يعتقد مراقبون أن مصدر قوة الوزير فنيانوس لا يتأتى من كونه ممثلا لتيار المردة فحسب، بل لأنه نجح خلال الفترة السابقة وفي الحكومة الحالية من أن يشكل قناة اتصال وتنسيق موثوقة من قبل حزب الله مع تيار المستقبل، وعلى رغم الاتهامات التي تحدثت عنها مصادر التيار الوطني الحر لفنيانوس بالفساد، الا أنّ العلاقة الوثيقة التي تربط فنيانوس بمسؤول الارتباط في حزب الله وفيق صفا، والتي جرت ترجمتها وتوثيقها على صعد عدة منها السياسي والاهم تسيير وترتيب مشاريع عدة في البقاع والجنوب، لها علاقة بوزارة الاشغال وبمشاريع مشتركة بين مستثمرين قريبين من تيار المستقبل ومن حزب الله، كما ساهم الوزير فنيانوس على الأقل، في الرد على كل الاتهامات التي طالت حزب الله والايرانيين بشأن استخدام مطار بيروت في أغراض غير مشروعة وغير قانونية.
اقرأ أيضاً: ثلاثية حزب الله الحكومية: إبعاد الحريري، أو إدخاله ضعيفاً، ومنع حيازة «الثلث المعطِّل»
هذه المعادلة التي رسمها فنيانوس بتوجيه من حزب الله وبتعاون من تيار المستقبل، فرضت فنيانوس وزيرا للاشغال غير قابل للتغيير في الحكومة المزمعة، وتشير المعلومات الى أن ذلك انعكس على العلاقة مع الرئيس نبيه بري بالإضافة الى تهميش دور الوزير باسيل في مشاريع الوزارة، فالرئيس بري الذي كان مقررا واساسيا في وزارة الأشغال حين كان الوزير غازي العريضي على رأسها، تراجع دوره مع تقدم دور حزب الله فيها، من هنا كان الرئيس بري بحسب المعلومات، راغبا في انتقال الوزارة من عهدة الوزير فنيانوس لكن ليس الى عهدة جبران باسيل او من يرشحه، وإزاء إصرار “المردة” وحزب الله على فنيانوس مع دعم ضمني للحريري له، لم يجد الرئيس بري منفذا لسحب الوزارة من المردة أو فنيانوس الى جهة أخرى غير التيار الوطني الحر.
تمسك حزب الله بفنيانوس وزيرا للاشغال العامة والنقل، يبقى هو الأساس طالما بقي الرجل وبمعاونة وفيق صفا قادرا على تنظيم المقاصة في وزارة الاشغال التي يجري من خلالها تقاسم المشاريع وتوزيعها بالعدل والقسطاس بين اهل السلطة.