إيران ترد على العقوبات الاميركية في العراق وجماعاتها تقصف مطار البصرة

مطار البصرة
تعرض مطار البصرة امس للاستهداف بصواريخ كاتيوشا، قابله استنفار اميركي ودعوة لإغلاق قنصليتها، الواقعة في محيط المطار.

أغلقت القنصلية الاميركية صباح اليوم مكاتبها في محافظة البصرة جنوبي العراق التي تشهد احتجاجات شعبية على تردي الخدمات ذهب ضحيتها العشرات، وقد اعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عن تعرض موظفي القنصلية لتهديدات مصدرها الحرس الثوري الايراني بقيادة قاسم سليماني.

وتتزامن هذه التطورات الامنية مع انعقاد اجتماع وصف بـ”المهم” بين حزبي المكون الكردي “الاتحاد الوطني الكردستاني” والحزب “الديموقراطي الكردستاني” لحسم اختيار مرشح رئاسة الجمهورية العراقية، ويطرح الحزبان كلا من المرشحين برهم صالح وفؤاد حسين للتصويت بين النواب الأكراد، ليكون الفائز بنتيجته، المرشح الوحيد للمنصب في تكرار للسيناريو الذي اعتمد في العام 2014.

اقرأ أيضاً: بُكاء الأمين على أقرانه الفاسدين.. ماذا يجري في العراق؟

في حين تقترب القوى والأحزاب الشيعية العراقية من حسم مرشحها لرئاسة الوزراء، والحديث عن ارتفاع حظوظ عادل عبد المهدي بدعم من تحالفي “سائرون” بزعامة مقتدى الصدر و”الفتح” بزعامة هادي العامري، تزامناً مع اقتراب موعد حسم منصب رئيس الجمهورية يوم الثلثاء المقبل.

مصدر مطلع على الشأن العراقي اكد في حديث لـ”جنوبية” ان “رئاسة الوزراء في العراق تبدو في جانب كبير منها محسومة لصالح ايران، سيما وان الاخيرة عملت على ابعاد رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، لما يمثله من حالة استقلالية وطنية، ولاثبات ان القرار العراقي اولا واخيرا يخضع لاذرعها واتباعها”، مضيفا “عادل عبد المهدي كشخصية متراجعة سياسيا، ولا تملك شعبية تذكر على الساحة العراقية، الا انه شخصية طيعة بالنسبة لطهران”.

وقال المصدر “حاليا تبدو حظوظ عادل عبد المهدي مرتفعة بالنسبة للاكراد، الا ان هناك حديث عن دخول واشنطن على الخط في اللحظات الاخيرة لقلب المعادلة، والضغط على الصدر والاكراد، ودفع العبادي مجددا، بالطبع ايران لن تسمح وسوف تسعى الى تفجير الوضع ، وما حصل من تهديد واستهداف لمطار البصرة والقنصلية يأتي في اطار تأجيج الوضع الامني والسعي الى احداث فوضى على الساحة العراقية، في سعي من ايران الى المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة خاصة وان الاخيرة سوف تبدأ بتنفيذ الرزمة الثانية من العقوبات منتصف تشرين اول المقبل، التي تقضي بوقف تصدير النفط الايراني والعزلة التامة استكمالا للمخطط الاميركي بحصار ايران اقتصاديا”.

المحلل والكاتب الصحافي حسن فحص قال في حديث لـ”جنوبية” ان “التعقيد الاساسي الذي تشهده الساحة العراقية قائم بين الاميركي والايراني، وهناك توجه اميركي للتصعيد في وجه الايراني على كل الصعد، وخاصة مع اقتراب تنفيذ رزمة جديدة من العقوبات الاميركية، والقاضية بمنع تصدير النفط الايراني بدءا من الرابع من الشهر المقبل، وكل التطورات الحاصلة اليوم هي انعكاس لعدم توصل التفاهم الاميركي والايراني على الوضع العراقي”.

واضاف فحص ان “الاتهام الايراني بوقوف الاميركي وراء دعم المجموعات المسلحة التي قامت بعملية الاهواز، ويشكل احد الاسباب الاساسية للتصعيد في العراق والذهاب باتجاه اتهام الايراني بأي اعتداء قد يحدث في العراق على المصالح الاميركية، لذلك فان الساحة العراقية تشهد شدا قاسيا بين الطرفين”.

اقرأ أيضاً: بعد تراجع حظوظ عبد المهدي لرئاسة الوزراء… إيران تواجه خيارات جديدة

من جهة اخرى قال فحص ان “ابرهيم صالح مرشح الرئاسة العراقي، هو في الوسط بين الايراني والاميركي، وكان الاوفر حظا في الوصول الى رئاسة الجمهورية العراقية ولكن الصراع داخل البيت الكردي على خلفية القرب والبعد من ايران واميركا، دفع الحزب الديموقراطي الكردستاني، برئاسة مسعود بارازاني، الى طرح المرشح فؤاد حسين الى الواجهة ليصبح الاكثر حظا نتيجة توافقه مع الكتلة الشيعية الاكبر، وذلك يشكل ترجمة للصراع الايراني الاميركي”.

وقال فحص “الاسبوع الماضي كانت حظوظ عادل عبد المهدي متراجعة الى الصفر، لتعود وترتفع هذا الاسبوع، ليطرح كمرشح تسوية من خارج كل الاحزاب، واللافت هو موقف رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي اكد فيه دعمه لعبد المهدي لرئاسة الوزراء، خاصة اذا قامت المرجعية الدينية في العراق بدعمه، وهذا يدل على ان العبادي ما زال متمسكا بحقه في الترشح، وهو من جهة اخرى يذهب باتجاه احراج المرجعية، من خلال دفعها الى تبني او رفض المرجعية لاسم عبد المهدي”.

السابق
عون من الخارج يفاجئ حلفاءه وخصومه ويهدد بحكومة أكثرية
التالي
سجناء «الريحانية»: نطالب بالمعاملة الإنسانية فقط!