لا يمكنني إلا أن أثني على خطواتكم الحميدة كـ”ثنائي شيعي” في احترامكم للتنوع ضمن الطائفة الإسلامية السنية، كما لا يمكنني إلا أن أشد على أيديكم لتنسجموا مع طروحاتكم، وتعملوا من أجل التنوع ضمن الطائفة الإسلامية الشيعية، بل في الطوائف اللبنانية كافة، فإن “الاحتكار شيمة الفجار” كما قال أمير المؤمنين علي عليه السلام.
اقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (30): الهوة بين قادة الشيعة والمواطنين!
هذا بمعزل عن كون الوفاء للإمام السيد موسى الصدر يكمن في السعي للتنوع، حيث نذكر مطالبه المتكررة بضرورة خلق تنوع سياسي ضمن الطائفة الشيعية! ولا أظن أنكم يا دولة الرئيس تنسون تلك الخطابات والأدبيات للإمام الصدر في هذا الإطار!
يذكرني واقع تيار المستقبل بـ”جود الفقير” كما يذكرني الواقع الشيعي بـ”بخل الغني” .. اللذان تحدث عنهما علي بن أبي طالب في وصيته: “جود الفقير يجله، وبخل الغني يذله”!
أي قيمة لدعوتكم إلى حفظ حق المستقلين السنة لإيجاد التنوع في الوسط السني، في الوقت الذي لا تتركون مناسبة إلا وتعملون جاهدين لترسيخ الإحتكار والهيمنة ضمن الطائفة الشيعية؟!
هل تحسبون أن الناس لا تلاحظ عدم الموضوعية والانسجام في ذلك.. فهل الناس على درجة كبيرة من الغباء، كي لا تقيمون أي اعتبار لهم؟!
الأستاذ النبيه؛
إن التنوع السياسي عند السنة يستدعي بالضرورة استيلاد تنوع سياسي لدى الشيعة “ولو بعد حين”!
وأما محاولة توزيع الأدوار بين الثنائي، والإيحاء بوجود تنوع، فهذا أمر لم يعد يمر على ذي عقل!
وأما اعتبار أن الشيعة كتلة واحدة لا يمكن خرقها، وأن المعارضة قد انتهت، ولا وجود لها؛ فهذا هو العامل الأهم الذي سيساهم في ولادة تنوع جدي ضمن الطائفة، بل هو المدخل الطبيعي لاتجاه الشيعة نحو التغيير:
وكل شديدة نزلت بقوم
سيأتي بعد شدتها رخاء.