إسمع يا دولة الرئيس (30): الهوة بين قادة الشيعة والمواطنين!

الشيخ محمد علي الحاج العاملي
في حديث لرسول الله ص: "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوها بأخلاقكم".

من ناحية مبدئية يجب أن تكون هناك علاقة تواصل مباشرة بين المواطنين والمسؤولين، لاسيما الزعماء والقادة الكبار، وهذا ما كنا نلحظه في الحقبة الماضية، حيث كان قادة الشيعة – على الأقل – ينسجون علاقات مباشرة مع الناس، ويفتحون أبوابهم للمراجعين وأصحاب الحاجات، واليوم، مع تفهمنا لعدم تمكّن أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله من استقبال الناس بشكل مباشر، لكننا لا يمكن أن نتفهم إقفال رئيس مجلس النواب لأبوابه (طبعا باسثناء المواسم الإنتخابية)..

وإذا تجاوزنا ذلك فكيف يمكننا التبرير ل”نوابكم” و”وزرائكم” إقفال البيوت أيضاً!؟ دلوني على نائب شيعي واحد، أو وزير شيعي واحد أبوابه مشرعة للناس، يستقبلهم ويخدمهم!؟ علماً أنني كلما صادفت نائبا أو وزيرا للثنائي الشيعي تبادر لذهني قول أمير المؤمنين علي عليه السلام: “.. ما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب”

دولة الرئيس:
لن أستعرض نمط رئيس مجلس النواب الأسبق كامل الأسعد، الذي كان يستقبل الناس كل يوم ثلاثاء وخميس. كما لن أقف عند أسلوب رئيس مجلس النواب الأسبق صبري حمادة، الذي كان يستقبل مطلق مواطن من دون أي موعد مسبق، وبشكل مستمر ودائم. وكذلك كاظم الخليل، ويوسف الزين، ورشيد بيضون، وسواهم من قادة الشيعة، الذين كانوا يتفاعلون مع الناس ويحترمونهم، ويقدرونهم..

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (28): أين علماء الشيعة في لبنان؟

الأستاذ النبيه:
لكنني سأقف عند نمط ساسة غير الشيعة في لبنان، في وقتنا الراهن.. فجميع اللبنانيين يعرفون أن وليد جنبلاط يفتح أبوابه للمراجعين كل يوم ثلاثاء في كليمنصو – بيروت، وكل يوم سبت في المختارة، وعلى هذا يسير نجله.
كما يفعل ذلك الرئيس تمام سلام، حيث يستقبل المواطنين كل يوم أحد في دارته في المصيطبة. كذلك الوزير سليمان فرنجية، الذي يستقبل الناس في بنشعي – زغرتا. والأمير طلال ارسلان، يستقبل في دارته في خلدة. وكذلك الرئيس أمين الجميل الذي يستقبل في بكفيا كل يوم سبت جميع المواطنين. وأيضا الرئيس نجيب ميقاتي يفتح أبوابه في طرابلس لأصحاب الحاجات والمراجعين..

الرئيس الحبيب:
بالمحصلة، نجد كل الساسة يحترمون شعبهم وقواعدهم ومناصريهم، ويخصصون أوقاتا لهم.. وأما الأوقات التي تخصصونها لعلية القوم فهذا لا شأن للناس به، هذه مواعيد لكم، وليست للناس!

إقرأ أيضاً: إسمع يا دولة الرئيس (29): في الدور الإصلاحي المناط بي

وأخيرا: لم يتم إقفال البيوت السياسية الشيعية فحسب، بل أقفلت معها الأبواب أمام إستقبال الناس والإستماع إليهم، وخدمتهم..

والتاريخ سينصف لا محالة، بل وفي المستقبل القريب سيحصد المسؤولون نتيجة أعمالهم؛ ولعل هذا مما قال عنه الإمام العسكري عليه السلام: “ما من بلية إلا ولله فيها نعمة تحيط بها”.

السابق
المبعوث الروسي من بعبدا: لتوفير الظروف الملائمة لإعادة النازحين
التالي
بالفيديو: بعد شتمه نصرالله.. ابن بريتال «فشرتوا اعتذر من تجار الدم»