إسمع يا دولة الرئيس (24):المعنى الحقيقي لوحدانية التمثيل

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
فاز الثنائي الشيعي في الانتخابات النيابية الأخيرة فوزا ساحقا، بحيث ظهرت قوة تمثيله للطائفة الشيعية من دون منازع، وحتى المقعد النيابي الوحيد الذي خسروه في منطقة جبيل قد أكد هذه القوة، كون الفائز لم ينل 200 صوتا شيعيا، في حين أن مرشحهم الخاسر حاز على ما يقرب من عشرة آلاف صوتا شيعيا.

الأستاذ الحبيب:
فـ”الفوز الكاسح” أو انحصار القيادة السياسية للشيعة بالثنائي، له جنبة أخرى مغايرة للظاهر؛ حيث إن ذلك يجعل الثنائي في موقع المسؤولية التامة، بمعنى أن كامل المسؤولية يتحملها الثنائي، فيما يمت لواقع ومستقبل الطائفة، أي انجاز يسجل له، كما أن أي إخفاق يسجل عليه.

وإذا كان التعدد السياسي لدى الطوائف الأخرى يجعل المسؤوليات مختلف حولها في بعض الأحيان، أو أنها تكون موزعة على الجميع.. فإن الواقع لدى الشيعة أضحى يتحمله الثنائي بصورة “كاملة ومطبقة” لا لبس فيها ولا جدال.

إقرأ أيضاً: رسالة لدولة الرئيس الأخ الأستاذ نبيه بريّ

دولة الرئيس:
– في الظاهر أنكم حزتم على 26 نائبا شيعيا؛ ولكن في العمق عليكم تحديات هذه النتيجة، التي تفرض واجب تأمين مستقبل شباب الطائفة.

– في الظاهر أنكم تشكلون قوة كبرى يحسب لها ألف حساب؛ وفي الحقيقة أن تطوير واقع الطائفة، وتعزيز حضورها، في رقبتكم أنتم حصرا.

– في الظاهر أنكم هيمنتم على قرار الطائفة من دون منازع، لكن في حقيقة الأمر مكانة الطائفة ضمن المعادلات السياسية مناطة بكم، بما يعني أن الانحدار الراهن، وأي انحدار مقبل سيكون من جراء أدائكم.

– في الظاهر أنكم تمثلون الطائفة في مجلسي النواب والوزراء، وفي الواقع أن دور لبنان الراهن في المنطقة والعالم وزره عليكم في خضم التحديات.

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس(23): النجاح في الإنتخابات النيابية ومسؤولياته

الرئيس النبيه:
أهم ما في نتائج الانتخابات على المستوى الشيعي هو هذا الجلاء والوضوح في معرفة احجام كل طرف، بل وفي معرفة مَن يتحمل المسؤوليات والتبعات.. وهذا ما لم يكن سابقا بهذه الحدة من الوضوح.

أطيب تمنياتنا لكم بالتوفيق في القيام بمهامكم المفترضة، للنهوض بالطائفة والوطن.. في هذا المناخ الملبد اقليميا ودوليا..

السابق
يعقوب الصراف: نرفض أي شكل من أشكال المس بالرئيس
التالي
الشيخ الجغبير اعتقل في الاردن… وتهديدات من انصاره بتحركات واعتصامات