النار لم تخمد في السويداء وشروط داعش مرفوضة بالإجماع

مطالب داعش تقابل بالرفض من قبل أهالي السويداء، وحالة نفور من النظام السوري.

285 شهيداً ، وأكثر من 30 مخطوفاً ومخطوفة تتراوح أعمارهم بين الـ18 والـ60 عاماً، هي حصيلة الهجوم الداعشي الإرهابي على السويداء.

هذا الهجوم المركب – الدموي، ضرب هذه المنطقة الأمنة فصله بـ”ثلاثة تفجيرات بأحزمة ناسفة استهدفت مدينة السويداء وحدها، بينما وقعت التفجيرات الأخرى في قرى بريفها الشمالي الشرقي”، وذلك بحسب ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.

لبنانياً، تساءل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد الهجوم: “كيف وصلت وبهذه السرعة تلك المجموعات الداعشية الى السويداء ومحيطها وقامت بجرائمها قبل ان ينتفض أهل الكرامة للدفاع عن الارض والعرض .اليس النظام الباسل الذي ادعى بعد معركة الغوطة انه لم يعد هناك من خطر داعشي؟ الا اذا كان المطلوب الانتقام من مشايخ الكرامة”.
وأضاف في سلسلة تغريدات تويترية، ماهي جريمة مشايخ الكرامة سوى رفض التطوع بالجيش لمقاتلة اهلهم أبناء الشعب السوري؟”.

وفي الختام توجه جنبلاط للجانب الروسي بالقول:  “الحزب التقدمي الاشتراكي يتمنى للمرة الثانية من القيادة الروسية حماية مشايخ الكرامة من انتقام النظام وغدره وحفظ كرامة مشايخ الكرامة والاخذ بعين الاعتبار بمطالبهم المحقة”.

على الضفة المقابلة جاء موقف النائب طلال أرسلان، الذي حمّل الجانبين الاسرائيلي واالأمريكي مسؤولية هذا الهجوم مبرئاً ساحة النظام من دماء أهالي السويداء.

وعلى خط أرسلان، سجّل رئيس حزب التوحيد العربي “وئام وهاب” موقفه، من الهجوم، فالنظام السوري بحسب وهاب سلّح الأهالي، منزهاً اياه عن أيّ تقصير بحقهم.

وفيما كان الموقف الدرزي اللبناني منقسماً، انقسام السياسية اللبنانية، أعلنت قوات شيخ الكرامة في بيان أصدرته بتاريخ 26 تموز النفير العام في كافة أراضي جبل العرب والحرب على إرهابيي تنظيم داعش/ وطالب البيان من كافة الفصائل المقاتلة في جبل العز والكرامة بمختلف مسمياتها الوقوف صفاً واحداً والابتعاد عن جميع الخلافات ورفع الجاهزية للذود عن الأرض والعرض.

وفيما شدد البيان على إعادة المخطوفين لكونهم العرض والشرف والكرامة، دعا بالتالي زعماء الطائفة ورجالها في كافة أقصاع المعمورة بالوقوف صفا واحدا لنصرة الجبل ودعمه وتسليحه بكافة الوسائل بعدما بات التخاذل واضحاً من الجهات التي تدعي حماية المحافظة.

في المقابل، عمم تنظيم داعش الإرهابي شريط فيديو  تظهر في إحدى النساء المخطوفات من السويداء وهي تتلو مطالبه. وقد شملا هذه المطالب التي تم توجه فيها التنظيم لبشار الأسد لا لدروز السويداء: إطلاق اسرى “داعش” المتواجدين في سجون النظام السوري، وإيقاف الحملة العسكرية على حوض اليرموك.

 

وكانت ورقة المطالب التي أرسلها “داعش” إلى الأهالي قبل بث الفيديو قد جاء فيها النقاط التالية:

“أولاً: فك أسرى الدولة الإسلامية في العراق والشام في سجون النظام رجالا ونساءاً .

ثانياً: وقف إطلاق النار على مناطق سيطرة الدولة الإسلامية في حوض اليرموك في قاطع حوران، و وقف قصف الطيران الحربي في منطقة الكراع ومحيطها في قاطع السويداء.

ثالثاً: توقيع وثيقة متاركة بين الدولة الإسلامية في العراق والشام وبين الدروز لمدة عام دون أي قتال لأي سبب وكل طرف يكون مسؤولاً عن خرق الاتفاق لأي شخص من تابعيته.

رابعاً: سحب جميع قوات النظام من قاطع السويداء التي تمثل تهديدا مباشرا للدولة الإسلامية في العراق والشام وخاصة تلك المتمركزة على خط البادية حتى عمق خمسة وعشرون كيلو متر غربا.

خامساً: عدم مشاركة الدروز بأي معركة بين النظام والدولة الإسلامية في العراق والشام، وعدم السماح للنظام باستخدام أراضي الدروز في قتال الدولة .
تعطي الدولة الأمان لممثلي الدروز للدخول إلى مكان التفاوض الواقع تحت سيطرتها وتضمن سلامتهم وأمان طريق عودتهم.

وجاء في ختام الورقة “في حال عدم التوصل لاتفاق ستعيد الدولة الإسلامية في العراق والشام النساء الدرزيات أشلاءا إلى ذويهم”.

