إتقاء للعقوبات: إيران توقّع قانون «مكافحة تمويل الإرهاب»

مكافحة تمويل الارهاب
تحاول ايران اختراق الحصار الدولي الملتف حول عنقها من خلال فتح كوة في جدار المجتمع الغربي. فالتوقيع على المعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الارهاب يريح اقتصادها المتدهور خاصة انه سيدخل مرحلة تشديد اضافي للعقوبات في تشرين الثاني المقبل.

صادق نواب مجلس الشورى الايراني على لائحة انضمام إيران الى “المعاهدة الدولية لمكافحة تمويل الارهاب” (CFT).

وقد ذكرت وكالة “أنباء فارس”، ان النواب الايرانيين صادقوا على لائحة (CFT). وقد جرى التصويت على اللائحة فوافق عليها 143 نائبا وعارضها 120 مع امتناع خمسة فقط عن التصويت من اصل 271 نائبا حضر الجلسة.

اقرأ أيضاً: بعد التخلي الروسي: إيران تجابه أميركا وحيدة في سوريا

عن سرّ هذا التوقيع على المعاهدة الدولية، رغم العلاقات الايرانية – الاميركية المتدهورة، قال الخبير في الشؤون الايرانية، الإعلامي مصطفى فحص، لـ”جنوبية” “انها محاولة إيرانية للدخول في السياقات الدولية، بمعنى ان الوضع الايراني مُراقب من المجتمع الدولي، وطهران مضطرة لان تقوم بخطوات تجعل بعض من تبّقى من المجتمع الأوروبي يقف الى جانب طهران. ما يعني ان تطبق بعض الشروط الدوليّة”.

مصطفى فحص

وتابع فحص، بالقول “إيران تريد ان تؤكد تأييدها للمجتمع الدولي، وهذا عبارة عن عملية تجميل متأخرة لعجوز، وأي عملية تجميل للعجوز لن تنجح، وكما يقول المثل “لن يُصلح العطّار ما أفسده الدهر”، وبالنسبة لكثيرين من الإيرانيين المجتمع الدولي مشتبه به”.

ولفت فحص الى أن “هذا السياق لن يحميّ إيران كثيرا، ولكن سيقرأ قرارها بطريقة عاكسة، ولن يكون مقبولا أميركيا. والعقوبات محل خلاف بين الاوروبيين الذين لا يريدون ان يظهروا خلافهم أمام إيران”.

وحول توقيع البرلمان على الاتفاقية قال المحلل السياسي مصطفى فحص ان “النواب الايرانيين مرروا هذا القرار لأن قرار مغطّى من المرشد نفسه”.

من جهة ثانية، قال الدكتور طلال عتريسي، ان “ليس كل قرارفي ايران يتدخل فيه المرشد، احيانا البرلمان يتخذ قرارات خاصة به ولا يتدخل المرشد بها”.

واعتبر ردا على سؤال ان “هذا القرار نعم مرتبط بالسياسة الخارجية للدولة، وهو ليس ببعيد عن رسم هذه السياسة، لكن موافقة طهران على توقيع المعاهدة هو من اجل ان تؤكد انها دولة لا تمّول الارهاب”.

وتابع عتريسي، انه “منذ العام 2001 تغيّر تفسير الارهاب عالميا، اذ لم يعد ثمة تفسير واحد له، مما يعني ان هناك ثمة شيء ايجابي لان هناك دول أخرى معادية هي ممولة للإرهاب”.

اقرأ أيضاً: المحكمة الدولية تنتصر لإيران ضدّ أميركا وتثير غضب ترامب

وشدد على انه “من جهة ثانية، ان الالتزام بالمعاهدات تفرضه أميركا، اما المخاوف من عدم التوقيع عليها، يلزمها بعقوبات، كالعقوبات المتعلقة بحقوق المثليين مثلا التي تفرض تدخلا من الامم المتحدة. في حين ان البعض من الايرانيين يقول اننا لا ندعم الارهاب ولا “داعش”، بل المقاومة”.

ويرى عتريسي ان “التوقيع على هذه المعاهدة يساعد على تخفيف الضغوطات. وهي تخدم فريق الرئيس حسن روحاني”.

هذه المعاهدة الدولية تشبه الى حد بعيد نوع من الاكسسوارات التي يفضّلها الاوروبيين. فهل ستتزين ايران بهذه الزينة اتقاءا لشرّ الشروط الاوروبية عليها؟

السابق
أسود للرياشي: «فلنفتش عن القضية الاساس لاصلاح ما افسده الدهر»
التالي
ملف المطار: قائد سرية الدرك مقابل قائد جهاز أمن المطار.. محاصصة ولفلفلة للتحقيق!