مطالبة لبنان بالتنسيق مع النظام السوري يعلّق عودة النازحين

عراقيل سياسية تقف بوجه عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، فهل اصبحت عودة النازحين بعيدة، بعد ان شكّلت وحدة وطنية دفع جميع الفئات اللبنانية على اختلافها لأن تتسابق من أجل المشاركة باجراءات التسجيل لنقل النازحين وعودتهم الى سوريا.

مع اعلان روسيا اليوم ان عدد النازحين السوريين الذين عادوا من لبنان الى سوريا هو 200 الف شخص، فان هذا الملف الذي كان من المتوقع ان يشكّل نقطة خلاف كبيرة بعد تشكيل الحكومة، غير انه انفجر باكراً خصوصاً بعد التجاذب السياسي الحاصل حيال تشكيل الحكومة اللبنانية وموقف رئيس الحكومة سعد الحريري بعدم استعداده لذهاب إلى سوريا حتى لو ادى الامر إلى انقلاب المعادلة، حيث قال “إذا اقتضت المصلحة اللبنانية ذلك، يشوفوا حدا غيري”.

جاء ذلك أثناء دردشة مع الصحافيين في بيت الوسط،  كرد على امكانية التنسيق مع النظام السوري، والذي ادى إلى تجاذب كلامي بين المسؤولين حول هذا الموضوع، إذ  رد النائب اللواء جميل السيد عبر حسابه الخاص “تويتر: على الحريري بالقول “موقفك الشخصي من سوريا أنت حُرٌّ فيه، لكن إذا إقتضت مصلحة لبنان فواجبك أن تزور سوريا”، فيما رد الوزير السابق وئام وهاب على الحريري كاتباً على صفحته الخاصة “تويتر” ” انا متأكد أن الحريري لن يذهب الى سوريا إلا في حالة واحدة : إذا أمره الأمير محمد بن سلمان “.

إقرأ أيضاً: عودة اللاجئين السوريين تكشف تضاربا بين المصالح الأميركية والأوروبية

هذه المواقف تؤكد عرقلة عودة النازحين السوريين، وان لا أعداد كبيرة على الأقل سترجع في المدى القريب.

فالملف الذي كان قد وضع على سكة الصحيحة بعد الاتفاق الروسي-الاميركي، وموافقة رئيس الحكومة سعد الحريري على التنسيق مع الجانب الروسي من اجل عودة النازحين السوريين إلى ديارهم، وقيام بعض الجهات السياسية القريبة من النظام السوري التواصل مع الحكومة السورية من أجل تسهيل عودة النازحين، كلها مؤشرات اكدت ان هناك تفاهم بين السياسيين لعودة النازحين، وذلك بحسب ما اشارت اوساط إعلامية، ولكن سرعان هذه الاجواء الايجابية التي اشيعت قد تلاشت مع تصريحات النارية بين كل من رئيس الحريري وفريقه من جهة والفريق الثاني من جهة ثانية حيث وصلت الامور إلى التجريح الشخصي على خلفية العلاقة مع الجانب السوري.

واكد مصدر متابع للملف لـ”سفير الشمال” ان الحريري قد وافق على التعاون مع الجانب الروسي من اجل اخراج نفسه من تهمة عرقلة عودة النازحين السوريين التي يحاول البعض اسقاطها عليه”.

وكان قد نقل شعبان الى بوغدانوف بحسب المكتب الإعلامي للحريري ترحيب الحريري بأي جهد تقوم به روسيا لعودة وضع خطة مشتركة لعودة النازحين خصوصاً في لبنان والاردن وذلك بمعزل عن التنسيق مع النظام السوري.

إقرأ أيضاً: المقترح الروسي لإعادة اللاجئين: غموض في الوسائل والأهداف

واشار المصدر عينه إلى أن ملف تشكيل الحكومة والعراقيل التي تواجه اليوم الحريري قد تستخدم كورقة ضغط ولكن الامر اليوم يتجاوز الشق المحلي إلى ما هو اقليمي، حيث يتم اليوم القيام بما يشبه “الكمين” للحريري من أجل ادخاله في صفقة مباشرة مع النظام السوري وهذا الذي لا يمكن القيام به في الوقت الحالي دون الوقوف عند رأي حلفائه الاقليميين فضلاً عن امور تعني الحريري شخصياً وتصريحاته التي تؤكد ان الحريري غير مستعد في هذا الوقت من أجراء هكذا صفقة مع النظام.

هذا وأكد وزير الدفاع الاسرائيلي فيغدور ليبرمان اليوم الخميس ان “الجبهة السورية ستصبح هادئة مع استعادة الرئيس السوري بشار الاسد الحكم الكامل”.

وبعد ان شككت مصادر ديبلوماسية لـ”جمهورية” بصدق النوايا الاميركية بشأن عودة النازحين السوريين، حيث ان بعض المسؤولين الفرنسيين لا يصدقون ان الاميركيين سيقومون بكل ما يلزم من أجل تنفيذ الاتفاق المبرم بنجاح وعودة اللاجئين لديارهم، اضف اليها اليوم مشكلة اخرى وهي التجاذب السياسي بشأن تشكيل الحكومة اللبنانية والعلاقة مع النظام السوري، فهل ان ما يحكى عن عودة قريبة للنازحين أصبح من باب التمنيات التي يوظفها السياسيون لمصالحهم؟

السابق
إيران تحرّك المالكي والحشد الشعبي لتأكيد نفوذها في العراق
التالي
ضبط شحنة مخدرات آتية من لبنان كان في طريقها للحوثيين