الخطة الأمنية في البقاع تبدأ بمداهمة الحمودية ومقتل عدد من المطلوبين

عملية نوعية تسجل مرّة جديدة للجيش اللبناني في بلدة الحمودية – بريتال أمس (الإثنين)، حيث داهمت منزل علي زيد اسماعيل أحد أبرز تجّار المخدرات المطلوب بمذكرات توقيف عدة. وأدت إلى مقتل اسماعيل مع سبعة أشخاص آخرين وتوقيف 41 شخصاً، كما ضبطت كمية من الأسلحة والمخدّرات.

تعدّ هذه العملية أوّل إختبار على أرض الواقع للخطة الأمنية في منطقة بعلبك- الهرمل، التي أعلن عنها منذ  أسبوعين تقريبا، حيث تمكنت بحسب “اللواء” وحدات من فوج المغاوير مفرزة بمروحيات من القضاء على المطلوب الخطير علي زيد إسماعيل الملقب بـ”اسكوبار البقاع” إلى إضافة إلى ثمانية قتلى ،وتوقيف 41 مطلوباً بينهم ستة جرحى، بعد اشتباكات مسلحة دارت وقائعها منذ الصباح، ودامت على نحو 8 ساعات ، ونجحت العملية بالقضاء على المطلوب من دون  وقوع إصابات في صفوف العسكريين، وتم ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والمخدرات.

إقرأ ايضًا: مقتل 8مسلحين في عمليات ‏دهم في «الحمودية»

وكان فوج المغاوير في الجيش فرض طوقاً أمنياً وعزز وجوده في البلدة بوحدات متعددة ومتنوعة، إضافة إلى ‏الطوافات العسكرية التي واكبت العملية من الجو، وأقفلت مداخل البلدة التي تحولت الى ثكنة عسكرية، تمهيداً ‏لاستكمال المداهمات للمطلوبين الذين عمل على مخاطبتهم عبر مكبرات الصوت لتسليم انفسهم، وسط تهديدات من ‏أحدهم بتفجير نفسه. وسبقت الحصار اشتباكات بين الجيش وعدد من المطلوبين، استخدمت فيها القذائف ‏الصاروخية والأسلحة الرشاشة.

وقد أصدر قيادة الجيش بيانا اعلنت بعد انتهاء العملية، “انها أسفرت عن توقيف 16 لبنانياً و25 سورياً ومقتل ثمانية أبرزهم إسماعيل المطلوب توقيفه بموجب 2941 ملاحقة قضائية من بلاغات بحث وتحر ومذكرات توقيف وخلاصات احكام، لارتكابه جرائم تجارة وترويج المخدرات، والاتجار بالاسلحة والذخائر الحربية وسلب سيّارات بقوة السلاح وتزوير مستندات وإطلاق النار باتجاه مواطنين وإصابة بعضهم، بالإضافة إلى محاولة قتل عسكريين وإطلاق النار على دوريات عائدة إلى الأجهزة الأمنية واصابة بعض عناصرها.”

ولاحقاً، أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان “إلحاقاً ببيانها السابق  أفادت فيع عن تعرض القوة المذكورة لإطلاق نار من قبل مجموعات مسلحة تابعة للمدعو علي ‏زيد اسماعيل، واضطر عناصر القوة إلى الرد بالمثل، ما أدى إلى مقتل 8 مسلحين وتوقيف 41 شخصاً بينهم 6 ‏جرحى من المجموعات المذكورة، كما ضبطت كمية من الأسلحة والمخدّرات.

وتمّ تسليم الموقوفين مع ‏المضبوطات إلى المرجع المختص، فيما تستمر قوى الجيش المنتشرة في المنطقة بتنفيذ التدابير اللازمة لتوقيف ‏بقية المطلوبين‎”.‎

إلا أن هذه العملية لاقت ردود فعل محلية، خصوصا لانها أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين وتم تداول أخبار عن مقتل والدة وزوجة المطلوب وكذلك إبنه، اضافة إلى مقتل الناطور من التابعية السورية وإحتجاجا على ما اعتبر مجزرة بحق هؤلاء إنتشرت دعوات ليلا  إلى التظاهر في بلدة بريتال وبعلبك – الهرمل عند الثامنة من صباح اليوم، استنكاراً لعملية الجيش في الحمودية، على أن يشمل التظاهر قطع طرقات حددت بـ9 طرق في بريتال والهرمل ورياق.

هذا وقد أصدرت بلدية بريتال وفعاليات البلدة، بيانا شدّدت فيه “على وجوب التقيد بالمعايير الإنسانية والقانونية أثناء تنفيذ الخطة الأمنية لئلا تفقد الدولة بأجهزتها الأمنية والعسكرية مكانتها الحقوقية من جهة ويغيب معيار التمييز بين البريء والمتهم من جهة أخرى”.
مطالبين قيادة الجيش بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات بعد ان أسفرت المداهمات عن ضحايا من مواطني البلدة.”

إقرأ ايضًا: بيان صادر عن «شرفاء بلدة بريتال»

وقد وصف مصدر عسكري لـ”الجمهورية” هذه العملية بانه ‏إنجاز للجيش الذي يضع الأمنَ في سلّمِ أولوياته، إذ إنّ علي زيد اسماعيل ‏المطلوب توقيفُه بموجب 2941 ملاحقة قضائية خطيرٌ جداً، لا بل مِن أخطرِ ‏المطلوبين، وكان يلجَأ لأساليب عديدة للتهرّبِ من المراقبة والملاحقة. ولكن ‏نتيجة الرصدِ والمتابعة من قبَل الجيش والتي جرت 24 على 24 في الفترة ‏الأخيرة، تمّ تحديد مكانه وانطلقَت عملية توقيفِه بعد وضعِ خطّةٍ محكمة لها. ‏وشاركت فيها عدة وحدات من الجيش، بينها القوات الجوّية، واستمرّت عدة ‏ساعات‎.‎

وروى المصدر تفاصيلَ المداهمة، مشيراً إلى أنّ “المطلوب، وعند المداهمة، أطلقَ النار وحاول الهرب إلا وقعَ بكمين، ما أدّى إلى مقتله”، ‏وأوضح “أن الجيش كان مضطرا  للردّ على مصادر إطلاق النار من قبَل المجموعة ‏المسلحة. كاشفا أن “إسماعيل مسؤول عن توزيع المواد  المخدّرة في ‏عدة مناطق لبنانية، خصوصا في بيروت، وبالتالي هو مسؤول عن مقتل المئات من ضحايا ‏المخدّرات

السابق
متى تَتألّفُ… المعارَضَةُ؟
التالي
قطع طريق البريتال احتجاجاً على مداهمة الجيش اللبناني