هكذا أفرجت إيران عن التشكيلة الحكومية

اللقاء التشاوري
الحل لعقدة سنة 8 آذر كان متاحا منذ البداية أن يأتي ممثل عنهم من ضمن حصة رئيس الجمهورية، قراره الشكلي عند الرئيس والفعلي عند حزب الله ولكن لماذا تأخر الحل وما الذي تغير؟

دخل معاون الأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل على خطّ التأليف الحكومي، فانطلقت العجلة نحو حلّ العقدة الشكلية للتأليف، فقد التقى الخليل أعضاء اللقاء التشاوري مساء امس الثلاثاء، ونقل اليهم تمنيات الأمين العام لحزب الله بضرورة اعلان الحكومة والقبول بالتسوية التي أفضت الى تسمية ممثل عن اللقاء التشاوري في الحكومة ومن ضمن حصة رئيس الجمهورية. ظهور الخليل الى دائرة الضوء هي الرسالة المشفرة بأن الأمور قد حلت وأن حزب الله اطلق عملية التأليف من الأسر.
أما لماذا افرج حزب الله عن الحكومة اليوم؟ فالمعلومات تقول أن عملية التعطيل، استنفذت خياراتها ووصلت الى نهايتها بعدما بدت الولايات المتحدة الأميركية غير معنية بالبحث عن وسائل لاطلاق الحكومة، وادارت الظهر لأي تواصل مع ايران عنوانه الحكومة اللبنانية، وحتى حلّ مشكلة استكمال الحكومة العراقية. لكن ما جرى اخيراً هو أن فرنسا المهتمة بشأن لبنان ومخرجات مؤتمر سيدر، أبلغت من يعنيهم الأمر من إيرانيين ولبنانيين، رسائل تحذير تتصل فرنسا محرجة أمام سلوك التعطيل الإيراني لتشكيل الحكومة، وهي غير قادرة على لعب دور يلجم الشهية الإسرائيلية لتوجيه ضربة عسكرية الى لبنان ولحزب الله على وجه التحديد.

اقرأ أيضاً: «أسبوع الحسم» ينطلق اليوم.. وهذه هي خيارات الحريري

وهذا ما كانت نقلته “جنوبية” الأسبوع المنصرم في حينه عن رسائل تحذيرية من ضربة إسرائيلية عن مصدر دبلوماسي غربي في بيروت، وما عزز من فرص اطلاق الأسر للتشكيلة الحكومية، الاتصالات الأوروبية الإيرانية في شأن مؤتمر وارسو الذي سيعقد في 13 و14 شباط المقبل، حيث لعبت فرنسا والاتحاد الأوروبي عموما دوراً في احداث بعض التغييرات في جدول أعماله لجهة عدم حصر البحث في شأن النفوذ الإيراني وتوسيع دائرة البحث ليشمل قضايا منطقة الشرق الأوسط.
المعطيات تشير أن الرئيس الحريري الذي كان في باريس خلال الأيام الماضية، كان تلقى إشارات فرنسية على تطور في الموقف الإيراني، سيفضي الى الافراج عن الحكومة، لذا عاد الرئيس الحريري من باريس لتفتح الأبواب في بيروت، حيث أمكن إزالة عقبة تمثيل اللقاء التشاوري بيسر، بعدما وافق رئيس الجمهورية على ضمّ ممثلهم الى فريقه، وطلب حزب الله من الرئيس بري التهدئة على جبهة رئيس الجمهورية، فيما جرى تكليف المعاون الحاج حسين الخليل بتخريج الحل مع اللقاء التشاوري وعدم السماح بتطور النزاع بين النائبين عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي على من سيتم توزيره. علماً أن الرئيس الحريري لم يكن معترضا في الأصل على هذه الصيغة، وهي كانت عقدة مخفية بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وكان يدرك الجميع أن حزب الله كما الرئيس كانا قادرين على معالجتها منذ اللحظات الأولى، لكن الغاية كانت بيع التأليف في بزار إقليمي ودولي ولو كان بسعر فرنسي بخس.

السابق
مادورو: ترامب أعطى أمرا لحكومة ومافيا كولومبيا باغتيالي
التالي
راحلون يخلّدهم وضاح شرارة في كتاب «أحوال أهل الغَيبة»