ما أشبه اليوم بالبارحة!

فيصل كرامي
من يراقب الأجواء السياسية اللبنانية في الأسبوعين الأخيرين ولا سيما بعد الخطاب الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وما تلاه من توترات على خلفية ما سمي عقدة "السنة المستقلين" وصلت في الأيام الأخيرة إلى درجة التهجمات الشخصية والتخوين بحق الرئيس سعد الحريري ولم يسلم منها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا بد له أن يتذكر أجواء ما بعد التمديد للحود في العام 2004 وما تلاه من إحراج فإخراج للرئيس رفيق الحريري من رئاسة الحكومة وما جرى بعدها، وعلى الرغم من اختلاف العناوين والأسماء واللاعبين بطبيعة الحال فإن المحاور المتقابلة ما زالت دون تغيير.

يومها كان عنوان المواجهة القرار 1559، وسلاحها كان محاولة السيطرة على قرار الحكومة بالكامل وإضعاف الرئيس رفيق الحريري وكذا الاتهامات له بأنه كان الراعي لهذا القرار، أما اليوم فعنوان المواجهة ولو بشكل غير معلن هو العقوبات على حزب الله وإيران وطريقة مواجهتها، وسلاحها أيضا محاولة السيطرة على قرار الحكومة وإضعاف الرئيس الحريري تمهيدا ربما لإحراجه ومن ثم إخراجه أو إجباره على الالتزام بما يمليه عليه هذا المحور الذي يعتبر نفسه منتصرا أقله في سوريا بعد انتصاره في الانتخابات النيابية الأخيرة.
الفارق الوحيد ربما هو أن شاغل قصر بعبدا هذه المرة والذي أتى باتفاق تسوية بينه وبين الرئيس سعد الحريري لا يبدو – حتى الآن على الأقل – أنه على نفس الموجة مع هذا الاتجاه على الرغم من التحالف بينه وبين هذا المحور.

اقرأ أيضاً: بالفيديو: وهاب يصف الشهيد الحريري بقواد باع زوجته واوساط تعتبرها رسالة من حزب الله

هذا في المضمون، أما في الشكل فإن الأساليب المتبعة في التهجم على الحريري لم تتغير للأسف بحيث يمكن القول كاد المريب أن يقول خذوني، خصوصاً وأن هذه التهجمات صدرت وتصاعدت حدتها بعد رفض الرئيس الحريري مصافحة سفير النظام السوري والانسحاب الموقت من حفل الاستقبال في يوم عيد الاستقلال.
الأساليب نفسها وتقريبا الأشخاص أنفسهم الذين يصح فيهم القول أنهم مجرد أبواق لأسيادهم، إن كان على مستوى الداخل أو على المستوى الإقليمي الذين جل همهم هو السيطرة على هذا البلد ومنع قيامته والاستمرار في أخذه رهينه لسياساتهم وورقة على طاولة التفاوض الإقليمي في محاولة منهم لرد الضغوطات الدولية عنهم وذلك بمساعدة من بعض أطراف الطيف السياسي والطائفي والمذهبي اللبناني الذي لا حرمة لديه لا لوطن ولا لعقيدة أو مصلحة وطنية بل مصالح سياسية وشخصية يجنونها على حساب الوطن والشعب غير آبهين بمعاناة الناس وانهيار الاقتصاد والمخاطر التي يواجهها البلد جراء تصرفاتهم وخطابهم البذيء الذي لا يراعي حرمة حتى للأموات والشهداء. فهل دخل لبنان النفق المظلم في منطقة سبق وأن قلنا أن الأوضاع فيها وصلت إلى ساعة الحقيقة وهناك استحقاقات لا بد لكل طرف فيها أن يدفعها؟ أم أن الأمور وخصوصا في لبنان تسير بإتجاه ” اشتدي أزمة تنفرجي”؟ الأيام المقبلة وحدها الكفيلة بالإجابة على هذه التساؤلات. حمى الله لبنان من بعض بنيه.

السابق
كذبة المبادئ حينما لا يكون وراءها منافع ومصالح
التالي
حزب الله لوهاب: التزم حدود الخلاف السياسي