في المقابل رفض أهالي السويداء هذه المطالب، وقابلوه بالرد التالي:

“أولاّ: يلتزم تنظيم داعش بإعادة كل المختطفين والمختطفات من أبناء وبنات محافظة السويداء في أسرع وقت وإلا سيغلق باب التفاوض نهائياً.

ثانياً: يلتزم تنظيم داعش بعدم الإقتراب من حدود السويداء لمسافة عشرة كيلو متر شرقي خط البادية وإلا ستكون جميع أنشطته هدفاً مشروعاً لكل فصائل السويداء.

ثالثاً: يلتزم تنظيم داعش بتقديم لائحة تتضمن أسماء وأرقام هواتف وأرقام سيارات جميع المتعاملين مع التنظيم من داخل محافظة السويداء لأي غرض كان مع توضيح مثبت بنوع التعامل وحجمه.

رابعاً: يتعهد تنظيم داعش بعدم الاعتداء على أي أشخاص أو أرزاق أو مصالح لأي سوري ضمن الأراضي التابعة لمحافظة السويداء والمحددة بشرقي خط البادية بعشرة كيلو مترات.

خامساً: تعتبر أية مظاهر تمترس أو تمركز عسكري أو فتح خطوط إمداد بالقرب من حدود السويداء أعمالا تهدف لمباشرة الحرب وتكون سببا لنقض التزامات الاتفاق فوراً.

وتمّ ختم ردّ لجنة التفاوض في السويداء بعبارة الجنة لشهدائنا والجحيم لقتلاكم.

وفيما تحمّل مصادر متابعة لما يحدث في السويداء، مسؤولية العملية الإرهابية التي نفذها داعش للنظام السوري، توضح المصادر أنّ الأهالي لديهم حالة غضب ضد النظام، وأنّهم قد طردوا وفود التعزية التي أرسلها بشار الأسد إلى المنطقة.
وبحسب المصادر فإنّ الأسد قد أرسل وفدين، للتعزية بضحايا شهبا والشبكي بتاريخ 26 و27 تموز، إلاّ أنّ الأهالي قد أبدوا الامتعاض واتهموا النظام علنية استقدام عناصر “داعش” ووضعهم على الحدود الإدارية في ريف السويداء الشرقي، مما دفع الوفدين إلى الانسحاب سريعاً تحت وطأة حالة الغضب التي كانت مسيطرة!

في السياق نفسه توضح المصادر لموقعنا أنّ النظام السوري قد سحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل الموالية له في السويداء قبل 3 أيام من الهجوم، إضافة إلى كونه أقدم على تفكيك حواجزه في البادية، لافتة إلى أنّ الكهرباء قد انقطعت على غير عادة ليلة العملية الإرهابية وأنّ النظام السوري لم يشارك في التصدي للإرهابيين وإنّما أتى في اليوم الثاني للتحقق من هويات القتلى، والتي كشفت أنّ الدواعش هم دواعش اليرموك!

إقرأ أيضاً: بشّار… وتطويع الدروز

هذا وأكّد رئيس حركة الإصرار الشبابي أمير سري الدين لـ”جنوبية” أنّ الجميع في السويداء يعيشون حالة من ترقب وحذر، وأنّ الأهالي لن يرضخوا لمطالب النظام السوري ولن يسلموا لا سلاح رجال الكرامة ولا المتخلفين عن الخدمة العسكرية، بل على العكس قد أنشأوا مجموعات للحماية الذاتية.
وفيما يلفت سرّي الدين إلى أنّ استهداف السويداء هو حالة تتكرر كلما رفضت هذه المحافظة الخضوع للنظام، وكأنّ بشار الأسد يحاول القول للأهالي “مهما فعلتم فإنّكم ستعودون إلى حضني”، يوضح بالتالي أنّ المطالب التي رفعها تنظيم داعش للأهالي هي مطالب مشبوهة، لكون الجهة القادرة على تحقيقها هي النظام السوري لا دروز السويداء.

أمير سري الدين

“ما يحدث الأن ما هو إلاّ محاولة من النظام السوري للضغط على الأهالي بورقة الأسرى”، بهذه العبارة يلخص سري الدين التطورات وهو المقرب من السويداء ومن رجال الكرامة، منتقداً الموقف اللبناني الدرزي الذي يعمل على وضع التبريرات للنظام السوري والتستر عليه، ومؤكداً أنّ الهجوم على السويداء ما كان ليتم لولا النظام والأيدي المخابراتية للنظام!

إقرأ أيضاً: السويداء تدين الأسد

هذا ويرى سري الدين أنّ تجمع “عبيه” وموقف النائب السابق وليد جنبلاط – على الرغم من الاختلاف السياسي معه في الموضوع الداخلي – هو الموقف الذي يمثل فعلياً المصلحة العامة للدروز، على عكس القيادات الدرزية الأخرى التي تبني مواقفها استناداً إلى مصلحة النظام وإلى المصالح الشخصية.

وفي الختام يؤكد أمير سري الدين أنّ المطلوب حالياً لا المواربة ولا التستر، وأنّه على الموقف الدرزي أن يكون جامعاً فـ “السويداء لا ينقصها الرجال وإنّما ينقصها بعض السلاح وينقصها أيضاً الموقف الواحد الجدي الذي يحافظ على وحدة الطائفة”.

 

السابق
قاسم سليماني … كلِّمْني!
التالي
جنبلاط: التحيلة لبطلة الصمود عهد التميمي