إسمع يا دولة الرئيس (52): في الوفاء لداود داود

الشيخ محمد علي الحاج
لا يمكن لمنصف أن لا يقف منوها عند لفتة الرئيس نبيه بري تجاه نجل أحد قادة حركة أمل (داود داود)، حيث بدت الخطوة نافرة خلال أدائه من قرابة العشرين عاما.

أستاذ نبيه؛
حسنا فعلتم بتسمية ابن أحد المناضلين في صفوفكم، لاسيما بعدما تحول قادة “حركة المحرومين” لكبار المتمولين في لبنان، ويكفي استعراض أسماء الوزراء والنواب والمدراء العامين الذين أتوا من صفوف “المحرومين” لنرى حجم الثروات والقصور والأملاك التي صاروا يملكونها! هي نقلة نوعية لأبناء حركة أمل.. ولا داعي لذكر الأسماء في ظل تواتر عشرات القصص التي ينطق بها مجتمعنا الجنوبي، والشيعي، واللبناني عموما.

دولة الرئيس؛
نكبر خطوتكم، وسيكون لها أجمل الأثر في البيئة الحركية، وليتها تكون ضمن خطة عامة تعيد للواجهة الأملية من يستحقون أن يعبروا عن حركة المحرومين..!

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (51): على شفير الإنهيار والثورة

وبالمناسبة، ليته يتم إجراء مصالحة عامة مع كل خصوم الماضي، ولنطوِ صفحة من الماضي، وأخص بالذكر أية الله السيد علي الأمين، هذا العالم المجتهد، والأصولي الكبير، الذي تم ظلمه وتهميشه واستبعاده..

النبيه الحبيب؛
لأول مرة في تاريخ الإفتاء الجعفري في الجمهورية اللبنانية يتم “فصل” مفتي! وهذا لم يحصل في ظل الحكم العثماني، أو في حقبة الإنتداب الفرنسي، كما لم تلجأ له السلطة في عهد المارونية السياسية؛ وحصل في عهدكم!!!
هل تعلم يا دولة الرئيس أن السيد علي الأمين من كبار علماء الطائفة! وأنه مجتهد لا يليق أن نقارنه بمن يتولون السلطة الدينية الرسمية في وقتنا الراهن!
بل هل تعلم يا دولة الرئيس أن السيد علي الأمين لا تقل كفاءته العلمية عن العديد من مراجع الدين في قم المقدسة والنجف الأشرف!
ومع ذلك فُصِل من موقعه بشكل مخالف للقوانين، وحتى منع من مخصصاته، بل ومن الاستشفاء الذي هو أبسط حقوقه!

اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (49): لإلغاء مفاعيل العفو العام

كل ذلك لكونه أخذ موقفا سياسيا مختلفا، وهذا حقه الذي يكفله له القانون! أليست حرية الرأي والتعبير مقدسة يا دولة الرئيس!

والأنكى من ذلك معاقبة القاضيين الشيخ محمد زغيب، والشيخ معروف رحال، لوقوفهما مع السيد الأمين، فنفي الأول لمحكمة طرابلس الجعفرية، والثاني نفي لمحكمة الهرمل الجعفرية، وما زالا هناك منذ أكثر من عشر سنوات!

النبيه النبيه؛
لا أحبذ أن يذكر التاريخ بأن مجتهدي الشيعة وعلماءهم استبعدوا، وطردوا من جبل عامل في عهدكم.. فـ(لا شيء أسهل من الكراهية، أما الحب يحتاج إلى نفس عظيمة).

السابق
40 عاماً على الثورة الإسلامية في إيران: نجاحات وخسائر
التالي
دانييلا رحمة… بين التكريم الأول وولادة النجومية