارضة الثنائي، علماً أنّهم قد يكونون الأكثر إفادة للثنائي، رغم إدعائهم المعارضة..

أستاذ نبيه؛

في ظرفنا الراهن أشعر أن المطلوب من قوى الإعتراض الحقيقية والصادقة أن تعيد قراءة أساليب المعارضة، والتدقيق في جدوى الكثير من الجهود، ليس لعدم تحقيق انجازات فحسب، بل لانه قد تنعكس جهودهم مصلحةً وفائدةً لمن “نعارض”.

لا نبالغ إن قلنا أن مرض الشيخوخة قد ضرب “الثنائي” بشكل جلي، كما لا نقدم جديداً إن قلنا إن “فيتامينات سياسية خارجية” قد تجدد بعضا من شيخوختهم، لكنها طبعاً لن تعيدهم لمرحلة “الفتوة”.

انطلاقا من ذلك، ولكون “هرم القوة” إن صح التعبير يستدعي عناية ملطفة؛ فإنني أعتبر أن أولى أولويات المعارضين الشيعة تكمن في وجوب تجديد الخطاب، وتحسين الأداء، ومواكبة المعطيات السياسية، وتنقية جسم الاعتراض، بفرز النفايات السامة عنه، حفاظا وحماية لجهود المخلصين في هذا الجسم.

اقرأ أيضا: إسمع يا دولة الرئيس(53): هل إسرائيل أسوأ شيء؟

وأولى الخطوات في تحسين الأداء تبدأ بالتخفيف من حدّة مناكفة الثنائي، وتعديل الاسلوب، لسببين، أولهما: عَجَز الثنائي، الذي سيجعله يتعاطى بطريقة مزعجة، وكلما ازداد الهرم كلما ساء أداءهم وخلقهم، وثاني السببين هو معاقبة القوى السياسية غير الشيعية التي لم تحمل على المحمل المفترض، الواقعي الجدي، وجود فصيل شيعي معارض في الحقبة الماضية.

ولعل اعتكاف الكثير من المعارضين عن المشاركة في الانتخاب النيابية الماضية هو في هذا الإطار. وليُترك المأجورون المرتزقة كما هم، بأسلوبهم، وأدائهم؛ فـ”المستأجرة ليست كالثكلى”.

فقد كان واضحا اعتزال الكثير من المعارضين الشيعة، في الجنوب والبقاع وبيروت، عن التفاعل مع الانتخابات، بعكس المراحل السابقة، التي كانوا يعتبرونها فرصة..

 

السابق
مصدر بالحشد الشعبي: البنك المركزي العراقي يزوّر الدينار لصالح إيران وحزب الله
التالي
بريطانيا تبحث حظر حزب الله وتصنيفه «منظمة إرهابية»