الفاتيكان يحذر لبنان.. الأسد سيبقى ولا عودة للنازحين

الفاتيكان
ما كشفه وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور "بول ريتشارد غالاغر" ليس جديداً من ناحية عدم رغبة بشار الأسد بعدم عودة النازحين، إنما الخطير في حديثه هو ما أدلى به من معلومات حول عدم وجود رغبة دولية بعودة النازحين من الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم، وهذا ما قد يعطي مؤشرات خطرة لناحية التطورات في المنطقة وانعدام أي حل سياسي قريب.

في ظل التحديات السياسية الداخلية والإقليمية التي يمر بها لبنان، جاءت التوصيات التي قدمها وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور “بول ريتشارد غالاغر” للوفد اللبناني النيابي والمؤسسة المارونية للانتشار، لتضيف إلى الواقع اللبناني والإقليمي المزيد من التشاؤم والقلق والتوتر.

واعتبرت أوساط نيابية شاركت في اللقاء أنه بعد رسالة الأمل التي تحدث بها بابا الفاتيكان أمام الوفد، أتى اللقاء مع وزير خارجية الفاتيكان معاكساً، حيث أخبرهم بأن المعطيات التي تملكها الفاتيكان من الولايات المتحدة الأميركية، تشير إلى أن النظام السوري ورئيسه بشار الأسد لا يؤيدان إعادة النازحين السوريين المنتشرين في البلاد المجاورة لسوريا إلى بلدهم وكذلك المجتمع الدولي.

اقرأ أيضاً: القانون رقم 10: يعرقل عودة النازحين السوريين ويشرعن الفرز الطائفي

وقال غالاغر الذي اعتبر أن رسالته ليست مشجعة ومطمئنة بعد استماعه للوفد اللبناني: ” أعطاكم البابا البارحة رسالة أمل وتسامح وتشجيع ومحبة، لكنني أود الآن التحدث معكم بواقعية، لن أروي لكم قصص أطفال”، مضيفاً أن: “الوضع اللبناني غير سليم”.

بول ريتشارد غالاغر

وفي ما يتعلق بالنازحين السوريين كشف أن ” عودتهم لن تحصل لأن المجتمع الدولي برمته ضد هذه العودة في الوقت الحاضر، وإذا أردتم المعالجة الفعلية لهذه المشكلة إذهبوا الى واشنطن”.

وتابع: “الرئيس السوري بشار الأسد سيبقى رئيساً إلى وقت طويل، طويل للغاية، وهو يفضل أن يكون رئيساً لسوريا على شعب أقل عدداً مما كان عليه قبلاً.”

أضاف:” لا تقللوا من تأثير إيران ونفوذها في المنطقة، ويقتضى أن يُحسب حسابها”.

وشدد غالاغر على أن “هذا الموضوع غير قابل للمناقشة في حساب المجتمع الدولي في الظرف الراهن”.

وإذ أكد الفاتيكان على عدم بروز أي مؤشرات إيجابية من واشنطن وصولاً الى أي دولة أخرى في العالم حيال عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، رأى غالاغر أن ” هذا الحل لن يحصل قريباً قبل التوصل إلى الحل السياسي الانتقالي”.

وخلال اللقاء سأل رئيس المؤسسة المارونية للانتشار، المهندس شارل الحاج: “ماذا سيكون دور الفاتيكان في الحقل الدولي من أجل إعادة النازحين الى بلدهم؟”، أجاب غالاغر بأن “الفاتيكان يؤيد عودتهم لكن قدراته متواضعة في هذا الملف”.

وترى أوساط متابعة أن ما كشفه وزير خارجية الفاتيكان ليس جديداً من ناحية عدم رغبة بشار الأسد بعدم عودة النازحين، إنما الخطير في حديثه هو ما أدلى به من معلومات حول عدم وجود رغبة دولية بعودة النازحين من الدول المجاورة لسوريا إلى بلادهم، وهذا ما قد يعطي مؤشرات خطرة لناحية التطورات في المنطقة وانعدام أي حل سياسي قريب.

وربطت مصادر متابعة ما صرح به غالاغر بالعقوبات الأميركية على إيران معتبرة أن لا أحد يضمن عدم تطور الأمور في هذا الخصوص، وصولاً إلى احتمال تفضيل إيران خيار زعزعة الأمن في المنطقة بحثاً عن فسحة صغيرة لتنفس عنها، وخصوصاً بعد الكشف عن شبكة روسية سرية تتعاون مع إيران لمواجهة العقوبات عليها، والتفاوض الروسي الأميركي حول وجود إيران في سوريا.

اقرأ أيضاً: العقوبات الأوروبية على طهران تنهي مرحلة التقارب الأوروبي الإيراني

وأشارت المصادر إلى أن “ما قاله غالاغر للوفد اللبناني يأتي أيضاً بعد اتفاق وزراء خارجية المجلس الأوروبي الأسبوع الماضي في بروكسل على فرض عقوبات اقتصادية على ايران، وهذا ما قد يؤكد إمكانية ذهاب المنطقة إلى مزيد من التوتر بين الأطراف المتنازعة”، ورأت أن “ما كشف عنه غالاغر بعدم وجود رغبة دولية لعودة النازحين في ظل هذه التطورات يبدو منطقياً”

في ظل هذه التطورات يبدو أن لا حل يلوح في الأفق وتبقى رسالة غالاغر التحذيرية للبنان هي الأبرز حيث قال: “نحن سنعمل كل ما في وسعنا لمساعدة لبنان، ولكن كي نكون واقعيين ليس بين أيدينا عصا سحرية، سارعوا إلى معالجة مشاكلكم بعضكم مع بعض، لأن الوضع في المنطقة خطير”.

قال الفاتيكان ما عنده فهل ستلاقي تحذيراته آذانا لبنانية صاغية؟

السابق
ورشة استنهاض الدولة في «المجلس الجنوبي» لعام كامل
التالي
حزب الله يحضّر «طبخة البديل».. والحريري يطفئ النار تحتها!