«أسبوع الحسم» ينطلق اليوم.. وهذه هي خيارات الحريري

ايمونيل ماكرون
اليوم هو أول أيام "أسبوع الحسم"، وما بعد يوم الجمعة المقبل، ليس كما قبله، فإما أن نشهد على صورة تذكارية للحكومة الجديدة، وإما سنكون أمام مشهد جديد على الساحة السياسية المحلية.

يصر الرئيس المكلف سعد الحريري على كلامه الذي أطلقه من كليمنصو بعد لقاءه النائب السابق وليد جنبلاط، بقوله: “الأسبوع الجاي بدي احسم قراري”. ولم تنتج لقاءات باريس بين الحريري والوزير جبران باسيل ورئيس حزب القوات سمير جعجع أي خرق في جدار الأزمة.

وتشير مصادر بيت الوسط بأنه لو أنتجت لقاءات باريس أي خرق لكنا اليوم نشهد على حكومة جديدة، وليس على جولة مشاورات أخيرة.

أما في معراب، فيبدو أن “المزحة” التي دارت بين باسيل والوزير ملحم الرياشي تحولت الى طرح جدي، فبعد طرح باسيل على الرياشي خلال القمة الإقتصادية تنازل جعجع عن مقعد وزاري إضافة الى استبدال المقعد الماروني بمقعد روم كاثوليك، ورد الرياشي ب:” ليك شو رأيك (…) كمان؟”، رأت مصادر القوات أن موضوع تبادل الحقائب الوزارية قد يعرقل او ينسف كل الامور التي باتت منجزة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: لقاءات باريس أخفقت وأجندة حزب الله تمنع الحلول

وعن لقاء الحريري بجعجع في العاصمة الفرنسية، كشفت أوساط قواتية بان الاعتذار لم يكن الخيار الوحيد الذي طرح في اللقاء، إذ ثمة خيارات أخرى تخضع للنقاش راهناً، بين الحريري وفريق عمله، وشكلت محور بحث أيضاً في اللقاء مع جعجع، حيث تخللته قراءة شاملة للوضع السياسي عموما في المنطقة وتم استعراض المخاطر الناجمة عن الفراغ الحكومي، وتم الاتفاق على ضرورة عدم استمرار الامور على حالها ووجوب احداث اختراق في جدار الازمة.

وفي قراءة للمشهد المنتظر محلياً، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل زياد ضاهر، في حديث لجنوبية، أن هذا الأسبوع هو الأسبوع الأخير في ما يخص الملف الحكومي، والرئيس الحريري كان واضحاً حيال ذلك.

وأشار ضاهر بأنه في ما يخص الخيارات المطروحة أمام الرئيس الحريري، لا يمكن أن نركز على خيار ما من شأنه تقييد حرية وحركة الرئيس الحريري في تحديد مسار الأمور في البلد في قادم الأيام.

زياد ضاهر

وأضاف: “من المعروف أن أولوية الرئيس المكلف هي دائماً مصلحة البلد، وبالتالي سيصب خياره المرتقب في هذه الخانة، وسيضع جميع الأفرقاء أمام مسؤولياتهم في ظل ما يشهده البلد من مخاطر اقتصادية، بالإضافة لمخاطر أمنية والتهديدات الإسرائيلية مؤخراً”.

وعن الحل المرتقب لتشكيل الحكومة، اعتبر ضاهر أن المسألة أعمق من كونها “وزير بالزايد ووزير بالناقص”، وقال: “في السابق أوجدوا ما يسمى بالوزير الملك، وهذا الوزير كان يغير حتى موقفه السياسي لقلب الموازين لصالح جهة ما، وبالتالي الحل يجب أن يراعي توازن مجلس الوزراء وتجانسه”.

وفي ما يخص طرح باسيل بتقليص عدد وزراء القوات، أشار ضاهر بأنه لم يطلع على ما تم طرحه على القوات، مشيراً الى أن اللقاء بين الحريري وجعجع ناقش آخر المستجدات، في ظل جولة الحريري الأخيرة.

وقال: “نحن في بلد يتأثر بكل المتغيرات التي تحصل في المنطقة، ولسنا بمعزل عنها”.

وعن اذا كان الحريري قد وضع بعض الدول بجو خياراته، شدد ضاهر على أن زيارة الحريري الى باريس كانت عائلية، وتخللها لقائين معلنين مع باسيل وجعجع، إلا أن شخصية كسعد الحريري لا يقف تواصلها مع الخارج.

التسوية على نار حامية؟

في ما يخص الكلام المتداول بأن التسوية الرئاسية بين الحريري والرئيس ميشال عون والتيار العوني مهددة بالإنهيار، أكد ضاهر بأن هذه التسوية تشكل أساس للعهد الحالي، ولا يمكننا التعليق إيجاباً أو سلباً على ما يقال كي لا يعتقد الرأي العام بأن هناك خطر عليها.

وأضاف: “نحن دفعنا ثمنا كبيراً نتيجة دخولنا بهذه التسوية، ونجحنا من خلالها بحل الكثير من الأمور التي كانت عالقة بالسابق”.

سيدر بخطر

في هذا الخصوص، ربط ضاهر بين عدم وجود حكومة فاعلة وكاملة الصلاحيات، بحجم الحضور الذي أتى للقمة الإقتصادية في بيروت، وقال: “بالطبع غياب حكومة فاعلة لن يشجع أحد على دعم لبنان، لا سيما فرنسا التي تحرص دائماً على مساعدة لبنان، إلا أن الوضع الراهن يمنع أي توجه لتنفيذ مقررات مؤتمر سيدر، ويجعل مصيره مجهولاً”.

اقرأ أيضاً: علوش لـ«جنوبية»: الحكومة مطلع الأسبوع المقبل

عين التينة تضغط.. والتشاوري ينتظر اتصال

دعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري هيئة مكتب المجلس للاجتماع غداً الأربعاء، بعدما كان طالب مرات عدة بانعقاد جلسة لحكومة تصريف الأعمال لإقرار الموازنة. وفيما لم يحدد بري جدول اجتماع الهيئة التي تقع عليها مهمة تقرير جدول الأعمال لجلسات البرلمان.

ورأى مختلف الأفرقاء في دعوة بري محاولة للضغط باتجاه الإسراع بتشكيل الحكومة أو عقد حكومة تصريف الأعمال جلسة لدراسة موازنة عام 2019 التي دخل موعدها مرحلة دقيقة.

وفي ما يخص أجواء اللقاء التشاوري، علق أحد أعضاءه قائلاً: “لم يتصل بنا أحد لحد الآن لوضعنا بآخر المستجدات الحكومية”. ويبدي أعضاء اللقاء امتعاضهم من هذا التهميش لدورهم في السياسة.

السابق
لا يمكن لبننة العراق ولا عرقنة لبنان…
التالي
عدنان العودة… يلحق بموسم رمضان القادم